رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي لـ"فيتو": طلاب الثانوية ممنوعون من السياسة داخل المدرسة

فيتو

  • 450 ألف طالب يؤدون امتحان الثانوية على النظام الجديد و40 ألفًا على النظام القديم
  • مناهج جديدة لطلاب الصف الثاني الثانوي العام الدراسي المقبل
  • مجلس الشعب الإخوانى أجبر الوزارة على تطبيق القانون 20
  • غنيم أراد كسب الطلاب فوضعنا في مشكلة بالقرار رقم 88
أكد محمد سعد وكيل وزارة التربية والتعليم، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي بالوزارة، أن الوزارة تعد بالتعاون مع مركز تطوير المناهج كتبا دراسية جديدة للصف الثانى الثانوى العام الدراسى المقبل.

وشدد خلال حواره مع "فيتو" على منع طلاب المدارس في التعليم الثانوى من الخوض في الأمور السياسية داخل المدرسة، وكشف عن وجود 40 ألف طالب باقين في امتحانات هذا العام على النظام القديم، مؤكدا أن هؤلاء يحتاجون إلى امتحانات ولجان وجداول امتحانية مختلفة عن نظرائهم الذين يدرسون على النظام الجديد.. وإلى نص الحوار:


ما الفرق بين نظام الثانوية العامة الحالى والنظام القديم؟
ثانوية العام الواحد تختلف عن ثانوية العامين، ففى النظام الذي كان متبعا قبل هذا العام، كان الطالب يحصل على الشهادة في عامين في الصف الثانى الثانوى كان يمتحن عن 205 درجات، وفى الصف الثالث كذلك، وكان الطالب يدرس كل مادة من مواد التخصص مرة واحدة في العام، أما في النظام الجديد فالطالب يدرس مواد التخصص على مرحلتين.
وثانوية العام الواحد لم تولد بالقرار الوزارى المعروف برقم 88، ولكنها جاءت مع القانون رقم 20 لسنة 2012 المعتمد من قبل مجلس الشعب المنحل والذي كانت تسيطر عليه جماعة الإخوان، وعند صدور هذا القانون طالبت وزارة التربية والتعليم في عهد الوزير الأسبق جمال العربى، أن يتم تطبيق القانون على طلاب الصف الأول الثانوى في العام التالى على القانون، لكن لم يحدث ذلك وضرب بمطالب التعليم الثانوى عرض الحائط، وتقرر تطبيق القانون على طلاب الصف الثانى الثانوى، وهذا كان خطأ لأن طالب الثانوية العامة قبل ذلك كان يدخل الصف الثانى وهو مجهز نفسيا لنظام العامين، ووقعت إشكالية بين الطلاب فمنهم من رغب في النظام الجديد ومنهم من رغب في استكمال دراسته على النظام القديم، ولذلك أعدت الوزارة ملحقا على القانون جاء تحت مسمى القانون رقم 87، وأعطى هذا القانون الحق لطالب الثانوية العامة في أن يختار النظام الذي يستكمل دراسته الثانوية وفقا له، وذلك حتى نتجنب اللجوء للشق القضائي، لأنه وفقا للقانون رقم 20 فكان يحق للطالب مقاضاة الوزارة إن طبق عليه النظام الجديد وهو يرغب في النظام القديم.

وكم طالب اختار البقاء على النظام القديم؟
نحو 20 ألف طالب، وباقى الطلاب اختاروا الدراسة على النظم الجديد، خوفا من فقدان الدرجات في نظام العامين، وأغلب الطلاب الذين اختاروا البقاء على النظام القديم من نوعية الطلاب الذين يلجئون إلى تقسيم المواد الدراسية على الأعوام فيحصل على الصف الثانى في عامين وعلى الصف الثالث في عامين، لأنه يركز دراسته على عدد محدود من المواد، ليحصل فيها على درجات عالية، ثم يعود العام التالى ويدرس المواد المتبقية، ويفعل نفس الشيء في الصف الثالث الثانوى.

ولماذا طبق القانون رقم 20 فور صدوره عام 2012؟
القانون صدر بين شهرى مارس وأبريل من عام 2012 وفى هذا التوقيت كانت الوزارة قد انتهت من طباعة الكتب المدرسية للعام الدراسي الجديد، لأن الكتب قبل نظام المناقصة العامة كانت تطبع في شهر فبراير من كل عام، في تلك الفترة كان على الوزارة أن تحديد موقفها، فهل يتم فرم الكتب وإعداد مناهج جديدة وفقا للنظام الجديد؟ وقد عرضنا هذه المشكلة على لجنة التعليم في مجلس الشعب، وأيدت تنفيذ القانون وطلبت من الوزارة التصرف في الأمر، فلم يكن لدينا مفر من تقسيم الكتب المطبوعة إلى جزأين جزء يدرسه الطالب في الصف الثانى الثانوى وجزء يدرسه في الصف الثالث الثانوى، وذلك في مواد التخصص.

وماذا عن القرار 88 الذي أثار جدلا واسعا؟
عقب تقسيم المناهج الدراسية، بدأنا في إعداد القرار رقم 88 لسنة 2013، والمنظم للدراسة في الصف الثالث الثانوى، وقد سبق هذا القرار قراران برقمى 273 و274 وهما يخصان الصف الثانى الثانوى وتحديد الأنشطة والتربية المهنية، وهذان القراران هدفا إلى جذب الطلاب للمدرسة، وعقب تطبيق القرار 274 ارتفعت نسبة الحضور في المدارس بشكل ملحوظ، ووصلت نسبة الحضور إلى 85% وهى نسبة حضور لم تحدث من قبل، وبعد ذلك بدأنا في دراسة القرار 88 واستمررنا في دراسته منذ شهر أكتوبر في العام الماضى وانتهى في شهر مارس من العام الحالى، وقد شارك في مناقشة القرار مديرو التعليم العام في جميع المديريات التعليمية، وعدد من مديرى المدارس الثانوية، إضافة إلى أعضاء المكتب التنفيذى لاتحاد الطلاب.

لماذا أثار القرار حفيظة الطلاب بعد صدوره؟
القرار رقم 88 نص على أن يدرس الطالب 6 مواد تخصص، لكن الوضع الصحيح لتلك المواد هو سبع، فالقرار قبل تعديله كان يجمع بين مادتى الفلسفة وعلم النفس وبين الجيولوجيا والأحياء، وبين الرياضيات 1 والرياضيات 2، وتلك مواد لا يمكن الجمع بينها لأن معلميها مختلفون، وامتحاناتها مختلفة، والفواصل بينها كثيرة جدا، لكن الجمع بينها كان رؤية الوزير السابق الدكتور إبراهيم غنيم من أجل كسب الطلاب وإيهامهم بدراسة 6 مواد فقط، وعندما جاء الدكتور محمود أبو النصر راجع القرار، وطلب إعادة النظر فيه، وعدلنا عن ذلك، وأعدنا تلك الأمور لأصلها.

معنى كلامك أنك كنت معترضا على القرار 88 بهذه الصيغة؟
لم أطلع على القرار قبل الصياغة النهائية له، وفوجئت بدمج تلك المواد، رغم الدراسات والمناقشات التي قدمت نتائجها للوزير السابق، لكن هو ومستشاريه كان لهم رأى آخر، وقد سبق وعرض عليّ مقترحات برفع عقوبة الغياب عن الطلاب، والجزء الخاص بإعفاء طلاب المنازل، ورفضت هذه المقترحات باعتبارها ستضر بالتعليم الثانوى، وبعدها فوجئت بصدورها ضمن القرار.

كم عدد الطلاب الباقين على النظام القديم قياسا بعدد طلاب النظام الجديد؟
الباقون على النظام القديم نحو ألف طالب بين راسبين وعدد من الذين فضّلوا هذا النظام، أما طلاب النظام الجديد فيتراوح عددهم بين 400 إلى 450 ألف طالب وطالبة.

وما الإجراءات الواجب اتخاذها في امتحانات الثانوية العامة هذا العام مع وجود طلاب على نظامين مختلفين؟
لابد وأن يكون هناك جدول امتحانى خاص بالطلاب الباقين على النظام القديم، وأن تخصص لهم لجان امتحانية خاصة بهم، لكن يتم الامتحان لطلاب النظامين في توقيت واحد، مع اختلاف الجداول والامتحانات واللجان الامتحانية الخاصة بهم، وهذا الأمر الوزارة قادرة على تنظيمه بمنتهى السهولة، وخلال السنوات الماضية كانت الوزارة تنظم امتحانات الثانوية العامة بنظام المرحلتين بمنتهى الدقة رغم صعوبة الوضع القديم عن الوضع الحالى.

ما الذي تم في مناهج الثانوية العامة هذا العام؟
تم تجديد جميع المواد الدراسية للصف الأول الثانوى هذا العام، وهناك وثائق موضوعة وإطار عام للمناهج، وبدأت حاليا لجان الإعداد لمناهج الصف الثانى الثانوى تمهيدا لتغييرها بالكامل العام الدراسى المقبل، وذلك حتى لا يحدث تأخير في طباعة الكتب مثلما هو الحال في العام الحالى.

وماذا عن المناهج التي واجهت مشاكل أثناء فترة الطباعة لتضمنها عددا من الأفكار السياسية؟
هناك مجموعة من كتب الثانوية العامة أثارت لغطا خلال الفترة الماضية نتيجة لسوء فهم البعض، وأود توضيح أن كتابا مثل كتاب علم النفس لم تتم طباعة أي نسخة منه قبل إجراء التعديلات اللازمة، وكان الكتاب يتضمن فصلا عن علم اجتماع الثورة، وهذا الفصل رأى معلمو المادة المشاركون في ورشة العمل التي أعدها مستشار المادة أنه قد يثير لغطا داخل الفصول، خاصة أنك تمتلك معلمين مختلفين في التوجهات، وكل معلم كان سيدرس هذا الفصل من وجهة نظره الشخصية، وانتهت الوزارة إلى حذف هذا الفصل، وكان الرأى أنه قد يكون صالحا لدراسته في وقت لاحق بعد أن تنتهى الاختلافات السياسية الموجودة حاليا على الساحة.
وفيما أثير حول كتاب التاريخ للثانوية العامة، فهو موجود منذ سنوات، ولم يتم تعديله هذا العام، أما كتاب التربية الوطنية فكان مطبوعا وتم تدريسه العام الماضى، وكان التساؤل كيف تم تمرير وتدريس هذا الكتاب بما تضمنه من أفكار تناصر توجها سياسيا معينا بهذه الكيفية، وكان الكتاب يتضمن عددا من الأفكار والصور التي قد تتسبب في كوارث داخل المدارس، فرأت اللجنة تغيير الكتاب بالكامل، وتم وضع منهج جديد، وطبع الجديد وتم توزيعه على المدارس.

ما طبيعة العلاقة بينك وبين أعضاء اتحاد الطلاب فيما يتعلق بالتعليم الثانوى؟
مشاركة الطالب في كل عمل يخصه هو الاتجاه الذي ندير به الإدارة المركزية للتعليم الثانوي، لأن الطالب هو المتلقى الأساسي للخدمة، وخلال العام الماضى تعلمت شيئا جديدا في وضع جدول امتحانات الثانوية العامة، من أحد الطلاب رغم أنى أضع جدول الامتحانات للمرحلتين من سنوات إلا أن الطلاب أعطونى فكرة استطعنا بها أن نريح الطلاب قبل امتحانى المستوى الرفيع والتربية الوطنية.

كيف تتعامل مع الطلاب المسيسين؟
الوزارة تتعامل مع الطلاب من منطلق الأب، وهناك تنبيهات لجميع مديري المدارس أن تكون هناك توعية للطلاب بأن الممارسات السياسية تكون خارج أسوار المدرسة، وأن كل المناقشات والحوارات التي تقع داخل المدرسة تكون في إطار منهجى وتربوي، فالمدرسة هي مكان للعلم فقط.

وما العقوبات التي تقع على الطلاب المخالفين لتلك التعليمات؟
إذا أخطأ الطالب مرة تكون هناك توعية له من قبل إدارة المدرسة، وإذا تكرر الخطأ فمجلس إدارة المدرسة له الحرية في تطبيق العقوبة التي يراها وفقا للقرارات الوزارية، وهنا الحرية الكاملة لمجلس إدارة المدرسة الذي يتحمل المسئولية تطبيقا لمبادئ اللامركزية في الإدارة.
الجريدة الرسمية