رئيس التحرير
عصام كامل

والدتى تناديك يا رئيس الجمهورية..!


لم أجد بشرًا يتحملون الصعاب ويسامحون في حقوقهم ويعشقون وطنهم أكثر من الصعايدة في مصر.. هذا ليس تحيزًا لكوني صعيدي ولا تقليلًا من شعوب باقي المحافظات ولا حتى تمييزا بين أبناء الشعب المصري، ولكن هي الحقيقة الموجودة على أرض الواقع.. فكل التركيز والاهتمام إعلاميا وخدميا وثوريا وأمنيا على القاهرة ومحافظات الوجه البحري.. ونحن الصعايدة لا نغار من ذلك وتعودنا عليه ولا نطلب تغييره رغم أنه أصبح ضرورة بعد ثورتين عظيمتين في أقل من عامين.


الصعايدة قادرون على حماية أنفسهم أمنيا بل ومساعدة الشرطة في ذلك.. وقادرون على العيش بأقل الرواتب لأنهم يملكون الأراضي الزراعية والمشاريع الصناعية والتجارية، بل وهم قادرون كعائلات وقبليات على تحدي كل الصعاب من أجل مصر.. ولكن هذا ليس معناه الاستمرار في عدم حل أبرز المشاكل التي تواجههم على مدار أكثر من شهرين، وهي مشكلة توقف حركة سير القطارات لظروف أمنية.

نتفهم تماما ما يمر به الوطن من صعاب ومشاكل أمنية.. وندرك تماما أن الأخطار كبيرة والتحديات أكبر، ولكن لماذا لا تسعى الدولة لرد جزء من الجميل لهذه البقعة الكبيرة في أرض الوطن.. لو قام الصعايدة بتنظيم مظاهرات وقطع للطرق في يومين متتالين لا أكثر ستركع الدولة وستعيد حركة سير القطارات بأقصى سرعة وبتأمين أمنى محكم مثلما حدث مع قطارات الوجه البحري.. فلماذا كل هذه البلادة والتباطؤ والتجاهل في إنهاء هذه المشكلة.. وهل سيكون يوم 19 نوفمبر هو الموعد الأخير لإعادة حركة القطارات في الصعيد أم ستكون هناك حجج وتبريرات أخرى؟

يا سيادة رئيس الجمهورية المحترم المستشار عدلي منصور.. والدتي تريد الذهاب إلى القاهرة بشكل ملح وضروري منذ فترة وأنا الذي أرفض سفرها بحجة الانتظار لحين عودة حركة القطارات خوفا من حوادث السيارات المتكررة يوميا على طريق الصعيد .. والدتي وغيرها من مئات الآلاف من الصعايدة لا يريدون السفر بالسيارات ربما لمرضهم أو لأسباب أخرى وينتظرون عودة حركة سير القطارات.. فهل من مجيب أم أن مصر أصبحت القاهرة فقط والصعايدة ليسوا جزءً منها ؟!

أقولها بكل صدق وصراحة ووضوح.. لو كان هذا الموقف موجودا في عهد الرئيس المعزول لقامت الدنيا ولم تقعد ولخرجت ملايين الصعايدة إلى الشوارع في مظاهرات ضد توقف حركة سير القطارات ولن يكون هناك أي مبرر يقنعهم وقتها.. وهو ما يؤكد أن الصعايدة الذين لم يخرجوا ولم يعلموا أصلا بثورة 25 يناير وخرجوا متحمسين بشكل غير متوقع في 30 يونيو يعصرون منذ فترة طويلة على أنفسهم الملايين من حبات ( الليمون ) ويتحملون كل الصعاب لتأييد الغالبية العظمى منهم للتغير الذي حدث وفرحا في رحيل النظام السابق ولكن هذا ليس معناه أن التحمل سيستمر كثيرا والتضحيات ستظل لفترة طويلة.

أعيدوا حركة قطارات الصعيد يا سادة.. لا تضغطوا على الصعايدة أكثر من كدة .. ردوا جزءً من الجميل لهم.. ارحمونا وارحموهم يرحمكم الله ..
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية