رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الحليم قنديل.. حالة تمرد!


يحسب للكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل أنه أول من فتح الطريق أمام الآخرين لتعرية مبارك ونظام حكمه الفاسد.. وتخطى كل الخطوط الحمراء التي كانت تمنع الاقتراب من نقد الرئيس أو أحد أفراد أسرته.


فبقدر ما كان مبارك لا يحتمل النقد.. كان يطرب لمادحيه ويصدق نفاقهم الرخيص.. ووصفهم له بأنه أهم زعيم مصرى منذ عهد محمد على.. كان المنافقون يحظون برعاية الرئيس الأسبق وبركاته التي تكفى لتحويل أي منهم إلى مليونير خلال فترة زمنية محدودة قصيرة.. ولم يكن الرجل معنيا بالأساليب التي اتبعها هؤلاء في الحصول على ثرواتهم.. سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة.. طالما التزموا بالسير في مواكب النفاق..

وبقدر ما كان مبارك يتغاضى عن الممارسات غير المشروعة من جانب الذين يشاركون في مواكب النفاق.. كان لا يستريح للذين يتحفظون على السير علانية في تلك المواكب.. وقد روى لى المرحوم صلاح جلال نقيب الصحفيين الأسبق، أنه أراد أن يسوق مبارك للجماهير على أنه متواضع.. يمشى في الأسواق.. فاستغل أحد رجاله الفرصة للإيحاء لمبارك بأن "صلاح" يتحفظ على مساندته.. وقد نجح الرجل في خطته الجهنمية وتم استبعاد نقيب الصحفيين من مصاحبة الرئيس على طائرته في جولاته الخارجية.

فجر أحد رؤساء التحرير قضية المقارنة بين الرئيس مبارك وسابقيه أمام الرئيس وفى حضور أنصار الرأى المحافظ على مساندة الرئيس للمزايدة عليهم وقال: إنه وحده الذي يضع رأسه على كفه ويقف إلى جانب الزعيم بروحه.. ودمه، فعلق مبارك قائلًا: هذا صحيح.. وأنا لا أقرأ أو أفهم أحدا سواك.. فأنت صاحب أسلوب يصل بسرعة إلى المواطن البسيط دون «فزلكة».. ثم انسحب غاضبًا من الجلسة..

إذا كان بمقدور جماعة مبارك السيطرة على قيادات الصحف القومية.. إلا أنها فشلت تمامًا مع قنديل ولم تنجح في ترويضه سواء بالإغراء أو التهديد.. فقد استمر الرجل على موقفه الرافض لمبارك والمعارض الشرس لنظامه دون لف أو دوران، كما كان يفعل الآخرون.

تحول قنديل إلى مصدر سعد لكل من يحاول أن ينافق الرئيس ونظامه.. وكان يكفى أن يحتد أحد الصحفيين على قنديل في برنامج تليفزيونى ليعين رئيسًا لإحدى المؤسسات الصحفية.. أو أن يختطفه عدد من رجال الأعمال ويلقون به في الصحراء لتفترسه الذئاب.. ليحصلوا على احتكار صناعة تحقق لهم مكاسب بالمليارات.. لا الملايين.

استمر قنديل في معارضته الشرسة لجماعة الإخوان.. ومصدر سعد للمدافعين عنها في البرامج التليفزيونية.. حيث تفتح لها خزائن قطر، وأبواب «الجزيرة»!

الجريدة الرسمية