بالفيديو والصور.. مسلسل خطف طفل أسوان تأليف "أمه" وإخراج "خالته".. تمثيلية محبوكة لتوريط العم الثري في دفع الفدية.. الأب يفقد الوعي بعد رؤية ابنه ويستيقظ على هول الصدمة
عاشت أسوان في الأيام القليلة الماضية مسلسلًا أغرب من الخيال، يتمثل في اختفاء طفل يدعى "فارس" وقيام والده بالبحث عنه في كل مكان وتلقى عمه مكالمة هاتفية من مجهول يطلب منه فدية قدرها 50 ألف جنيه، وتوجه الأب ويدعى أشرف مرعي حسانى إلى قسم ثانٍ أسوان والتقدم ببلاغ إلى رئيس مباحث القسم المقدم محمد الشموتى إثر سماعه طلب الفدية من أخيه، مؤكدًا في بلاغه عدم عودة نجله إلى المنزل في الموعد المقرر له يوميًا بعد انتهاء اليوم الدراسى.
بدأ المسلسل الذي كانت بطلته الأم "بدور" بتنفيذ الخطة التي اتفقت عليها مع شقيقتها "شفا" وابنة شقيقتها "آية"، على اختباء "فارس" بمنزل خالته لعدة أيام وطلب فدية من الأب مقابل عودته على أن يتصلوا بعم الطفل لدفع الفدية لأنه ميسور الحال.
جاء هذا الاتفاق حتى تسدد "بدور" قيمة ديونها لشخص يهددها باستمرار ويطالبها بقتل زوجها في حالة عدم استردادها للنقود، وكادت الصدمة أن تنهى حياة الأب الذي ظل يعانى ساعات طويلة من آلام فراق ابنه لفقدانه الأمل في رؤيته مرة أخرى؛ لأنه لن يستطيع تدبير المبلغ ولكن لم يعلم أنه كان ضحية.
وبعد تلقيها البلاغ بدأت مديرية أمن أسوان في جمع خيوط حول الواقعة وعمل التحريات اللازمة وشكلت لذلك فريق بحث بقيادة مدير الأمن اللواء حسن السوهاجى وتحت إشراف رئيس المباحث العميد خالد الشاذلى ويضم مفتش المباحث جودت عبدالجبار والنقباء أحمد أبوزيد ومعاذ حافظ، وأحمد بسطاوى، وبعد عمل التحريات اللازمة تمكنوا من العثور على الطفل في أقل من 12 ساعة من غيابه.
"فيتو" التقت أسرة الطفل المختطف "فارس" لمعرفة أدق التفاصيل حول واقعة غيابه الغريبة، كما عاشت مع فريق الأمن القصة التي مر بها حتى وجدوا الطفل وحددوا مكانه.
قال أشرف مرعى حسانى، والد الطفل المختطف، إنه مرت عليه أصعب لحظات حياته عندما بدأ يشعر بأن غياب ابنه يطول دون الوصول إليه أو معرفة مكانه وانتابه إحساس بأنه لن يرى ابنه مرة أخرى، وشعر بأن ابنه لن يرجع البيت مرة أخرى.
وأشاد بدور رجال الشرطة في أسوان بسرعة تحديد مكان ابنه في ساعات معدودة؛ لأنه لم يتوقع عودته بتلك السرعة إذ أنهم أجروا تحريات سريعة وعملوا كخلية نحل وكنت معهم لحظة بلحظة ورأيت هذا بعينى، مشيرًا إلى أن ثقته في أمن أسوان كبيرة، لكن ما فعله في واقعة خطف "فارس" فاق جميع توقعاته، موجهًا للشكر لجميع رجال المباحث ومديرية الأمن.
أما الأم "بدور" والخالة" شفا"، وابنتها "آية" فرفضن جميعًا الأحاديث الصحفية أو الظهور في الإعلام ولكن بدت عليهن علامات الندم لما فعلنه وظلت الخالة وابنتها في حالة بكاء هستيرى ودهشة وخوف ورعب بمكتب مفتش مباحث أسوان العقيد جودت عبدالجبار، في حين كان يبدو على الأم بعض علامات الندم والحيرة والتماسك مقارنة بشقيقتها.
وفى ذات السياق التقت "فيتـو" رئيس مباحث مديرية أمن أسوان العميد خالد الشاذلى والذي أكد أن فريق البحث نجح في تحديد مكان الطفل خلال ساعات لظهور بعض المؤشرات التي تشير إلى أن مرتكب الواقعة أحد أفراد العائلة، موضحًا أنه بالفعل تم إيجاده بمنزل خالته بترتيب من الأم للضغط على عم الطفل ودفع مبلغ مادى 50 ألف جنيه لسداد ديونها.
وأضاف أن والد الطفل عندما رأى ابنه فقد وعيه لفرحته بعودته ثم فاق على صدمة تدبير زوجته لتلك الخطة ولم يستوعب كيف فعلت زوجته ذلك الموقف، ثم اقتنع وتفهم الموقف حفاظًا على أسرته، ومن المقرر أن يتنازل عن المحضر أمام النيابة ليجمع أسرته.
كما أكد مفتش مباحث مديرية أمن أسوان العقيد جودت عبدالجبار أن خيوط الواقعة بدأت تتجمع لدى رجال فريق البحث حول مكان الطفل من خلال مطابقة المكالمات الصادرة والواردة على الهواتف المحمولة الخاصة بأسرة الطفل.
وأضاف أن عم الطفل تلقى مكالمة من مجهول يطلب فدية 50 ألف جنيه، موضحًا أنه تم تتبع ذلك الرقم واتضح أنه في منطقة الجزيرة وأثبتت التحريات أنه بيت خالة الطفل.
وتابع أن فريق البحث توجه إلى بيت خالة الطفل بصحبة والده وبدخول الشقة ظهرت علامات الارتباك عليها، مشيرًا إلى أن فريق البحث فتش الشقة ووجد الطفل داخل غرفة النوم وفور رؤية الأب ابنه فقد الوعي.
يذكر أنه خلال الأيام الماضية مرت على المحافظة واقعة الطفل القبطى ديفيد الذي خطف وطلب خاطفوه من أهله فدية 500 ألف جنيه لإعادته، لذلك تعد تلك الواقعة الثانية خلال يومين.