المفكر الإسلامي ناجح إبراهيم في حوار ل "فيتو": باب الحرية انفتح فوصلنا إلى الفوضى
- نعم طالبت بالعفو عن مبارك ومرسي
- أزمة مصر الحقيقية تكمن في الإقصاء المتبادل فكلما حكمت أمة أقصت أختها
- تهديد التنظيم الدولي للإخوان فشنك ومرسي لن يعود
- السلفيون أفضل من الإخوان لأنهم لايكفرون أحدا ولا يلجئون للعنف
- حكومة الببلاوي لم تنجز أي شيء وحتى الآن لم نر مشروعا قوميا واحدا
- لولا دور الجيش والشرطة لانهارت الدولة
- الصراع الخفي بين الصوفية والسلفية مستمر رغم التقارب الظاهر بينهما
- عنف الإخوان ليس له مبرر وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء
على خلاف المنتمين للتيار الإسلامي والمتشددين أمثال عاصم عبد الماجد والشيخ محمد عبد المقصود يخرج المفكر الإسلامي المعتدل الدكتور ناجح إبراهيم الذي سار بفكره الصائب خلاف فكر الجماعات المتشدد، فهو طبيب ومفكر إسلامي تنازعته خلال فترة دراسته وعمله الظروف السياسة والاقتصادية لمصر والعالم العربي والإسلامي ولنبل مقصده وطيب هدفه وسلامة فطرته تعلم وانضم إلى الجماعة الإسلامية وانضم إلى جماعات الجهاد وآمن بفكرهم ولكنه رجع ككثيرين ممن رجع عن هذا الفكر ليس لأنه عقد صفقات مع النظام مثل باقي الدعاة الذين نجدهم الآن على الفضائيات، ولكن إيمانا منه بوسطية الإسلام ودعواه العالمية، وهو لاينجذب إلى جماهيرية تصفق له في الميادين أو سلطة تظهره بجوارها، وبصراحته المعهودة تحدث مع "فيتو" بآراء متزنة عن أهم قضايا المشهد السياسي الراهن.
- كيف تصف المشهد الحالي في مصر ؟
الحقيقة أن المشهد الحالي متأزم ومرتبك، فحتى الآن لم نر أي أهداف من تلك الأهداف التي قامت من أجلها الثورة سواء ثورة 25 يناير أو ثورة 30 يونيو بل كل ماوجدناه هو تأزم الشارع المصري وسقوط ضحايا من الشباب المصري وحتى في عهد الإخوان المسلمين لم نر أي أهداف إيجابية وحتى أيضا في ظل الحكومة الانتقالية التي يترأسها الدكتور الببلاوي أو لأي من مؤسسات الدولة التي كان يجب أن تولي اهتماما كبيرا من جانب الحكومة الحالية أضف إلى ذلك أن جماعة الإخوان المسلمين تخلق أزمة في الشارع المصري بعنفها وبخاصة عقب ظهور الرئيس محمد مرسي ومحاكمته وفى النهاية لايوجد حل ولا بديل سوى المصالحة الوطنية.
- كيف ترى محاكمة الرئيس محمد مرسي ؟
كنت أتمنى أن لا يحاكم الدكتور مرسي ويتم العفو عنه هو والرئيس مبارك حتى تكون بداية لمصالحة وطنية بين كافة الأطراف فمبارك يتم العفو عنه لكبر سنه والدكتور مرسي يتم العفو عنه تحقيقا لهذه المصالحة الوطنية وحقنا للدماء وحتى تكون بداية لوقف عنف جماعة الإخوان ووقف المظاهرات والاشتباكات والصراعات ولدي تأكيد وهو أن مرسي لم يصدر قرارا بقتل المتظاهرين عند قصر الاتحادية وأيضا لم يصدر مبارك قرارا بقتل المتظاهرين أو تعذيبهم ولذلك كان لابد أن يحصل الاثنان على البراءة.
- هل ظهور الدكتور مرسي خلف القضبان سيزيد من العنف والمظاهرات وسيرفع من فاتورة الشهداء؟
بالطبع ستكون هناك مظاهرات واشتباكات وعنف من جانب جماعة الإخوان وإسالة دماء ويقابلها زيادة في المعتقلين وتعطي فرصة للتكفيريين في عمل تفجيرات وزعزعة للأمن المصري وأنا أرى أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها في معظمها وإذا ما نفذنا حكم البراءة لكليهما ستكون بداية جيدة للمصالحة ويمكن أن تهدئ الأجواء السياسية المحتقنة في مصر كلها.
- تهديدات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والتي تدعمها قطر وتركيا للشعب المصري هل تؤثر على القرار الداخلي المصري؟
الحقيقة أن تهديدات التنظيم الدولي للإخوان للشعب المصري هي تحصيل حاصل ولن يتمكن من عمل شيء ومظاهرات الإخوان وعنفهم ليس مبررا لأنها لن تعيد الدكتور مرسي فلن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، ولابد أن يكون الإخوان واقعيين ولابد أن تكون المظاهرات لأمر آخر كأن تكون داعمة لمفاوضاتهم ولابد لهم من إقناع أبنائهم الذين يخرجون في هذه المظاهرات أنها لن تجدي نفعا في عودة الدكتور مرسي ولكنها لدعم المفاوض الإخواني ولن ينفعهم العنف مع الشعب المصري ولذلك لابد أن تكون خطاباتهم مع أبنائهم لغرض دعم مفاوضتهم حتى لاتحدث مأساة رابعة العدوية التي تعالت فيها خطابات الإخوان مع المتظاهرين وتصاعدت الخطابات بشكل تصعيدي وعنيف.
- لاحظنا في الآونة الأخيرة عدة مبادرات للمصالحة قام بها أشخاص ينتمون للتيار الإسلامي والإخوان لم يوافقوا عليها،هل يجوز المفاوضة بين جماعة وشعب؟
كل المفاوضات والمصالحات الوطنية التي خرجت تعثرت وتحطمت على صخرة عناد الطرفين لأن كل طرف من الطرفين يريد الاستحواذ على كل شيء ويقصي الطرف الآخر لكن ليست جماعة الإخوان جماعة محدودة فهي لديها منتمون ولها من يسير وفق فكرها ويرى أنهم صواب من هذا الشعب وحتى نكون منصفين وتتحقق المصالحة بشكل حقيقي ونقول أن هناك مصالحة فعلية لابد من وقف العنف من كلا الطرفين ووقف التظاهر ووقف الاشتباكات ثم بعدها نجلس على مائدة المصالحة وكل طرف يتنازل عن شيء ويقدم أطروحاته لكن حتى نبدأ القول بدعوة الإطراف للمصالحة لابد من وقف العنف من جانب الإخوان والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين من جانب الحكومة وعلى الإخوان القبول بالأمر الواقع لكن المشكلة أن الإخوان مصرون على العنف والطرف الآخر مصر على موقفه.
- هناك اتهام للسلفيين بأنهم يعيشون تحت عباءة الإخوان ويقدمون أوراق اعتمادهم للشعب المصري والعالم على أنهم مختلفون عن الإخوان ليحلوا محلهم؟
الحقيقة دعني أقول أن السلفيين بحزبيهم الوطن والنور وبالأخص حزب النور أفضل من الإخوان لأن السلفيين لايكفرون أحدا ولا يلجئون للعنف أبدا حتى وإن ظلموا أو بخس حقهم ولا يسعون إلى السلطة ولايريدون أن يحلوا محل الإخوان هم فقط يريدون أن يأخذوا مكانهم كأي فصيل سياسي آخر وهذه الميزة جعلت السلفيين ينجون من السجون والاعتقالات طوال تاريخهم وأنا أرى أنهم إذا استمروا على هذا المنوال سيصبحون التيار أو الفصيل المفضل للشعب المصري وسيكون لهم مستقبل جيد وليس المقصود أن يحلوا محل الإخوان لأن الإخوان يسعون إلى السلطة بشكل نهم.
- يردد البعض اتهامات للسلفيين بأنهم يعترضون على كل مايخالف مصالحهم وبخاصة الدستور فكيف ترى ذلك؟
الحقيقة أن السلفيين لايسعون بشكل أو بآخر لما فيه مصلحتهم لكن اعتراضاتهم تلك تأتي من قبيل المصلحة العامة فمثلا هم يعترضون على الكوتة لأن المحكمة الدستورية ستنقضها ولايصح أن تكون هناك كوتة لأحد لأنه إخلال بمبدأ المساواة وستترتب عليها سلبيات عديدة أهمها أنها ستصبح أداة في يد الدولة ومن يتشدقون بمبدأ المساواة أحدثوا شرخا في رءوسنا بترديدهم أن الإسلاميين لايقومون بالمساواة ثم عندما يكون زمام الأمور في أيديهم يخلوا بمبدأ المساواة لابد أن تتساوى الرءوس ولايصح أن يرفع الليبراليون مبادئ ويخالفوها.
- برؤيتك هل ترى أن الدستور الجديد سيكتب له النجاح؟
الحقيقة أنا كنت غير راض عن تشكيل لجنة الخمسين لأنها كانت تقصي بشكل لافت كفاءات مثلما أقصى الإخوان الكفاءات السياسية وللأسف أزمة مصر الحقيقية تكمن في الإقصاء المتبادل فكلما حكمت أمة أقصت أختها هذه هي مشكلة مصر الحقيقية.
- منذ ظهور التيارات الإسلامية في مصر وهناك صراع بين الصوفيين والسلفيين وتزداد وتيرة هذا الصراع على السلطة ؟
دعني أؤكد على أمر أنه كان هناك خلاف شديد في الفترة الماضية لكن رغم أن الصراع الخفي بينهما مستمر الآن، إلا أنه حدث تقارب بين الصوفية والسلفية وحدث تغير في المشهد بينهما ويجمعهما شيء واحد هو أنهما لايحبان الاقتراب من السلطة وليسوا طامعين في كرسي السلطة مثل التيارات الأخرى، لكنهم يتصارعون على أن تكون لهم حرية في الدعوة والأفكار الخاصة بهم بدون قيود أو مضايقات لكن في رؤيتي أن بينهما صراعا خفيا الآن.
- ما تقييمك لأداء حكومة الببلاوي خلال هذه المرحلة ؟
للأسف الحكومة الحالية مرتعشة بغض النظر عن شخصيات بعينها لكن الحقيقة حتى الآن لم نر مشروعا قوميا تم البدء في تنفيذه ومازالت مؤسسات الدولة تتخبط، ولم نر أي جهود أو إيجابيات من جانب حكومة الببلاوي وللأسف لم تنجز أي شيء بل إنها اعتمدت تكرار نفس السياسات السابقة دون تطوير ولولا دور الجيش والشرطة لانهارت الدولة بشكل كبير.
- هل تؤيد قانون التظاهر الجديد؟
للأسف مشكلتنا كمصريين أننا أردنا فتح باب الحرية فتحولت بكل أسف إلى فوضى، فحتى نبني القاعدة بشكل سليم لابد أن نضع قاعدة عامة للتظاهر فلايعقل أن نرى تظاهرا أواحتجاجا و تعطيل المصالح والمؤسسات وتدمير مبان وإسالة دماء وتساقط شهداء بشكل متكرر وبشكل يومي، وأقترح أن يتم تحديد مكان محدد تلتزم به كل محافظة ويكون مخصصا للتظاهر وللتعبير عن الرأي ويكون بعيدا عن التجمعات العمرانية والمناطق السكنية ودور العبادة والمدارس ومن يخالف ذلك تتم معاقبته.