رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي.. فرعون مصر القوى».. «تليجراف»: الجنرال يوطد علاقته بموسكو لدعم الجيش.. روسيا تبحث عن بديل لقاعدتها العسكرية بـ«طرطوس».. مقاتلات «ميج 29» أبرز ملامح الص

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

اهتمت صحيفة تليجراف البريطانية بزيارة الوفد الروسي إلى مصر، وسعيها للتأثير على دول الشرق الأوسط من خلال زيارة وزيري خارجية ودفاع روسيا لمصر لتطلق جبهة جديدة لانتزاع السلطة في الشرق الأوسط، وتلعب صفقات السلاح دورًا بارزًا في ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى الوزيرين الروسيين للقاهرة لإجراء محادثات مع نظيريهما المصريين، اليوم الخميس، بعد أن عرف في الآونة الأخيرة وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بـ"فرعون مصر أو بالرجل القوى"، وتهدف المساعي الروسية في مصر نزع القوة في الشرق الأوسط من واشنطن.

وأضافت الصحيفة أن مصر تتطلع لشراء المعدات العسكرية بعد الانسحاب الجزئي للدعم الذي يقدم من حلفائها الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، رفضًا لفض اعتصامي رابعة والنهضة بعد إطاحة الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسي.

ورأت الصحيفة أنه من المؤكد أن صفقة المعدات العسكرية التي يتفق عليها الجانبان تشمل معدات مكافحة الشغب والأسلحة المتطورة الراقية للقوات الخاصة لاستخدامها ضد الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء ومن ضمن هذه القائمة تمديد مصر بطائرات روسية طراز ميج 29 المقاتلة وتعتمد الصفقات على قدرة مصر للدفع، وتكون الأكبر من نوعها منذ عقود.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش مدعوم من القنوات التليفزيونية المناهضة للإسلاميين وكثيرون غاضبون من الولايات المتحدة وينظر إليها كداعمة لمرسي والإخوان، على الرغم من أن واشنطن قالت إنها تساند العملية الديمقراطية.

ونوهت الصحيفة إلى إعلان وزير الخارجية نبيل فهمي في أول مؤتمر صحفي له، إنه يسعى لتحويل السياسة الخارجية للقاهرة عما كانت عليه خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي كان يتمتع بصلات قوية مع واشنطن، ومنذ ذلك الحين، قام رئيس الاستخبارات الروسية ميخائيل فرادكوف بزيارة للقاهرة وأجرى مباحثات حول إمكانية إقامة قاعدة عسكرية روسية في مصر، نظرًا لأن القاعدة العسكرية الروسية الوحيدة في البحر المتوسط توجد بميناء طرطوس السوري مهددة، بسبب الأوضاع الحالية التي تمر بها سوريا، ولقد رست سفينة حربية روسية لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا في ميناء الإسكندرية يوم الاثنين الماضي.

واعتبرت "تليجراف البريطانية" أن هناك اهتماما قويا من الجانبين المصري والروسي لتعزيز علاقتهما وتقويتها خلال الفترة المقبلة، وإعادتها أكثر ما كانت في الستينيات وإنهاء أربعة عقود من عدم التعاون بين البلدين منذ طرد الرئيس الراحل أنور السادات المستشارين السوفيت، وكان ذلك جزءا من التحول الجغرافي لسياسة الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية أكبر مؤيد لمصر في القوى الإقليمية ومنحت القاهرة العديد من المساعدات عقب الإطاحة بمحمد مرسي، وتعهدت بدعم مصر بالأموال إذا أوقفت إدارة باراك أوباما تقديم الدعم لمصر، وسيكون لديها استعداد بالضرورة لتغطية أي نفقات عسكرية مصرية كبيرة، فضلا عن انزعاج السعودية من الولايات المتحدة لموقفها تجاه سوريا وبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة حتى الآن.

وقال تيودور كاراسيك، محلل السياسة الروسية في الشرق الأوسط: "مهارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تكمن في التعامل مع المصالح المتنافسة في وقت واحد، في حين يبدو أن إدارة أوباما قادرة فقط على التعامل مع أمر واحد، الأمريكيون يفقدون حلفاءهم لأن واشنطن غير قادرة على طرح سياسة قابلة للتطبيق تجاه المنطقة اتجاه سوريا وإيران ومصر الآن".
الجريدة الرسمية