رئيس التحرير
عصام كامل

مراقب إخوان الأردن: «بديع» مازال مرشد الجماعة داخل السجن.. «المحظورة» تمرض ولكنها لن تموت.. وما حدث لإخوان مصر أكسبهم تعاطفًا عالميًا.. وإنهاء الإسلام السياسي معناه القضاء على القر

 همام سعيد
همام سعيد

كشف المراقب العام لجماعة الإخوان بالأردن، همام سعيد، أن الدكتور محمد بديع ما زال المرشد العام للجماعة، سواء كان طليقًا أو بالسجن، موضحا أن الشائعات التي أُطلقت عن تغيير في القيادة، ليست صحيحة، وجاءت من أناس أرادوا الاصطياد في الماء العكر، ويدعون بأن هناك حالة ارتباك بالجماعة، مضيفًا: "ليس هناك ارتباك ،فالمرشد العام يقوم بعمله خارج السجن وداخله.



وأضاف أن الجماعة تعودت على كثير من المصائب عبر سنواتها وتاريخها الطويل ،فموضوع الأزمات والاعتقالات والسجن ليس جديدًا عليها، وبالتالي لم تتوقف الجماعة عن العمل في جميع الظروف السابقة، وكانت أشد من الظروف الحالية.

وأوضح أن الجماعة تواصل جهدها ولها عمل عالمي في جميع بالبلاد ،كما أن لديها عملا إقليميا لا يتأثر إلا إذا حدثت أزمة في البلد، موضحًا أن أي عمل تنظيمي لا يتوقف على قرار من المرشد العام أو المكتب المركزي للجماعة، فالأمور تسير بشكل طبيعي والأزمات ليست جديدة ،فهناك أزمات سابقة ومتلاحقة، موضحًا أن الأزمة في مصر اخذت طابعًا أشد مما كانت عليه.

وشدد المراقب العام للجماعة في حوار لصحيفة "المقر" الأردنية اليوم، على أن الأزمة المصرية لم تؤثر على التنظيم الإخوان العالمي ،لأن القيادات موجودة بأقطارها وبالتالي لا تأثر على هذه الأقطار.

ونفى ما يتردد عن وجود توجه لنقل قيادة الجماعة من مصر إلى الخارج، أو تكون تركيا بديلًا مؤقتًا، مشيرًا إلى أن المرشد العام له نوابه الذين يقومون بأعمالهم داخل القطر المصري. 

وعلى الجانب الآخر يرى همام سعيد أن الحراك تأثر بالأوضاع المحيطة بنا من الأزمة السورية والمصرية والفلسطينية ،وكل ذلك جعل هناك نشاطات متعددة وبالتالي لم يتم التركيز على نشاط واحد كما كان سابقًا، وبالتالي تأثر الحراك نتيجة تعدد النشاطات والأزمات المحيطة ،لكن لا يعني هذا أن الحراك توقف بل سيتواصل ولن تؤثر عليه حتى الخلافات البينية بين بعض مكونات الأحزاب التي لها رؤية في مصر وسوريا مخالفة لرؤية الحركة الإسلامية ،مؤكدًا على استعداد التنظيم للتوافق مع هذه الجماعات والأحزاب ومع كل من له رأي آخر، رغم وجود خلاف بشأن القضايا السورية والمصرية لا يعني ذلك ألا نتّحد بالقضايا المحلية، خاصة قضية الإصلاح التي ينادي بها الجميع ،والتي يجب على الشعب الاردني أن يلتف بشأنها وصولا لإنجاز وتحقيق هذا الإصلاح.

وعن حصاد الإخوان من ثورات الربيع العربى يشدد المراقب العام للجماعة على أنهم لم يخسروا شيئًا، حتى الشعب الأردني وجميع الشعوب ربحت في هذا الربيع ،وأهم نقاط الربح التي تحققت الحريات التي نرى أن الشعوب تمارسها واستطاعت أن تجهر بمكنونات الصدور وأن تعلن مواقفها بكل وضوح وتتبنى مشاريع الإصلاح وما زال هذا مطروحًا للتنفيذ والعمل ،فالربح متحقق حتى مصر التي جاء الانقلاب العسكري – على حد وصفه - ليحاول إنهاء حالة الربيع العربي تبين أن الحالة بمصر أدت إلى مزيد من الحريات والقوى الثورية التي كانت مفاجأة للانقلاب العسكري ،حيث عودتها الشعوب أن تستجيب لها في الساعات الأولى وأن تدخل بيت الطاعة مجرد أن يعلن الحاكم العسكري البيان رقم 1.

واستطرد "أنه بعد مضي خمسة أشهر ما زالت الحالة الشعبية تشتد وتقوى المعارضة ،ولا أدل على ذلك ما نراه حتى في الملاعب والأبطال الذين يتوجون بطولاتهم برفع شعار رابعة، مما يدل أن الحالة الشعبية استفادت من الربيع العربي".

وأضاف: من يعتقد أن الربيع العربي قد يبس ودخل في الخريف وسقطت أوراقه فهو واهم، فالربيع العربي الآن يزداد تفتحًا وتألقًا وازدهارًا ،ولن يتوقف بل سيواصل مسيرته ليس على مستوى بلد معين بل على جميع البلاد العربية والإسلامية وحتى العالمية.

وركز على أن الإسلام السياسي لا يمكن تحجيمه أو تقزيمه ولا يمكن إنهاء دوره، لكن نحن أولا لا نقبل هذه التقسيمات ،فالإسلام هو المستمد من القرآن الكريم وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ومن ينادي بانتهاء الإسلام يعني إنهاء القرآن والسنة وهذا غير وارد على الإطلاق.

وحول علاقة الدولة بالجماعة خاصة بمصر قال: أتصور العلاقة عادية سواء قبل الأزمة أو بعدها. صحيح أنه حدث بعد الأزمة المصرية شىء من الضخ الإعلامي الواسع ،وربما بعض وسائل الإعلام اعتقدت أن ربيع الإخوان قد انتهى وأن الجماعة ضربت في مقرها الأساسي ورأسها وأصيبت بالضعف، إلا أن الجماعة لم تتأثر من هذه الضربة، ولا شك أن هذه الضربة ربما أخرت المسيرة، لكنها زادت المتعاطفين مع الحركة.

وذكر أن جماعة الإخوان قبل الانقلاب كان لها أنصار بالمئات وتحولت بعد الانقلاب بالملايين، مما يدل على أنه لا تراجع على مستوى الجماعة والحركة بل تقدم، واكتسبت خبرات وصلابة وقوة وصبر على الشدائد ودخل في هذا الامتحان الرجال والنساء والأطفال، وما كنا نظن في لحظة من اللحظات أن ملايين النساء المصريات سيكون لهن هذا الدور العظيم على الساحة المصرية، كذلك لم نكن نظن أن طلاب الجامعة يتحولون إلى ثوار كذلك طلاب المدارس مما يبشر أن الحركة الإسلامية والشعب المصري سيحققان آمالهم في الحرية والإصلاح والإرادة الشعبية.

ورفض أن يكون مؤتمر جنييف 2 لإعادة دور بشار الأسد وأن يدخل من الشباك ويكون حاكم سوريا، مشيرًا أن الشعب السوري سيمارس حريته ولن يعود النظام السابق إلى الحكم مرة أخرى .

وانتقد الدور الأمريكي في سوريا ووصفه بالتخريبي، وتدخل واشنطن لم يكن لوقف قتل الشعب السورى وإنما كانت النظرة باتجاه الأسلحة الكيماوية من أجل عيون الكيان الصهيوني.

وأشار إلى أن أمريكا تدخلت بالاتفاق مع بعض الجهات الإقليمية بشكل لا يصب بمصلحة الشعب السوري وإنما لمصلحة الكيان الصهيوني.

الجريدة الرسمية