الفضالى وحرارة وغيبوبة الناصريين!
الفضالي، مؤسس حزب السلام الاجتماعي، وهو اسم الدلع الذي أطلقه نظام السادات الممتد إلي مبارك لبقاء حال الظلم الاجتماعي كما هو، وكان انحرافا عن المصطلح الناصري الشهير "تذويب الفوارق بين الطبقات" المشهور إعلاميا بـ"العدل الاجتماعي"..!
الفضالي هذا والذي اتهم في موقعة الجمل والذي كان طرفا علي الدوام في مشاكل ومعارك، هو بنفسه من ذهب مشكورا وسعي وأشرف علي ذهاب وفد شعبي إلي روسيا لإعادة العلاقات معها! أما أبناء التيار السياسي أصحاب التاريخ والعلاقات المشتركة والمدافعون في الأساس علي ما أنجزته وأثمرت عنه العلاقات المصرية الروسية، فلهم أعمالهم ومصالحهم ومشاغلهم الأخري!
وأحمد حرارة.. بطل الأبطال.. وثائر الثوار.. يعلن صراحة لنجم الإعلام المبجل محمود سعد هدفه وسعيه الأساسي والأصلي.. إنه هدم كل ما تم منذ ثورة يوليو 52 وحتي الآن! هكذا! وطبعا لخصوصية ما قدمه حرارة من تضحيات أفقدته بصره.. شافاه الله وعافاه وأبدله نورا وبصيرة سنكتفي بالمرور علي ما قاله عابرين مقدرين ما أصابه وما قدمه رغم أننا نندهش من شعارات يناير في العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية، التي طالب بها حرارة والذين معه ثم يهاجمون مؤسس دولة العدل الاجتماعي بمعطياتها كلها!
لكن حرارة ليس إلا نموذجا لتيار عريض لا نعرف في أي غفلة من الزمن ومن الدولة ومن المجتمع علموه وأفهموه أن كل ما جري منذ قيام الجمهورية باطل.. الثورة باطل.. الجيش "عسكر" وهو باطل.. إعادة الحقوق إلي الفقراء إذا تقاعس الأغنياء عن إعادتها طواعية باطل.. كله عندهم باطل.. الحق الوحيد هو دولة مفتوحة.. لا قيود ولا قواعد فيها إلا الحرية.. يتحدثون عن العدل الاجتماعي وهم لا يؤمنون به ولكن لا يستطيعون تجاهله وإلا أكلهم الناس في الميادين..!
هؤلاء يتجمعون الآن ويتحدون.. ينظمون صفوفهم ويدشنون لأكبر حملة علي جمال عبد الناصر وفترة حكمه.. يريدون إرهابهم وإبعادهم عن المشهد.. احتفالات الدولة بذكري عبد الناصر أرعبتهم.. تشبيه السيسي بعبد الناصر أرعبهم.. عودة العلاقات مع روسيا يرعبهم.. استبعاد أمريكا من مصر ومن المنطقة يرعبهم.. بل تطبيق التسعيرة في الأسواق لحماية الغلابة يرعبهم.. إنهم حتي يقدمون مرشحين لا يعرفهم أحد داخل جبهة الإنقاذ بدلا من حمدين صباحي لمجرد طرح - طرح - مرشح ليبرالي بدلا من مرشح ناصري حصل علي خمسة ملايين صوت!
كل القوي في يقظة في مواجهة الناصريين.. البعض يري أن ما يجري في الفترة الحالية ليس إلا رد الاعتبار رسميا وشعبيا للناصرية.. الكل يقدر ويفهم ويدرك ويستوعب.. الكل يخطط ويتفاهم ويتحاور.. إلا الناصريين.. لا يقدرون ولا يفهمون ولا يدركون ولا يستوعبون ولا يخططون ولا يتحاورون ولا يتفاهمون ولا يفهمون أصلا !
انتفاضة ناصرية عاجلة هي الحل.. تطيح بمن تطيح.. وتعصف في طريقها بمن تعصف..
وليغضب من كلامنا من يغضب.. وليس عليه إلا ثلاثة أمور: أن يتفلق أو ليخبط رأسه في أقرب حائط أو ليشرب من أقرب بحر!