لهذه الأسباب.. اقبلوا الحوار مع الإخوان فورًا!
تمهل قبل أن تنفجر بالغيظ.. فإننا ضد الإخوان أكثر منك.. وخضنا ضدهم ما لم تخض وما لن تخض.. وتمهل قبل أن تنفعل وتشتم أو تسب.. فأنت تواجه الإخوان منذ عام أو عامين أو ثلاثة.. ونحن نواجههم منذ تركناهم صبيا في المرحلة الإعدادية وبكل فخر ولربع قرن متصل.. تمهل واقرأ للنهاية، ففرق كبير بين التظاهر وبين السياسة ونحن الآن نتكلم في السياسة.. اقرأ وضع أمامك فقط مصلحة الوطن ولن تخسر شيئا إن لم يعجبك ما نقول.. وهو في النهاية اجتهاد يقبل الصواب كما يقبل الخطأ ويقبل التصحيح ونقول:
فرق كبير بين لعب الحكشة وبين لعبة السياسة.. وللأخيرة شروطها ومنها الحنكة وبعد النظر والدهاء.. وللسياسة أيضا قوانينها وأولها أنها "فن الممكن"، ومنها "أن ما لا يدرك كله لا يترك كله"، ومنها كذلك فنون ترتيب الأولويات وتغليب الصراع الجذري علي الثانوي ومنها فن تحييد الخصوم وتقديم معارك عن معارك وتأخير معارك من أجل أخري.. وهكذا..
وبهذه الشروط ولهذه القوانين نناقش الآن مبادرة محمد علي بشر، القيادي الإخواني للمصالحة والحوار التي أعلنها عصر السبت .. وأهم ما فيها أنها لم تنص ولا تشترط عودة مرسي.. ولا تشترط أن يكون مرسي أو أحد من مكتب الإرشاد أطرافا في أي حوار.. ولا تشترط الإفراج عن أحد ولا عدم ملاحقة أحد بعينه.. تشترط فقط الحوار خلال أسبوعين مع القوي الوطنية وأن أي معارضة لابد أن تتم في سلمية وأنها - أي المبادرة - ترفض التدخل الخارجي في الأزمة !
المبادرة تعني استسلاما صريحا.. يشكل يأسا علنيا من استمرار المواجهة.. ومجرد إعلانها من الإخوان يعلن انتصار 30 يونيو بكل نتائجه.. والقبول بالجلوس مع الإخوان الآن سيحقق الأتي :
- اعتراف الإخوان نهائيا بشهادة وفاة نظامهم التي كتبت قبل أشهر وأنها شهادة حقيقية غير مزيفة وعلي العالم كله أن يسجل ذلك!
- مجرد الجلوس للتفاوض يعني أن هناك طرفا لديه ما يطلبه وطرفا آخر عليه أن يفكر فيما قد يمنحه..!
- التفاوض يعني وقف العنف.. والأهم أنه يعني إعلان براءة الإخوان منه ومن فاعليه والأهم أنه يعني موافقة الطرفين علي سحق أي أشكال له!
- النقطة السابقة كفيلة بتفجير الخلافات داخل الجماعة أو قبول أفرادها نهائيا بنبذ العنف وبكل أشكاله.. وفي الحالتين تكسب الدولة المصرية الكثير ونكون قد "أرحنا واسترحنا "!
- الجلوس للتفاوض يعني اعترافا صريحا مخزيا بكذب كل ادعاءات ومزاعم الإخوان من الغليان الذي في الجيش إلي إشاعات انقسامه إلي كل إشاعات الإخوان من رجوع مرسي قريبا إلي مزاعم عودة دولة مبارك الخ الخ!
- النقطة السابقة تعني إحباطا لا مثيل له للجان الإلكترونية الإخوانية والأهم أنه يعني انهيارا لما يجري هناك.. في الدوحة.. وفي الجزيرة!
الأهم أن يجري التفاوض والحوار أثناء استكمال كل الإجراءات القانونية ضد المتهمين في أي أحداث عنف.. وهو ما يطمئن كل الرافضين للحوار وأن العدالة إلي مجراها!
تبقي نقاط مهمة نستكملها في مقال الغد إن شاء الله..