رئيس التحرير
عصام كامل

إلى فرعون مصر القادم


السلطة يا عزيزي امرأة مزاجية ليس لها نظام تسير عليه ولا أجندة تلتزم بها كاذبة فى مواعيدها ومحتالة فى تصرفاتها.

فهى المرأة الوحيدة بين النساء التى تخطب الرجل وتتزوجه، لكنه هو من يحمل ويلد منها وهو آخر من يعلم، ولو بدأت علاقتها بك ناعمة حالمة مغرية على طريقة مارلين مونرو فإنها تجهز عليك بطريقة ريا وسكينة.


نجا مبارك من القتل فى حادث المنصة بمعجزة هبطت عليه من السماء، لكن المشهد المروع الذى عاشه بجانب جثة السادات ضاعف من غريزة البقاء لديه، فأصبحت له القدرة على الإحساس بالخطر عن بعد ونجح فى النجاة من أكثر من محاولة اغتيال دبرت له فى الداخل والخارج بطرق مبتكرة.

كان خصومه أكثر من 28 تنظيما دينيا متشددا مدربون على القتل والذبح والتفجير بشراسة، وغطت هذه التنظيمات عملياتها الوحشية بفتاوى تكفيرية، فكان ذلك مبررا للشدة والصرامة والقسوة التى مارستها ضدهم الأجهزة الأمنية، كما كانت سببا فى مضاعفة المليارات التى تنفقها تلك الأجهزة سنويا على حساب الفقراء.

ستجلس أنت الآن على كرسي مصر بفتوى طبقا للاتفاق ولكن إن نقضت الاتفاق تصدر فتوى أخرى بهدر دمك وكله بما لا يخالف شرع الله .

وقد رأيت بنفسك ما فعلته السلطة بمرسي الذي وعد مثلك بأنه رئيس لكل المصريين رفعته لعنان السماء وفي لحظة أودعته غياهب السجون، لأنه لم يدفع ضريبة السلطة وغوايتها فمثلما أهدته السلطة أعلى منصب في مصر سلمته أيضا لحبل المشنقة بمجموعة من التسجيلات أبدى فيها موافقته على القبول بقاعدتين أمريكتين في السلوم غربا وراي بناس شرقا كما وافق على تسليم حلايب وشلاتين للسودان وبالفعل نقلت الحدود 200 متر لداخل مصر وإن أعيدت بعد تدخل القوات المسلحة.

هذه الجرائم لم يفعلها مرسي بنفسه ولكنه شبق السلطة الذي اعتراه لتكتمل تهمة الخيانة العظمى ليقتاد إلى حبل المشنقة.

فيا فرعون مصر القادم وعدك بأن تكون رئيسا لكل المصريين غثاء سيل، لأنك لن تكون رئيسا لكل المصريين لأنه وعد يصعب عليك تنفيذه فى وجود ضغوط هائلة ستقابلك من حلفائك اليوم الذين أصدروا فتوى بجواز توليك الحكم طبقا لشريعة الحاكم المتغلب بالكتاب والسنة وبقايا الجماعة التي سعت للسيطرة الكاملة على كل شبر فى الدولة بما يتجاوز قدراتها وكفاءتها ولو أصررت على ما سوف تعد به دون رغبة من حلفائك ربما يكون التخلص منك بالقتل سيناريو آخر لتغيير الحكم.

ولك في تجربة السادات العبرة، عندما تحالف مع التنظيمات الدينية لتحجيم الناصريين، ولك أن تعلم أن ما يحدث في سيناء من سيطرة للجماعات الإرهابية والتنظيم الخاص للجماعة الذي لم ينصرف ولم يتم القضاء عليه فى الغالب وكل ما يحتاجه لاسترداد عافيته وضع سلاحا فى يد أعضائه لتنفيذ ما يطلب منهم التزاما بقسم السمع والطاعة، كما أن تراث التصفية الجسدية فى تاريخهم شاهد على لجوئهم للعنف إذا ما فشلت الوسائل الأخرى فى تحقيق ما تشاء.

لو كنت تريد حكم مصر ضع يدك في يد الشعب فقط وجنب اتفاقك مع حزب النور جانبا وتعامل معهم وبقايا الجماعة كمجموعة إرهابيين بحكم القانون.

راهن على الشعب تكسب لكن مراهنتك على ما تبقى من تنظيمات إرهابية فرهانك خاسر.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية