رئيس التحرير
عصام كامل

انسوا المصالحة!


بدلا من أن تشغل الحكومة نفسها بمبادرات المصالحة مع الإخوان، فلتتفرغ للقيام بواجباتها تجاه المواطنين، وأهم هذه الواجبات توفير الأمن وتنشيط الاقتصاد وإنقاذه.. وقد يقول لنا مسئول حكومي إن توفير الأمن يقتضي إنهاء العنف الذي يمارسه الإخوان والقضاء على الإرهاب الذي تمارسه جماعات إرهابية حليفة للإخوان، وبالتالي فإن المصالحة مع الإخوان سوف توفر مناخا لوقف العنف والتخلص من معظم الإرهاب، وربما هذا الكلام صحيح نظريا، لكن هذا لا يعني تقديم تنازلات للإخوان لدفعهم للمصالحة التي رفضوها مرارا وأعلنوا مؤخرا قبولها بشروط!


الشىء الوحيد الذي سيجبر الإخوان على طلب المصالحة السياسية مع مجتمعهم هو أن يروا ويلمسوا أن الحكومة حازمة معهم وأنها غير مستعدة لتقديم أي تنازلات أولا بخصوص خارطة المستقبل، وثانيا بخصوص مدنية وديمقراطية الدولة وبالتالي رفض خلط الدين بالسياسة ووجود الأحزاب الدينية، وثالثا بخصوص رفض العنف والإرهاب ومحاكمة كل من تورط في هذا العنف سواء أسفر عن إسالة دماء أو لم يسفر.

وهكذا إذا تفرغت الحكومة لتأدية مهمتها الأساسية وواجباتها الأصلية تجاه المواطنين ستبرأ مصر من العديد من المشاكل التي تعاني منها وفيها الأمن الجنائي وفوضي المرور والأسواق العشوائية في الشوارع، مع ارتفاع الأسعار والبطالة، وأزمات البوتاجاز.. وهنا لن يجد الإخوان ما يستثمرونه من مشاكل ويراهنون عليه للاستمرار في البلطجة التي يمارسونها الآن.

أيها المسئولون انسوا المصالحة قليلا وسوف يأتي إليكم الإخوان مستقبلا يرجون هذه المصالحة.
الجريدة الرسمية