رئيس التحرير
عصام كامل

محمد ومريم.. قرآن وإنجيل فى مواجهة العتمة


أمام كنيسة الوراق، انطلقت رصاصات الغدر إلى صدر مريم.. فى أحد شوارع العمرانية انطلقت رصاصات الغدر إلى روح محمد.. محمد ومريم اسمان يحملان من الدلائل ما لا يخفى على أحد .. القاتل واحد.. قوى الشر الإخوانى.. رصاصات الشر أرادت اغتيال براءة مريم، فسافرت روحها الطاهرة إلى بارئها.. لم تمت مريم.. بقيت فينا نبضا، ورمزا، وعلامة من علامات مواجهة الضلال.


لم يمت محمد.. رحل إلى السماوات العلا، وظل قاتلوه على أرض الشر قابعين يقاتلون ويقتلون.. سافر محمد إلى مريم.. وهناك فى جنات العلا التقيا.. تعانقا.. وبابتسامة الملائكة رسما معا مخطوطة الطهارة والنقاء.. دار بينهما حديث ملائكى.. ضحكا .. سخرا من قاتليهما.

وهنا علي الأرض كان المرشد يرسل تحياته إلى قتلة الأطفال، وحكوميون ينادون بمصالحة القاتل، ومعزول يطالب أنصاره بمزيد من القتل.. مزيد من الدم.. مزيد من الحرق والخراب.. محمد ومريم هناك ينعمان بأنهار، وأشجار، وأنوار، ومحمد مرسي ورفاقه من القتلة المأجورين هنا خلف غياهب السجون، لا يسعدهم إلا تعداد الأطفال المقتولين.

مريم الطاهرة.. النابضة.. العذراء تدعو لقاتليها بالهداية.. تحاصرهم بالحب.. تطاردهم بالتسامح.. محمد.. النور الساطع.. الضوء المبهج.. القلب الساكن يسجن قاتليه بالحب والود ويغمرهم بنظرة عفو لا يدركونها ولا يعرفونها.

مرسى هنا قابع خلف تلال الخوف والكراهية والحقد، والشاطر هنا يسكن عتمة لا تعرف النور، وكل رفاقهم تظلهم سحابات الضباب والظلمة.. ينامون فوق أشواك البغضاء، ويحلمون بانتصار الدم على الزهر.. محمد ومريم هناك يحيون، ومرسى ورفاقه هنا يموتون ألف مرة كل يوم.. محمد ومريم قرآن وإنجيل فى مواجهة العتمة.. إننا حقا شعب، وهم فعلا عصابة.
الجريدة الرسمية