رئيس التحرير
عصام كامل

لهذه الأسباب نرفض النزول يوم 19!


عدة مشاهد نراها أمام أعيننا الآن، هي بالترتيب الدرامي كالتالي:
الأول: ثلاثة أشهر كاملة عشناها وعاشتها مصر في الطوارئ وفي حظر التجوال..كانت الحجة الأساسية -وهي مقنعة - هو منح قوات الأمن فرصة التعامل مع الخارجين عن القانون.. أن يكونوا وحدهم في مواجهة آلة الأمن الجبارة القوية.. وهي لكي تحقق هدفها لا ينبغي أن يقف بينها وبين المجرمين أحد.. لأن وجودهم سيمنع القوات من التعامل المباشر والسريع معهم.

الثاني : اليوم دعوة دوارة في كل مكان تدعو الناس للنزول إلى ميدان التحرير.. حيث يذهب من سيذهب إلى هناك لإحياء ذكرى شهداء سقطوا هناك.. الذاهبون لهم مبررهم وسبق وأن أعلنوه من قبل وسبق أن أحيوا الذكرى فعلا، العام الماضي، وهم، وبعيدا عن التدخل في النيات التي لا يعلمها إلا الله وحده، يحيون ذكرى زملاء لهم يتعاملون مع دمائهم التي راحت بوفاء طيب.

الثالث: بين هؤلاء يوجد، قطعا، خبثاء.. ووجود خبثاء في هذا المكان وهذا اليوم لن يكون لتوزيع المثلجات ولا المناديل الورقية.. وإنما لسكب الزيت على النيران وإشعالها من جديد ضد الجيش والشرطة.. ويرونها المناسبة الأهم لإفساد ما تحقق بين الجيش والشعب والشرطة العام الماضي.. والإفساد يأتي دائما من الصدام ومن الدماء ومن سقوط ضحايا يتم إلصاقهم على الفور بالقيادات الحالية ومنها سيصنعون مسمار جحا وشعاره "ضرورة محاكمة المتورطين في الأمر"، وسيكون الفريق السيسي في المقدمة!

الرابع: الدعوة العامة بلا ضوابط لكل الناس للذهاب إلى التحرير هي الفرصة الأبرز والأهم لتسلل الإخوان إلى هناك.. فلن تفتش على كل الناس ولا توجد مفرزة في العالم تكشف لأي جهاز عن كون هذا إخوانيا وذاك ليس إخوانيا.. وبالتالي نعطي الفرصة على طبق من فضة لمن يريد إشعالها نارا وإسقاط ضحايا من الأبرياء لا ذنب لهم!

الخامس: الحل والمخرج لمن يريد أن يحتفل بذكرى ميلاد الفريق السيسي الذهاب إلى وزارة الدفاع.. أو إلى أي مكان آخر.. كما أننا نقترح على أنصار السيسي، وصانعي 30 يونيو، ونحن منهم، الاستعداد للنزول يوم 23 ديسيمبر القادم حيث ذكرى عيد النصر.. استعدادا للاستفتاء وتدريب الناس على الحشد من جديد.. وتجديد الثقة التي يروج الإخوان أنها اهتزت، الأسابيع الماضية، واحتفالا بذكرى وطنية لها ألف دلالة ودلالة، في أيامنا هذه، وهي ذكرى انتصارنا وإسقاطنا لإمبراطوريتين عظيمتين!

السادس: إغلاق التحرير وفتح شارع محمد محمود كاملا وإبعاد قوات الجيش والشرطة لمنع أي احتكاك.. ومنح الفرصة كاملة لمن يريد أن يحتفل بما في ذلك الغناء ورسوم الجرافيتي وغيرها مع نصائح بالاستعداد لتحمل أي هتافات.. وسنكون أمام أمرين: لو تسلل الإخوان سيكون الأمر واضحا لا لبس فيه، وسيتكفل المحتفلون بهم وهم أصلا يحملونهم مسئولية قتل زملائهم.. أو قد لا يتدخل الإخوان في الاحتفالية ولا يقتربون من التحرير ولا من شارع محمد محمود.. وعندئذ يمر اليوم بسلام.. ويتفرغ الأمن والناس للاهتمام بمبارة غانا وكفى الله المصريين شر الصدام!
اللهم بلغت..اللهم فاشهد..
الجريدة الرسمية