رئيس التحرير
عصام كامل

الشعب فى أجازة مفتوحة


لاشك أن بعض الأحداث التى عصفت بمصر خلال الفترة السابقة تركت لنا رياح التغيير بعد أن تدنت فيه درجة الديمقراطية إلى أن حدث الانفجار الكبير.. إلا أن ذلك ولد طاقة هائلة من رفض الواقع ومحاوله التغيير وبعدما كان الفرد لا يعرف عن السياسة إلا أسماء الوزراء.. أصبح الآن يتكلم ولكن للأسف.. لا يعمل.. أصبحت الحرية فوضى وتوقف النظام عن الدوران.


إن الغالبية العظمى من المجتمع الآن فى أجازة طال مداها وقد ساعدهم فى ذلك أن إدارات الشركات أصبحت الآن تخاف من التجمهر والاعتصام والاحتجاج، الأمر الذى جعل شرائح كثيرة من المستويات الإدارية إما استقالت أو أقيلت أو رضيت بسياسة الصوت العالى والعيش على محاولة تهدئة العاملين الثائرين على أبسط الأشياء، ولذلك ضعف تحكم الإدارات فى العاملين وشعر العاملون بالحرية.

لكن اكتشفوا زيف هذه الحرية عندما اعتصرتهم آلام الجوع وهم فى بيوتهم لا يجدون طعاما لأن المؤسسة التى كانت تعولهم قد أغلقت أبوابها لتوالى الخسائر والتى لم تساهم حريتهم هذه فى إغلاق المؤسسة فقط وإنما ساهمت فى تزايد الفقر والبطالة فى مصر ككل.

إلى متى ستصمد مصر أمام رياح البطالة الجارفة؟ إلى متى سيظل الشعب فى أجازة ؟ إلى متى يغيب الأمن عن المواطن؟ والجميع يخشون الخروج من منازلهم حتى أصيبوا بأزمات نفسية كان يخفف عنهم أثقال الحياة خروجهم من المنزل الذى أصبح أشبه بالسجن أكثر منه بالسكن.

على كل الناس أن يعملوا بكل ما أوتى لهم من قوة.. وتسألنى هل سيستجيب الناس لكلمات فقط؟

أجيب عليك بنعم.. لأنهم سيتمنون يوما ما أن تعود بهم الأيام إلى الوراء حتى يعملوا مرة أخرى، فالحال اليوم أفضل من الغد ونظرا لأننا كلنا نخاف على بلادنا.. ونريد أن نسلمها لأولادنا سليمة معافاة.. ولأننا نعرف كم المؤامرات التى تحيط بنا.. ولأننا جميعا نريد أن نترك بصمة فى حياتنا.. سنحافظ على وطننا.. سنبذل من الجهد من أجل كل إنسان فقير يعتصر ألما من الجوع دون أن يدرى به أحد.. سنعمل حتى نقف أمام الله - يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم – ونحن قد عملنا إيمانا بقول الله تعالى "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
الجريدة الرسمية