رئيس التحرير
عصام كامل

أنصار "المحظورة" يحولون الجامعات لساحات حرب.. ومظاهرات متواصلة لتعطيل الدراسة

جانب من مظاهرات أنصار
جانب من مظاهرات أنصار المعزول -صورة ارشيفية


مع بدء الدراسة في الجامعات المصرية بدأت جماعة الإخوان في تنفيذ سيناريو التظاهرات وأعمال العنف لبث الرعب وإرهاب الطلاب، بهدف تعطيل الدراسة ولنشر الفوضى في البلاد لتعطيل الحياة السياسية والاجتماعية.

جامعة القاهرة من أوائل الجامعات المصرية والعربية التي كانت الحركة الطلابية بها ذات نضال مستمر ومشع على الداخل والخارج، وقد افتتحت باسم «الجامعة المصرية»، ووجدت معارضة شديدة من الاحتلال الإنجليزي، وخاصة اللورد كرومر، خوفا من تخرج طبقة مثقفة وواعية في مصر، وفى أعقاب ثورة 1919 تولى طلاب الجامعة - بمشاركة طلاب الأزهر- جمع التوكيلات من مختلف المحافظات لتكليف سعد زغلول ليكون «صوت الشعب» في التفاوض مع البريطانيين للجلاء عن مصر.


أدى الطلاب دورا بارزا بالرغم من اعتقال قوات الاحتلال لكثير منهم، واشتعلت الحركات الطلابية بجامعة القاهرة في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات -عقب حرب أكتوبر 73- وشاركوا طلاب الجامعات الأخرى في المظاهرات التي ترفض زيارة السادات للقدس وتوقيعه اتفاقية السلام، واعتقل عدد كبير منهم، وأصدر السادات قرارا يقضي بإلغاء اتحاد طلاب مصر، وشطب اللجنة السياسية من لائحة الاتحاد.

الوضع لم يختلف كثيرا بجامعة القاهرة في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فقد كانت الأنشطة الطلابية مقتصرة على دور اتحاد الطلاب، الذي كان ينتمى دائما للتيار السياسي للدولة أو الإخوان المسلمين، إلى جانب بعض الفرق الطلابية التي كانت تهتم بالعمل الطلابى فقط دون الدخول في الشأن السياسي، والاقتصار على الدورات التدريبية.

طلاب «الإخوان» لعبوا دورا بارزا في نشر أنشطتهم بعد ثورة يناير، وحاولوا كسب ثقة الطلاب من التيارات الأخرى، وبعد إسقاط نظام مبارك ووصول الإخوان للسلطة اقتصر دور طلاب الإخوان على تنفيذ تعليمات مكتب الإرشاد.

وعقب اندلاع ثورة 30 يونيو اختفت العديد من الحركات الطلابية من الساحة الجامعية، واقتصرت على تيارين فقط، المؤيد للثورة وهم أغلبية الحركات السياسية الطلابية سواء اتحاد الطلاب أو الأسر المتفرعة بالكليات، ثم التيار الثاني المعارض لها، وهم من وصفوا أنفسهم بـ«طلاب ضد الانقلاب»، ويشمل طلاب الإخوان المسلمين وأعوانهم مثل السلفيين وبعض الأحزاب الإسلامية الأخرى.

أما جامعة أسيوط فقد أنبتت الجماعة الإسلامية في أوائل السبعينيات، حيث خرجت الجماعة من رحم الجامعة، فاهتمت في بادئ نشأتها ببعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية داخل الحرم الجامعي، وكانت التيارات الماركسية والقومية والناصرية تسيطر على الجامعات، وخصوصًا في جامعات القاهرة وعين شمس وأسيوط. 

وحاول أعضاء الجماعة تطوير أنشطتهم ومفهوم نظرتهم للعمل الإسلامي داخل أروقة الجامعة، ووضعوا بناءً تنظيميّا يبدأ من داخل كل كلية بالجامعة يسمى «مجلس شورى» يرأسه أمير الجماعة بالكلية، وينتهي بمجلس شورى الجامعات، وعلى رأسه الأمير العام «أمير أمراء الجماعة الإسلامية».

وفي عام 1976 اﻧﻀﻢ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻌﻈﻢ قادتها، منهم ﻛﺮم زهدي وﺣﻤﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ وأﺳﺎمة ﺣﺎﻓﻆ وﻋﻠﻲ الشريف ورﻓﺎﻋﻲ أحمد طه وأﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻋﺜﻤﺎن وﻣﺤﻤﺪ تيسير وأﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪه سليم وﻣﺤﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ الإﺳﻼﻣﺒﻮﻟﻲ.

وفي عام 1977 كان عادل الخياط رئيسا لاﺗﺤﺎد طﻠﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ أسيوط، وأﺑﻮ اﻟﻌﻼ ﻣﺎﺿﻲ رئيسا ﻻﺗﺤﺎد طﻠﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ المنيا، وﻓﻲ ذات اﻟﻌﺎم ﻋﺮض «اﻹﺧﻮان المسلمون» ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎعة الإسلامية ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺎت الاﻧﻀﻤﺎم إليهم، ﻓﺎﺳﺘﺠﺎب ﺒﻌضهم، ﻣﺜل أﺑﻮ اﻟﻌﻼ ﻣﺎﺿﻲ، ورﻓﺾ آخرون، منهم ﻛﺮم زهدي وﻋﺎﺻﻢ ﻋﺒﺪاﻟﻤﺎﺟﺪ ومحيي الدين عيسي وﻧﺎﺟﺢ إبراهيم، ومعهم أغلبية اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ الإسلامية ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ أسيوط.

وفي عام 1979 التقى كرم زهدي، عضو مجلس شورى الجماعة، بالمهندس محمد عبد السلام فرج -عضو أحد فصائل تنظيم الجهاد- فقد عرض على كرم زهدي فكر الجهاد، وأن الحاكم قد كفر وخرج عن الملة ووجب الخروج عليه وخلعه وتغيير النظام، ثم عرض عليه فكرة اشتراكهم مع التنظيم للتخطيط لإقامة الدولة الإسلامية.

وإلى الآن ما زالت الحركات الطلابية بجامعة أسيوط تنظم المظاهرات والاحتجاجات الموالية لحكم الإخوان والمنددة بعزل محمد مرسي، ومن أبرز أعضاء الجماعة الإسلامية الذين تخرجوا في جامعة أسيوط وأسسوا الجماعة: على الشريف - عضو مجلس شورى سابق، وعاصم عبدالماجد الذي تخرج في كلية الهندسة جامعة أسيوط، واتهم في قضية تنظيم الجهاد وبمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير الدستور ومهاجمة قوات الأمن في أسيوط، وبأنه كان على رأس القوة التي احتلت مديرية أمن أسيوط لأربع ساعات، وكرم زهدي الأمير السابق للجماعة، ومن أشهر إعلام الجماعات الإسلامية بجامعة أسيوط خالد عبد القادر عودة الأستاذ بقسم الجيولوجيا بكلية علوم.

شهدت جامعة الأزهر مؤخرًا مظاهرات حاشدة واحتجاجات عنيفة منذ اليوم الأول بالدراسة هذا العام للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي مرة أخرى ومناهضة انقلابا على الشرعية، طلاب الإخوان أشاعوا الفوضى بالجامعة وأرادوا منع الدراسة بالجامعة من أجل الضغط على الحكومة الحالية، للاستجابة لطلباتهم، فبعد القبض على قيادات الجماعة والزج بهم في السجن، يتم الآن استغلال حماس الشباب لاستكمال مسيرة القادة للمطالبة بعودة مرسي والتي بدأوها بميدانى رابعة العدوية والنهضة، إيمانا بالدور الفاعل للطلبة وقدرتهم على التأثير.

لكن طلاب الأزهر، الذين ينتهجون وسطية الإسلام هم الذين أيدوا ثورة 30 يونيو العظيمة، وباركوها، هم وشيخهم العالم أحمد الطيب، الذي يعرف للوطن قدره، وهو امتداد لمشايخ الأزهر الكرام على مر التاريخ، الذين ملأوا طباق الأرض علما.

ويسجل التاريخ نضال طلاب الأزهر وشيوخه الاجلاء ضد المحتلين الفرنسيين والإنجليز، ووقوفهم بصلابة لتطبيق شرع الله أمام الحكام الديكتاتوريين، لا يهابون موتا في سبيل إعلاء كلمة الله وإرساء قواعد الإسلام ونشر الدين الوسطي في ربوع العالم كافة.
الجريدة الرسمية