ساندوا هذا الرجل
من الظلم أن نتهم جميع المسئولين فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى التى تعانى من النوم المتواصل أنهم لا يعملون، وأنه لا يوجد مسئول واحد يقدم فكرة جديدة أو رئيس مؤسسة يسعي إلى تغيير الواقع أو رئيس شركة يفكر فى المستقبل، هناك نماذج جيدة ليست من عينة حكومة النوم المتواصل تجتهد فى العمل.
وهناك رجال لا يشترطون توفير المليارات حتى يغيروا الواقع، وعقول ما زالت تعمل لمصر فقط دون غيرها ولوجه الله دون غيره، من عينة هؤلاء اللواء سعيد طعيمة مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة الذى قام خلال الفترة الماضية بفتح محاور مرورية جديدة سهلت حركة السيارات وعالجت انسداد شرايين مرور الجيزة، لست الوحيد الذى يرى أن هذا الرجل أحدث نقلة جيدة بمرور الجيزة وأزال الكثير من بؤر التكدس المرورى فكل من يسير بشوارع الجيزة يشعر بهذا التحسن الملموس.
النجاح الذي حققه الرجل دفعنى للبحث عن تجاربه السابقة فوجدت أن تجربة الجيزة كررها قبل ذلك فى محافظة الغربية عندما كان مديرا للمرور بها، وكانت الغربية من المحافظات القليلة التى لا تعانى من انسداد شوارعها الداخلية رغم كثافة السكان بها.
السمعة الطيبة التى يتمتع بها الرجل دفعتنى لطلب لقائه ورحب بهذا على الفور، وعندما ذهبت إليه وجدت مكتبه مقصدا لكل صاحب سؤال، ومكانا لكل صاحب شكوى من الزحام، وتعنت بعض ضباط المرور، يتمتع بحب جميع ضباطه رغم شدته فى العمل، بادرته بالسؤال، هل فشلنا فى إيجاد حلول لأزمة المرور؟ فرد قائلا: لا يوجد مستحيل ولا توجد أزمة مرور فى مصر، و كل ما نحتاجه هو عقل يفكر ويبتكر ويريد تغيير الواقع، نحن أجرينا فى الجيزة التغيير الذي حدث بإمكانياتنا المتواضعة ولم نكلف الدولة مليما واحدا، فميزانية الإدارة لا تتجاوز الـ 3 ملايين جنيه، لكن الرغبة فى العمل هى التى تحقق الإنجاز، ولا يوجد شارع بمحافظة الجيزة لا نفكر فى تطويره وتقديم خدمة مرورية جيدة للمواطن.
شخص بهذه العقلية والتواضع والحرص على تقديم الأفضل فى مشكلة نعانى منها جميعا من المؤكد أنه يستحق المساندة والمساعدة من الجهات المسئولة لعلاج إحدى المشكلات الكبرى التى تواجه مصر وهى المرور فهل يستجيب أحد أم نظل نردد المقولة الخالدة "مفيش فايدة".
Essamrady77@yahoo.com