لاتوجد لجنة تضع دستورًا تضم ممثلين عن الأديان السماوية - المفكر جمال أسعد لـ "فيتو": إخوان المهجر أقوى من أقباط المهجر
- بعض مواد دستور 2013 ستتحول إلى فضيحة تاريخية
- أمريكا لايعنيها المسيحيين في مصر وأقباط المهجر "وهم"
- 25 يناير و30 يونيو ليستا ثورة وروحهما تبحث عن جسد تتقمصه
- شرف والجنزورى وقنديل والببلاوى شخصيات تقليدية وليست على مستوى الثورة
- الحديث عن رئيس مصر القادم هو إحراق للدستور
- حزب النور في الدستور انتداب للإخوان.. والدستور الحالى يفتح الباب للطائفية
- عدم حصول الدستور على موافقة الأغلبية يعجل بنهاية 30 يونيو
فتح المفكر القبطى جمال أسعد ملفاته المهمة في حواره مع "فيتو" حيث تحدث عن الدستور القادم لمصر وموقف الأقباط منه رافضًا الاعتراف بوجود ممثلين عن الكنائس والأزهر، مؤكدًا على أن إخوان المهجر أصبحوا أقوى من أقباط المهجر، وأدان أسعد صمت أمريكا على أكبر حرق للكنائس في التاريخ الحديث من جانب الإخوان متهمًا إخوان المهجر بالاتفاق مع أمريكا على تمهيد احتلالها لمصر كما شن هجومًا ضاريًا على الوزارة الحالية وعلى القيادات السياسية والحوار التالى به المزيد..
- دستور 2012 المعطل من ضمن المآخذ عليه أنه كان طائفيًا وتضمن تشريعات مكانها البرلمان وليس الدستور هل ترى أن هذا الخطأ يكرر الآن في دستور 2013؟
للاسف الشديد اللجنتان اللتان تقومان بصياغة دستور 2012 الذي لحق بثورة 25 يناير ودستور 2013 الذي يعد الآن لم تستوعبا المناخ الثورى الحقيقي ولم يستطيعا أن يعبرا عن المتغيرات الثورية التي يجب أن يحتويها الدستور ولكن منذ 25 يناير جميعنا يقع تحت طائلة مايسمى بالمراوغة السياسية التي قادها عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق الذي كان يفتقد الخبرة السياسية منطلقًا من أن الثورة هي مجرد إرضاء الجميع ومن لم يرضِ الجميع لن يرضي أحدًا، نفس النظرية أراها الآن في لجنة إعداد الدستور التي تتصور أن الإرضاء الثورى إذا جاز التعبير هو أن يرضى كل الفئات في الدستور وإجمالها في المطالب الفئوية والطائفية والقبلية وأكثر من ذلك أن هناك مواد لاتستحق أن تكون قانونًا بل مجرد لائحة والحقيقة أنا لا أرى أن لجنة تعديل الدستور تقترح مواد تثير مشكلة بين الهيئات القضائية وتتحول إلى فضيحة تاريخية فالقضية ليست قضية إعداد دستور بل هي مجرد إرضاء على حساب الوطن وإذا استمرت الأمور على هذا الأمر فإنها لاتنبئ بخير.
- لماذا هذا التشرذم بوضع نصوص للأديان في الدساتير مع أنها رسالات سماوية نزلت للارتقاء بالبشر وليست للصراعات بين أبنائها؟
أولاً أنا أتحفظ منذ الدستور السابق على مايسمى بممثلى الأزهر وممثلى الكنائس، لايوجد دستور ديموقراطى به ممثلون كممثلي الأزهر والكنيسة، فما معنى أن يكون هناك ممثل عن الأزهر وممثل عن الكنائس وهل ممثلو الكنائس هم من يمثلون كل المصريين المسيحيين في الدستور، فالقضية هنا أن الدستور بدأ بنفس تشكيل الموروث المصرى الطائفى الذي يتصور أن الأقباط ممثلون في الكنيسة وأن المسلمين ممثلون في الأزهر هذا التمثيل الطائفى منذ تشكيل اللجنة هو الذي ترتب عليه أن المادة الثانية من الدستور لاتتناسب تاريخيًا الآن، بمعنى أنه من الصعب في حالة التدين السياسي أن تتحدث عن المادة الثانية ولكن لايمكن أن نترك المجال للمزايدة فنجد أن هناك المادة الثالثة للأقباط والمادة الرابعة لليهود وهكذا، وهنا سيتحول الدستور إلى دستور طائفى وهذا كلام خطير جدًا وأرضية لتدمير مصر.
- ماتعليقك على المادة الثانية للدستور والمادة 219 المفسرة لها؟
المادة الثانية من الدستور على حسب تعريف المحكمة الدستورية العليا هي المبادئ قطعية الثبوت وقطعية الدلالة وهى متفق عليها ولا خلاف حولها وهذه تعطى للمسلمين وغير المسلمين كافة حقوقهم فلا داعى للمواد الثالثة والرابعة ومادة الأزهر ومادة 219 فلا يصح فتح باب الاجتهاد في المادة المفسرة للشريعة لكل من هب ودب وكل يبدى رأيه فيما لايعلم وزج بها في الدستور من خلال حزب النور والسلفيين لإحداث نوع من الطائفية وتأكيدًا على ممارسات الطائفية في العصر الذي حكم فيه التيار الإسلامي وحقيقة وبكل صدق هم منتدبون من الإخوان في المادة 219 وهو توزيع أدوار فقط وأنا ممن دافعوا عن المادة الثانية في التعديلات في عهد مبارك في 2007 ومازلت أدافع وهى مكتسب عرفي ومن الجانب الآخر هناك من يزايد بقول مادة مفسرة ووجود مرجعيات لأهل السنة والجماعة فهذا تناقض في الدستور ذاته ولايصح.
- في عهد نظام مبارك كان الأمريكان يتشدقون بحقوق الأقباط والآن تناسوها بعد حرق عدد كبير من الكنائس.. لماذا؟
لايوجد مايسمى بحماية الأقباط منذ ظهور الاستعمار، وورقة الأقليات تستخدم من أجل الاستعمار فقط أيًا كان هذا الاستعمار ويستخدمونها في مصر تحديدًا من أجل التدخل في شئون الوطن وأنا قلت كثيرًا أن أمريكا لايعنيها الأقباط مهما حدث لهم والدليل ماحدث من تهجير في القدس للمسيحيين بالآلاف وهناك جانب آخر نبهت كثيرًا إليه وهو أنه لايوجد مايسمى بأقباط المهجر بالتحديد من كانوا يتشدقون بالمشكلة، أما إخوان المهجر فهؤلاء يقومون بدور سياسي الآن يمهد للتدخل الأجنبى عند اللزوم، والدليل أنه عندما يوجد توافق أمريكى إخوانى أصبحت أمريكا خرساء عن حرق الكنائس التي تمت بشكل يجعلها أكبر محرقة في التاريخ المعاصر، إذن القضية هنا قضية مصلحة والآن إخوان المهجر أقوى بكثير من أقباط المهجر.
- هل الشعب المصرى أصبح لديه وعى سياسي يؤهله لاختيار رئيس يعبر عن أغلبية الشعب وليس له ظهير حزبى أو مدعوم من الخارج ؟
الحقيقة أنه علميًا وسياسيًا لم أقل إن 25 يناير أو 30 يونيو ثورة ولكن هي هبّات جماهيرية جعلت روح الثورة تبحث عن جسد تتقمصه، فروح الثورتين حتى هذه اللحظة روح هائمة ولم نرتب لها جسدًا تتقمصه، فالثورة ليست هبات جماهيرية فقط، والروح هنا ليست أشخاصًا ولكن هي التنظيم الثورى الطليعى الذي يمكن أن يمتلك أجندة ثورية وآلية ثورية لتنفيذ هذه الأجندة على أرض الواقع فهذا تعريف الثورة الحقيقية والهبات الجماهيرية التي خرجت في يناير ويونيو هي جانب واحد من جوانب الثورة فلايوجد في 25 يناير تنظيم ثوري ولا في 30 يونيو ولا رؤية سياسية ثورية فليست الرؤية مجرد شعار لكن الرؤية السياسية هي رؤية آلية وعمل يطبق هذه المبادئ على أرض الواقع، فنحن نفتقد إلى قرار ثورى وحكومة ثورية وكوادر ثورية أيضًا حتى من يتصورون أنهم نخبة سياسية معبرة عن الجماهير كل منهم يبحث عن مصلحته فقط ولاعلاقة لهم بالثورة مطلقًا ودورنا الآن أن نحول 25 يناير و30 يونيو إلى ثورة حقيقية تعيش على أرض الواقع.
- الأحداث الأخيرة التي تتعرضت لها الجامعات والتظاهرات المنظمة من قبل مايسمى بتحالف دعم الشرعية هل تعكس ضعف الحكومة؟
ضعف الحكومة يرجع إلى أنها حكومة لاعلاقة لها بالثورة لأن الحكومة منذ عصام شرف مرورًا بالجنزوري أو قنديل أو الببلاوى هي شخصيات تقليدية كل منهم له رأيه الخاص ورؤيته السياسية الخاصة فهم ليسوا ثوريين ولم يتقمصوا دور الثورة ولا آلياتهم وبرامجهم وأفكارهم أفكار ثورية لكنهم يتحدثون عن الشعارات ولايعلمون أن هناك فرقًا كبيرًا بين الشعارات الثورية وبين البرامج الثورية التي تحمل آليات التطبيق وبالتالى الحكومة بدأت تفهم خطأ خارطة الطريق، فهى تفتح الباب لكل من أراد أن يأتى إليها وبالتالى نجد أن الفريق السيسى تحدث أكثر من مرة عن تحالف خارطة الطريق فالحكومة تصورت أن تحالف خارطة الطريق معناه أن يكون هناك نوع من المغازلة للآخر الرافض فإن كانت هناك مصالحة فلا تكن على أرضية الدم والتخريب بجانب أنه كان يجب على الحكومة أن تتصدى للتخريب في إطاره والدم في إطاره والمصالحه في إطارها، لكن خلط الأمور ببعضها الآن أدى إلى نتائج سلبية.
- هل حكومة الفترة الانتقالية ليست على قدر ثورة 30 يونيو ؟
هناك وزيران يضعان على صدرهما لافتة ثوار، كمال أبو عيطة والوزير حسام عيسى وكل واحد منهما يرى نفسه يمثل الثورة في الوزارة، لكنهما وزيران تقليديان يتحدثان عن الموازنة، فالثورة هي آليات ثورية تتخطى الحواجز التقليدية وإبداع في كل المجالات ثم إنها وزارة ليست منسجمة فعليًا فلماذا لايتخذ صاحب القرار سواء كان الفريق السيسى أو عدلى منصور أو الببلاوى قرارًا بتغيير الوزارة استجابة للرغبة الشعبية الآن، وبالمناسبة استمرار هذه الوزارة يصب في صالح الإخوان المسلمين ويجعل الشارع ينفجر، فلماذا لايتم تغيير الوزارة حتى لايحدث مثلما فعل مرسي وأصر على بقاء قنديل، فليكن هناك قياس للحالة الحالية حتى لاتتفاقم الأمور ونصل إلى شىء نندم عليه.
- هناك تخوف من أن يسيطر التيار الإسلامى مجددًا على الانتخابات البرلمانية القادمة بسبب نظام القائمة.. مارأيك؟
القائمة ستكون في صالح التيار الإسلامي بأكمله وبخاصة الإخوان والسلفيين وهذا كلام خطير جدًا جدًا لأنه في حالة القائمة فان الأحزاب المهلهلة الديكورية لاتواجد لها في الشارع وعند عمل قائمة سنجد أن كل فرد يمثل دائرته والتيار الإسلامي والإخوان بشكل خاص لهم في كل الدوائر فسيقومون بتجميع الأصوات في الدوائر عن طريق الأموال وسيحصلون على مقاعد ودعنى أؤكد أنه في ظل هذه الحالة التي يغيب عنها القوى السياسية سيدخل الإخوان الانتخابات وسيحصلون على مقاعد ليست بقليلة والقوى السياسية الآن ازدادت انقساماتها وتشتتها.
- في رؤيتك من سيكون الرئيس القادم لمصر ؟
الحقيقة أن الحديث عن الرئيس القادم يعد إحراق مراحل ويسيء إلى الثورة والوطن لأن هناك قضية أخطر من ذلك وهى الدستور لأن الدستور معركة شرسة وإذا لم يحصل على أغلبية موافقة فسوف تنتهى 30 يونيو ومرحلة انتخاب رئيس الجمهورية هي مرحلة أخيرة بعد الدستور وبعد انتخابات البرلمان وأنا أعتبر أن الحديث عن رئيس مصر القادم هو إحراق للدستور.