رئيس التحرير
عصام كامل

«مفتاح الأزمة السورية بيد 3 عواصم».. بريني: «واشنطن وموسكو وطهران» تمتلك الحلول.. واشنطن تعيش في حيرة.. موسكو تتوج بوتين زعيمًا عالميًا.. طهران تتنازل مقابل طموحاتها النووية

الأزمة السورية-صوره
الأزمة السورية-صوره ارشيفيه

اعتبر الكاتب الأمريكي مارك بريني أن الحرب السورية تتواجد في ثلاث عواصم هي موسكو وطهران وواشنطن أكثر من أي وقت مضى، لتطور مواقف اللاعبين الرئيسيين الثلاثة، وربما تكون روسيا قد بدأت بالنظر إلى الرئيس السوري بشار الأسد بوصفه حليفًا غير مستساغ، ويؤثر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التطورات بقوّة على الرغم من الانتقادات التي توجّه إليه بالتقاعس عن العمل.

وذكر: "قد تترافق عودة إيران، التي طالما كانت من مؤيدي نظام الأسد، إلى الساحة الإقليمية مع تقديم تنازلات متبادلة في سورية، وإذا ما أرادت العواصم الثلاث إحراز مزيد من التقدم فلا يمكن لها تجنب العمل معا لإيجاد حل دبلوماسي".

وقال "مارك" في مقاله بمركز كارنيجي لدراسات الشرق الأوسط إن سوريا ليست دولة كلاسيكية، وهو ما يعقد التعامل مع النظام بشكل ملحوظ. مضيفًا: "منذ العام 1970، عندما استولى حافظ الأسد على السلطة بصورة كاملة بعد انقلاب عسكري جرى في العام 1966، وقعت البلاد في أيدي أفراد عائلة الأسد، وسيطروا على أجهزة المخابرات والجيش والحزب الواحد، والأهم من ذلك، على التجارة، وهذا يجعلهم على استعداد للدفاع عن نظامهم مهما كانت التكلفة. ومنذ عام 2011 أطلق النظام العنان لاستخدام العنف ضد الشعب السوري على نحو لا يمكن تصّوره، بما في ذلك شن هجوم بالأسلحة الكيماوية في المناطق المحيطة بدمشق".

موسكو تدعم دمشق ليس فقط من أجل "آل الأسد"، لأن الدعم الروسي وسيلة لجعل بوتين عضوا في النظام العالمي الجديد وزعيما عالميا، ولكن قسوة الأسد باستخدام الكيماوي جعلته عائقَا أمام طموحات بوتين العالمية.

وتمكن بوتين من عقد اتفاق بين الولايات المتحدة والنظام السوري لعدم توجيه ضربة عسكرية ضد الأسد، وتعامل باراك أوباما بالحيطة والحظر على الرغم من رغبته بالقضاء على نظام الأسد، ولكن الشعب الأمريكي لا يرغب خوض واشنطن في حورب في سوريا وكذلك بقية الدول الأوربية ولتجنب المخاطر رضخ أوباما لبوتين ووافق على تفكيك الأسلحة الكيميائية التي يحتفظ بها الأسد.

وأضاف: "بالنسبة لإيران قد تستخدم الوضع السوري لمصلحتها لخدمة طموحاتها، فبعد أن نجحت في استئناف علاقة حذرة مع واشنطن، يبدو أن لدى طهران مصلحة كبيرة في إحراز تقدم بشأن برنامجها النووي، ويمكن أن تكون إيران أكثر ميولا للمصالحة والمرونة في سوريا في مقابل أن يتم إشراكها في المناقشات الدولية الخاصة بالأزمة السورية".

وشدد على أن هدف إيران الرئيسي يكمن في استعادة مكانتها في المجتمع الدولي وممارسة حقها الكامل في تطوير مفاعلات نووية مدنية، وليس في تطوير برنامج للأسلحة النووية.. ومن الواضح أن إنهاء الكابوس السوري يتطلّب عددا من الخطوات لا غنى عنها.

ولاحظ أن هذه الخطوات تتمثل في الإبقاء على ضغط روسي قوي على الأسد، وإشراك إيران في المناقشات حول مستقبل سوريا، في ظل ظروف معينة، والحفاظ على الدولة السورية، لكن من دون الأسد في المرحلة النهائية، وتهميش القوى الجهادية، وعقد مؤتمر جنيف الثاني بحضور جميع أصحاب المصلحة المعنيين، فلا تزال سوريا يعتمد مستقبلها على سلسلة من الرهانات المحفوفة بالمخاطر، ومع ذلك، يبقى السبيل الدبلوماسي هو الخيار الأفضل.
الجريدة الرسمية