خدعوك فقالوا: هؤلاء إعلاميون ..!!
منذ فترة طويلة وأنا مقاطع لعدد من القنوات التليفزيونية المصرية وغير المصرية التي تصر على الكذب والتضليل في كل شيء خاصة خلال الفترة التي سبقت ولحقت الانقلاب الشعبي في 30 يونيو.. أيضا لا أهتم ولا أتابع ما يكتب أو ينشر في وسائل الإعلام الغربية عن مصر بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام لقناعتي الشخصية بأنها ذات توجهات خبيثة غير معلنة رغم أنها ترفع شعارات مثالية ورنانة ولكنها كاذبة .
ومثل كثيرين غيري أحاول القيام بجولات مسائية يومية على عدد من القنوات المصرية وما أكثرها لأتابع ما يدور في بلادي وفي النهاية أجد نفسي بعد معاناة مع الريموت عابر سبيل لدقائق محدودة أمام كل القنوات إلى أن أستقر على واحدة تقنعني بما تقدمه من معلومات صادقة ومهنية عالية وحيادية مقبولة .
ومن خلال هذا المرور اليومي اكتشفت وللأسف الجديد أن هناك عددا من الإعلاميين لا يصلحون للجلوس أمام الكاميرات وعددا آخر لا يصلحون إلا للفكاهة والمرح وجزءا قليلا يجبرونك على الإنصات لهم بل والتعلم منهم فنون الإعلام المرئي الصحيح.
وبما أن مصر تعيش في فترة اختلط فيها الحابل بالنابل فأصبح كل شيء مباحا ومتاحا تحت شعارات الوطنية.. فعلي سبيل المثال لا الحصر أنا أقدر تماما الزميل العزيز بلدياتي ابن محافظة سوهاج أحمد موسى الذي كان وما زال من أقرب المقربين إلى جهاز الشرطة بحكم عمله في جريدة الأهرام ولنا معه -أعضاء نقابة الصحفيين- ذكريات عديدة ليس مكانها الآن ولكن ما يقدمه يوميا في قناة التحرير لا يمكن وصفه إلا بأنه "أوفر".
فلا يجب لمقدم أي برنامج أن ينسى نفسه ويسرح بخيالة ولا يدرك أنه أمام كاميرا يشاهده من خلالها الملايين.. ولا يمكن أن تكون الاتصالات الهاتفية المؤيدة لما يقوله هي المعيار في الاستمرار في هذا ( العك ) اللفظي والحركات ( الغريبة ).. وفي نفس الوقت لا يمكن لأحد أن يزايد على وطنية موسى ولكن كرهه وحربه ضد الجماعة المحظورة يجعله يتورط في ألفاظ وحركات غريبة وغير مقبولة.
أيضا ما يقدم في قناة الفراعين ليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بالإعلام .. فمن يقول إن حياة الدرديري أقوى شخصية داخل القناة والمتحكم الفعلي فيها وفي رئيسها تقدم إعلاما هادفا فهو واهم .. ومن يقول إن أحمد عبد العزيز الذي يقدم مساء كل يوم جمعة فقرة فنية ( غلسة وبذيئة ) إعلامي فهو ( مسطول).
ويظهر على السطح أيضا في المجال الرياضي الكابتن إسلام الشاطر في قناة "القاهرة والناس" .. فهو من الشخصيات التي أحترمها منذ أن كان لاعبا ولكن جلوسه على مقعد مقدم البرامج حتى الآن لم يقنعني لسبب بسيط جدا وهو أنه يحاول إرضاء كل الناس.. حتى عندما ينتقد يعود للتراجع بسرعة لتلطيف الأجواء مع من انتقده.. الشاطر يحتاج للمزيد والمزيد من التدريب واتخاذ مواقف حاسمة في قضايا كثيرة ويحارب من أجلها ولابد أن يدرك بأن محاولة إرضاء الجميع بداية الفشل.
جزء كبير من الإعلام المرئي في مصر خلال هذه الفترة يعيش في فترة اللا منطق .. فهل هذا بسبب ظروف المرحلة أم أننا سنسير في اللا منطق إلى مالا نهاية؟!!
Gebaly266@yahoo.com