رئيس التحرير
عصام كامل

وطنية الأقباط وظلم شركاء الوطن


بينما استعان الإخوان بالغرب ليحارب الجيش المصرى، وتمنى شيخهم القرضاوى من الناتو التدخل لضرب الجيش المصرى، وظهرت حقيقة الإخوان أنهم عملاء لدول عديدة أهمها أمريكا وقطر وتركيا وإيران؛ ظهر معدن الأقباط فى دول العالم.. قادوا مظاهرات تأييد لجيش مصر وشعب مصر.. قابلوا أعضاء برلمانيين فى دولهم للشرح والتوضيح أنها ثورة وليست انقلابا.. إلخ


نحن الأقباط فى بلاد المهجر الذين اتهمنا في وطنيتنا من كاتب إخواني خصص مقالتين معنونتين بـ: "قلادة والأمريكان وأشياء أخرى".. "قلادة والضرب على أوتار الفتنة الطائفية"، وبطبيعة الحال العنوانين يغنيان عن سرد المضمون الذي لم يخل من شيطنة لكل أقباط المهجر بعامة وليس فقط شخصي الضعيف.. وكأنها حرب على الهوية الدينية وليس على المواقف.. وهذه التهم المتعددة والظالمة التي امتلأت بها صفحاتهم ( خونة.. تابعين.. عملاء للصهيوأمريكا)، وهذا ليس بغريب عليهم، فتهم الخيانة والعمالة تطاردنا من عهد الرئيس المؤمن السادات.. وكأن جملة أقباط المهجر هي المرادف للخيانة !

جزى الله الشدائد خيرا بها عرفت صديقي من عدوى.. قامت الثورة وأجبر الشعب المصرى الجيش على حماية مصر من حرب أهلية ضروس، وتم عزل المندوب الإخوانى العميل الأمريكانى القطرى الإسرائيلى من قيادة مصر، وظهرت الحقيقية أن أقباط مصر وطنيون سافروا إلى بلاد المهجر أوطانهم الثانية وحملوا داخل قلوبهم حب مصر الخالد.

اتحاد المنظمات القبطية فى أوربا ضرب صورة مشرفة رائعة من الشرف والوطنية والانتماء لتراب الوطن، فعلى سبيل المثال:

في مطلع فبراير من عام 2011، كان لدينا اجتماع داخل البرلمان الأوربي عندما الثورة فى مصر فى أهم مراحلها، تحدثنا عن ضرورة دعم الثورة لأجل مصر مع 12 عضوا برلمانيا من 12 دولة أوربية.

فى نوفمبر من عام 2012، مثّل الأستاذ ممدوح نخلة والدكتور إبراهيم حبيب وشخصى فى الأمم المتحدة بجنيف، وتحدثنا لأجل مصر أمام 192 دولة أمام المفوضية السامية لحقوق الإنسان مسز بيلاى ناف.

فى شهر أبريل من عام 2013، شاركت بكلمة فى اليوم السنوى للجمعية الدولية الألمانية لحقوق الإنسان، وتحدثت عن مصر ودور مرسي مندوب الإخوان.. وأتذكر نظرا للتنسيق السابق فى يوم المؤتمر وضع أمام الكل ماسك لأعتى الديكتاتوريات فى العالم فوضع ماسك لرئيس كوريا الشمالية كيم جون اون وماسك آخر لمرسي العياط.. فى رسالة للحاضرين من السياسيين الألمان أن مرسي العياط من أعتى الديكتاتوريين.

فى شهر يوليو 2013، أقامت الجمعية الدولية الألمانية لحقوق الإنسان، مؤتمرا صحفيا وشاركنا أمام الصحفيين ووكالات الأنباء الألمانية، وشرحنا أن ما حدث فى مصر ليس انقلابا إنما ثورة شعبية وأن الجيش المصرى أُجبر من الشعب على حماية مصر وضرورة التحرك.

وفى شهر أغسطس أيضا، أقيم مؤتمر صحفى للإعلاميين بألمانيا ووكالات الأنباء مع الجمعية الألمانية لحقوق الإنسان وتم التركيز على نفس الرسالة أنها ثورة وليست انقلابا، وحينما سأل صحفى تابع لوكالة الأنباء الألمانية هل من الضرورى الجيش يقوم بعزل مرسي؟ فكانت الإجابة لعلك تتذكر قيام جيوش العالم للتحرك ضد هتلر الفاشي مصر لم تحتاج لجيوش خارجية ولكن أجبر الجيش لعزل الرئيس الفاشي.

وكانت هناك جلسات فى البرلمان الهولندى من أعضاء الهيئة القبطية الهولندية،  تطالب برجوع الحكومة الهولندية عن قرارها بعدم مساعدة مصر.. سهر لأجلها العديد من شباب الهيئة لإقرار الموعد وتحقيق رغبتهم.

ويوم 3 أكتوبر، نجح اتحاد المنظمات القبطية فى أوربا بعقد جلسة داخل البرلمان الأوربي بعمل رائع من شباب الجيل الثانى أقباط هولندا، وشارك معنا لأول مرة أخونا الدكتور المسلم ديناً والمصرى وطنا الدكتور صلاح أبو الفضل، وشرحنا من داخل البرلمان الأوربي للأعضاء البرلمانيين من هولندا وانجلترا.. ولمؤسسات عديدة داخل البرلمان الأوربي أن ما حدث ثورة وليس انقلابا وكانت الكلمات مركزة على دور الإخوان فى خراب مصر وفاشيتهم، وكانت كلمتى بعنوان الإخوان جماعة إرهابية.

ويوم 23 أكتوبر، بتنسيق بين اتحاد المنظمات القبطية فى أوربا والجمعية الدولية لحقوق الإنسان، أرسلت الجمعية الألمانية إلى السيدة آشتون المندوبة السامية للخارجية الأوربية بيانا تطالب فيه بوضع الإخوان جماعة إرهابية وأنها عدو للديمقراطية ....

وهذا على سبيل المثال، وأتذكر فى انجلترا الدكتور إبراهيم نائب رئيس الاتحاد وعمله المكثف مع عدد من أعضاء البرلمان فى انجلترا لتوضيح حقيقة الإخوان وعمل الإخوة أعضاء الاتحاد فى النمسا وألمانيا وفرنسا وألمانيا وسويسرا وبلجيكا وإيطاليا.. وفى دول أوربا لمساعدة مصر من الكبوة الإخوانية.

وبالطبع لم يكتف اتحاد المنظمات القبطية فى أوربا بالعمل داخل أوربا بل نسق مع دول وقارات العالم المختلفة لأجل مصر، فنسق مع الناشط الرائع الأستاذ بيتر تادرس من استراليا الذى قاد حملة للتوضيح للسياسيين فى استراليا وفى كندا وفى أمريكا قامت أقباط لوس أنجلوس بإعلان مدفوع الأجر لأجل مصر..

علاوة على مظاهرات فى كل ربوع أوربا ففى سويسرا فى برن العاصمة وجنيف أمام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وهولندا والنمسا وألمانيا.. مظاهرات حاشدة شارك فيها الأقباط جنبا إلى جنب إخوتهم المسلمين لتعضيد مصر ضد الإخوان الفاشيين.

هذا قليل من كثير لأجل مصر، يبذل فيه أقباط مصر مؤسسات ومنظمات واتحادات ساعات وساعات فى لقاءات لأجل مصر، بينما وزارة الخارجية يكتفى سفراؤها بتدفئة الكراسى الجالسين عليها .. وعدد آخر يعمل لصالح الإخوان..

ترى هل عُرف من هو الوطنى من الخائن.. من هو العميل.. من هو عدو مصر؟ ويبقى أقباط الداخل فى صورة رائعة سجلها قداسة البابا تواضروس الثانى.. عند حرق الكنائس أن حرق الكنائس فداء لمصر.. ويبقى السؤال متى يثبت عمليا مسئولو مصر انتمائهم لمصر وتضميد جراح أقباط مصر.. التى هى جراح المصريين أيضا.

ورغم كل هذه التضحيات شركاء الوطن يعدون دستورا سلفيا إخوانيا.. مهمشين ثورة المصريين جميعا والأقباط على وجه الخصوص.

ترى إلى متى يستمر ظلم شركاء الوطن؟ ألم يدفع الأقباط فاتورة الثورة كاملة؟! أم ينتظرون المزيد؟!

المصيبة الكبري ليس فى ظلم الأشرار إنما فى صمت الأخيار "مارتن لوثر كينج"

Medhat00_klada@hotmail.com
الجريدة الرسمية