رئيس التحرير
عصام كامل

الألتراس والتلامذة.. يوميات النضال فى "السكشن".. 50% من أعضاء الروابط جامعيين و30% بالثانوية.. الكلمة دخلت قاموس التشجيع الرياضى بمصر عام 2007.. وروابط الألتراس أشعلت الحماس فى المدرجات والجامعات

ألتراس أهلاوى - أرشيفية
ألتراس أهلاوى - أرشيفية

الألتراس.. كلمة دخلت قاموس التشجيع الرياضى في مصر عام 2007 في تقليد جديد انتقل إليها من جماهير أوربا، والشقيقتين المغرب وتونس، فانتشرت روابط الألتراس في مدرجات الملاعب المصرية بدءا بجروبى ناديى الأهلي والزمالك "أهلاوى" و"وايت نايتس" على التوالى، لتحل محل المشجع الهاوى.


ومع اعتماد أغلب الأندية الشعبية على جماهير الألتراس، اتضح أن 50% من أعضاء جروبات الألتراس طلبة جامعيين، و30% منهم يدرسون في المرحلة الثانوية، وتتوزع الـ 20% الباقية مناصفة بين طلبة الإعدادي وبين خريجى الجامعات وغير الحاصلين على مؤهل دراسى.

الجامعات من أكثر الأماكن التي تشهد تجمعات لجروبات الألتراس، وترتبط بعضها في الأقاليم بالانتماء لفريق المحافظة مثل جامعة قناة السويس فرع الإسماعيلية، التي تشهد أكبر تجمعات جروب ألتراس "يلو دراجون" الإسماعيلاوى، وهناك أيضا فرع الجامعة ببورسعيد الذي يضم أكبر تجمع لجروب "جرين إيجيلز" المنتمى للنادي المصرى.

واللافت أن بعض الجامعات والمعاهد باتت ساحة حرب شرسة بين الجروبات، مثلما حدث في المدينة الجامعية ببورسعيد بين أعضاء جروبى ألتراس أهلاوى وجرين إيجيلز، وكذلك في بعض المعاهد الخاصة بدمياط نظرًا لوجود أعضاء من رابطة المصرى بها في مواجهة الكثير من الأهلاوية في المحافظة الساحلية.

وبعيدا عن جامعات المدن الساحلية الإسماعيلية وبورسعيد وكذلك الإسكندرية، التي يتواجد بها أعضاء "جرين ماجيك" الاتحاداوى، يتقاسم أعضاء جروبى "أهلاوى" و"وايت نايتس" باقى جامعات مصر، وفى مقدمتها جامعات الصعيد أسيوط وسوهاج وبنى سويف والمنيا، ونادرا ما تجد أعضاء ألتراس غيرهم نظرا لانتشار سكاشن الجروبين في أغلب محافظات مصر، وهو نفس الأمر الذي تشهده جامعات المنصورة والزقازيق وبنها وشمال سيناء، بسبب الشعبية الجارفة للأهلي والزمالك في غالبية محافظات مصر.

فيما تشهد جامعات العاصمة الثلاث، القاهرة وعين شمس وحلوان، أكبر تجمعات لأعضاء جروبى أهلاوى ووايت نايتس، ففى جامعة القاهرة توجد سكاشن الجيزة والسادس من أكتوبر، ويتواجد أعضاء كل جروب في مكان محدد داخل الجامعة معروف للجميع.

ولا يختلف الأمر في جامعة عين شمس التي تشهد تجمع سكاشن حدائق القبة ومصر الجديدة ومدينة نصر وعين شمس والمرج، وفى جامعة حلوان توجد تجمعات سكاشن حلوان والمعادى ودار السلام.

وغالبا ما تشهد هذه الجامعات مشاكل بين أعضاء الجروبين الكبيرين، نظرا للمنافسة الكبيرة بينهم داخل المدرجات وخارجها.

كانت مذبحة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعا أهلاويا إيذانا بظهور قوة أعضاء ألتراس أهلاوى داخل الجامعات، بعد تنظيمهم العديد من المسيرات الضخمة للمطالبة بالقصاص لشهداء الجروب الذين سقطوا في بورسعيد.

وتأتى رغبة طلبة الجامعات والثانوى الجامحة للانضمام لجروبات الألتراس لعدة أسباب؛ أبرزها أن تلك حركات تأسست على عقلية خاصة بها، تعتمد في المقام الأول على الإخلاص المتبادل بين الجروب وأعضائه، ما يجعلهم أسرة واحدة في السراء والضراء، وهذا ما يجسده شعار جروب وايت نايتس الزملكاوى ( Brothers in blood ) ويعنى أن جميع أعضاء الجروب إخوة في الدم، وكذلك شعار جروب ألتراس أهلاوى (Together forever ) ويعنى معًا للأبد.

هذا بجانب تأثرهم الشديد بشخصية "كابو" الجروب الذي لابد أن يتمتع بعدة سمات شخصية، منها قوة شخصيته وحب الجميع له وقدرته على التأثير والقيادة داخل مدرجات الملاعب وخارجها، ما يولد داخل كل عضو أمنية أن يصبح "كابو" يسحر الجميع بشخصيته، وهذا المنصب متاح لكل أعضاء الجروب بشرط توفر السمات المذكورة سلفا، لذلك فإن شباب المرحلة السنية الصغيرة ما بين الثانوى والجامعة تكون الأكثر تأثرا بهذا المنصب وطمعا في الوصول له.

الهوس بالحديث عن جروبات الألتراس وتشجيعهم ودخلاتهم في المدرجات وتباهى الطلبة بانضمامهم لها والذهاب للمدارس والجامعات بـ "كوفية" الجروب أو "التي شيرت" الخاص به، يجذب غالبية الطلاب إلى الاستفسار عن كيفية الانضمام إلى عضوية الألتراس، فتنتشر الفكرة أكثر بين الطلبة الذين لديهم في هذا السن قابلية كبيرة للانجذاب للأنشطة التي فيها صخب واحتفالات وغناء وشللية، لاسيما أن الجروب يصنع داخل كل منطقة عائلة منفصلة بذاتها من خلال السكاشن، حيث يتحرك كل سكشن في جماعة ويتواجد أفراده بصفة يومية على الكافيهات أو في الأندية الاجتماعية أو في الرحلات التي يقوم بها الجروب لتشجيع الفريق الذي ينتمى له. 

وكانت التغطية الإعلامية الهائلة التي شهدتها مجزرة بورسعيد كونها حادثا مروعا هز الجميع، السبب في تسليط الضوء على جروبات الألتراس، ما جعل شبابا كثيرين يقتربون من هذه الروابط للتعرف عليها من خلال البدء في حضور تجمعاتها، وهذا ما أدى إلى انضمام الكثير من الطلبة والشباب للألتراس وساعد في انتشار فكرهم وعقليتهم التي يتأثر بها الشباب في سن معينة، والدليل على ذلك أن أغلب أعضاء الجروب عندما يصلون لسن معين يصطدمون فيه بمشاغل الحياة اليومية والارتباط بالحياة الأسرية يبتعدون تلقائيا عن الجروب، ومن هنا يعتمد قادة الجروب على أن يكون الأعضاء من سن معين من أجل السيطرة على فكرهم وتصرفاتهم دون جدال أو نقاش.
الجريدة الرسمية