رئيس التحرير
عصام كامل

مستشار القذافي السابق: ليبيا دولة فاشلة وتدخل الناتو قريبا..أردوغان وقطر يريدان تحويل البلاد لـ"بيت مال" للقاعدة والإخوان.. مصر تكتوي بنار 1200مليشيا ليبية مسلحة

د.يوسف شقير المسشار
د.يوسف شقير المسشار السابق للعقيد الليبي الراحل معمر القذاف

توقع د.يوسف شقير المسشار السابق للعقيد الليبي الراحل معمر القذافى، أن تلجأ السلطات الليبية إلى الاستعانة بتدخل أجنبي، للخروج من المأزق الحالى .. معتبرا أن هذا التدخل هو المخرج الوحيد للأزمة مضيفا أن ما يحدث الآن ينم عن الفشل الكامل في إقامة الدولة وبسط هيبتها التي تم تدميرها بعد خطف رئيس الوزراء والفيديوهات المسيئة التي نشرت له، والانفلات الأمني.


واعتبر شقير أن ظهور قوات الجيش ببنغازي مجرد استعراض للقوة .. واصفا اياه بأنه استعراض وأنه لا حول له ولا قوة، وهذا الاستعراض هو داخل مدينة بنغازي .. في حين أن هذه القوات الخاصة التي كلفها زيدان تعرف معقل القاعدة ومعقل أنصار الشريعة معسكرا معسكرا، كما نعرفها نحن.

مضيفا أن وجود القوات داخل المدينة لن يوقف الاغتيالات التي تتم بطريقة مهنية عالية جدا مما يؤدى إلى تهجير المدنيين وتعرضهم للقتل والاعتداء وسلب أموالهم مشيرا إلى أنه ليس هناك حكومة وليس هناك مجلس وطني وكل شيء منفلت.

قال مستشار القذافى السابق في حواره المسجل الذي بثته إذاعة "صوت روسيا" : الحكومة الليبية تحكم البلاد من فندق ريكسوس في النهار والميليشيات تحكم ليبيا في الليل، والقتال ليس في ينغازي فقط .. ولكن الذي جرى في طرابلس مأساة كبرى بين فصائل متناحرة من مناطق خارج طرابلس أدت إلى ترويع المدنيين وقتل كثير من الناس والدولة لا تستطيع عمل شيء.

لافتا إلى أن هذه الميليشيات يسيطر عليها أفغان وأردنيون وتونسيون وجزائريون، والبوابات في ليبيا في الليل في يد الميليشيات، ولو ذهب أحد ما إلى بوابة (الكوارشة أو سيدي فرج) لوجد أنصار الشريعة التونسيين والجزائريين والأفغان موجودين ومعروفة أماكنهم وفاقت أعدادهم 2000 شخص .. لأن هذا المشروع ليس مشروعا ليبيا بل هذا مشروع تمكين للقاعدة في شمال أفريقيا .. ولن يستطيع الغرب عمل شيء لأن هؤلاء انتشروا وتسربوا بين السكان.

واعتبر شقير، أن إيقاف تصدير النفط وسيطرة المليشيات عليه، لغز كبير.. قائلا: إن النفط الليبي الآن يصدر 100 ألف برميل فقط من أصل مليون برميل، والميليشيات الآن تتحكم في القرار السياسي، ونحن ننظر إلى الصورة ككل وليس ما يحصل في برقة فقط. 

وقال إن كل من لا يستطيع أن يحصل على قطعة من كعكة شركة "إني" لتصدير الغاز، التي تقاسمها الكثيرون، يذهب لإيقاف شيء معين ويستمر هذا الوضع، وإن وضع برقة هو وضع خاص وقضية الفيدرالية هي قضية خاصة ولها جذور ولها تبعات أخرى، وتساءل: هل قضية ليبيا هي مجرد نفط متوقف؟ أم أن هناك مدنيين يقتلون بحاجة إلى حماية .. فاليذهب النفط إلى الجحيم ولكن دماء أهلنا في بنغازي وطرابلس وفي سبها وفي بن الوليد وفي جميع مناطق ليبيا مهدرة، أين الذرائع التي قام عليها الناتو ؟ وأين الذرائع التي شيطنوا بها النظام السابق وقاموا بالاعتداء على ليبيا، والآن الوضع أسوأ، وكلما سألت أحدا ماذا حققتم؟ يقول لك قتلنا الطاغية!!! ولكن ماذا بعد؟

أكد أن قضية ليبيا هي قضية معقدة جدا، والعالم غافل ومشغول بقضايا أخرى، فمتى يفيق العالم لما يدور في ليبيا؟ حتى تقرير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كان متواضعا. المهجرون في أماكن خارج ديارهم، والليبيون في الداخل مهجرون وفي الخارج مهجرون .. وثروات ليبيا أهدرت حيث أهدر 370 مليار دولار، ومن يستطع جمع سلاح 1200 ميليشيا مسلحة؟ هذا هو السؤال الذي نطرحه على هذه الدولة الفاشلة التي تستمر في الفشل وتستمر في دائرة الدم إلى ما لا نهاية.

وقال مسشار القذافى إن حربا أهلية على المشارف. وإن من يلعب اللعبة الآن في الخارج من الذين قاموا بهذا الفعل .. ولا أريد أن اسمي ولكن قد اسمي الذين لعبوا في الثورة الأولى وكانوا هم المقدمة وفشلوا في الحصول على أي شيء في ليبيا، الآن خرجوا من ليبيا ولا يستطيعون حتى زيارة ليبيا من أمثال محمود جبريل وغيره الكثيرون، الآن يحاولون ادعاءً وبهتانا إنقاذ ليبيا

انهم يضحكون على الناس ويقولون سننقذ ليبيا من الإخوان وسنتصدى للإخوان وهم كاذبون وليس لهم أجندة وطنية ولا أجندة ليبية حتى يستطيعوا إنقاذ ليبيا، فهم الذين أتوا بالبلاء وهم محمود شمام ومحمود جبريل وغيرهما، والآن استيقظوا لأنهم فقدوا كل شيء داخل ليبيا، ولا يستطيعون زيارة ليبيا، فأين دولة الأمن والأمان التي تحدثوا عنها، وأين ما وعدوا به الناس ووعدوا به الشباب الذي راحوا ضحايا وقتلوا ودفنوا في حفر ليدفعوا ثمنا غاليا من المفقودين والجرحى والمصابين الذين نراهم يوميا وهم أبناء ليبيا وكلهم أهل ليبيا وكلهم شباب ليبيا، وستعاني ليبيا في المستقبل معاناة كبيرة جدا.

وشدد على أن ما يحدث في بلاده الآن يطول دول الجوار، وكشف عن تحذيرات أرسلها القذافى إلى المجلس العسكري المصري السابق إبان عهد المشير حسين طنطاوي، قائلا: عندما بدأت ما تسمي ثورة 17 كنا كل ليلة ننبه الجيش المصري، في ذلك الوقت المجلس العسكري الذي شارك في تسهيل الكثير من الأمور بشأن دخول السلاح إلى من كانوا يسمون أنفسهم "الثوار"، "المتلازمة " الليبية الآن وصلت إلى مصر ووصلت إلى سيناء ووصلت إلى غزة ووصلت إلى تونس ووصلت إلى الجزائر، وكل هذه الدول الآن مستنفرة لصد هذا الخطر القادم من ليبيا، خاصة أنه يوجد في ليبيا سلاح لا يتصوره العقل، ويوجد فيها أموال لا يتصورها العقل والتي كانت تقاتل من أجلها الولايات المتحدة التي ادعت أنها تحارب الشر، وعملت بمقولة من لم يكن معنا فهو ضدنا.

الآن سهلوا لهم كل شيء وتركوهم يصولون ويجولون ويحققون مشروعهم السلجوقي الذي يشرف عليه رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان، بجعل ليبيا كبيت مال للمسلمين للصرف على هذه الحركات.

أما موضوع النفط فهناك لغط بحاجة إلى إيضاح، وهو لصالح من يوقف النفط؟ ونحن نتمنى أن يبقى هذا النفط تحت الأرض، على الأقل حماية لهذه الثروة التي أتيت علينا بالبلاء، ولكن "المتلازمة" الليبية ستضرب دولا أخرى وسيعاني منها الذين سهلوا الفوضى فيها.

الجريدة الرسمية