رئيس التحرير
عصام كامل

كوتة الأقباط!


دون أي مقدمات وبشكل مباشر وبصراحة شديدة أرفض بشدة تخصيص كوتة للأقباط في البرلمان يتم النص عليها في الدستور الجديد.. أنا أرفض ذلك رغم إدراكي أن الأقباط لا يحصلون على فرص متكافئة في الانتخابات البرلمانية، بل رغم علمي أنهم يعانون من التمييز في مجالات شتي وليس المجال السياسي فقط.. لكني لا أشاطر المتحمسين لكوتة الأقباط حماسهم لها، لأنني لا أريد أن أحل مشكلة بإثارة مشكلة أخري.


إن إقرار كوتة للأقباط أو ما يراه البعض تمييزا إيجابيا ضروريا لهم يعني إقرارا منا بسيادة الطائفية الدستورية، أو قبولا بدستور طائفي.. فهذا تسليم منا بأن الأقباط طائفة خاصة في المجتمع وليسوا مثل بقية المصريين يتساوون معهم في الحقوق والواجبات.. كما أن ذلك يفتح الباب أيضا للانخراط أكثر في الطائفية لأن هناك طوائف غير دينية قد يغريها ذلك بأن تطالب بتمييزها إيجابيا مثل أهل النوبة أو أهل سيناء.

لذلك أرفض بشدة تهديدات بعض المحامين المسيحيين بتحريض كل المسيحيين على التصويت بلا على الدستور الجديد.. فهذه تهديدات غير مقبولة الأولي بهؤلاء أن يهددوا بذلك إذا جاء الدستور لا يلبي طموحاتنا في إقامة دولة ديمقراطية عصرية، ويشاركني في هذا الرفض أصدقاء مسيحيون كثيرون.. ولذلك أتوقع ألا تستجيب جموع المسيحيين المصريين لتهديدات هؤلاء المحامين الذين يطالبون بكوتة للأقباط والنص عليها في الدستور الجديد.

لقد كنا نشكو من الطائفية خلال حكم الإخوان وقبله، والآن بعد ٢٥ يناير و٣٠ يونيو لا يجب أن نواجه الطائفية بطائفية أخري.
الجريدة الرسمية