الألتراس كالفأس الذى وضع على أصل الشجرة
الألتراس، هم هؤلاء الشباب الذين صنعوا الثورة وهم الذين التفوا حول بعضهم ورأوا أن المشايعة والتأييد ليست الشعارات ولكنها أفعال لا أقوال، ذلك هو مبدأ وجوهر فكرة الألتراس وقد يرى البعض أنها فكرة مستوردة من الخارج ولا غضاضة فى ذلك، وأنها قد كانت من أجل تشجيع اللعبة الرياضية المعروفة وهى كرة القدم وقد بدأت تتسرب إلى جمهور كرة القدم فى مصر ولم تكن سياسية ولكنها قد تطورت فى مصر وأصبحت ذات بعد سياسى، وجوهر الفكرة هى التنظيم والاصطفاف حول هدف معين وأنه لا يكفى أن نشجع فريقنا ولكن لابد أن نتشيع له وأن يتم ذلك من خلال مجموعة من الأفعال، إذ أن كلمة الألتراس تعنى المتشيعين أو المتعصبين والذين يأتون بأفعال فوق العادة.
ولم يبرز الألتراس على نحو بارز وبقوة إلا بعد أحداث بورسعيد، ووقتها تعرض لانتقادات لأنها تعد ظاهرة غريبة وقد رأى هؤلاء الشباب الذين يلتفون حول فريقين فى وقت لم تعد السياسة بعيدة عن أى مجال حتى كرة القدم ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نستبعد البعد التآمرى فيما حدث، ولكن كان علينا أن نقف على محصلات وتداعيات ما حدث والذى جعل هناك خبرة تاريخية مريرة وفتنة بين أبناء مصر وحالة من الاستقطاب والاحتقان الذى يتسم بالعنف بين أبناء الوطن الواحد.. ولكن ما يهمنا هنا هو أن الألتراس هم الثوار الذين صنعوا ثورة 25 يناير وذلك بغض النظر عن واقعة بورسعيد.. من النقاط الهامة أن هؤلاء الشباب يتميزون بالقدرة التنظيمية العالية والقدرة على سرعة التحرك لديهم إصرار وعزيمة لا يمكن لأية قوى أن تثنيها لديهم قدرة عالية على التضحية وبذل أرواحهم "سعرا رخيصا"، يقدمونه لما يؤمنون به ولما يرون أنه يستحق التضحية لا ترهبهم ألوية القوة ومدرعات الأمن يقتحمونها بصدورهم العارية.. تلك هى خصائص شباب " الألتراس" بعيدا عن الحدث ذاته وهم عندما يخرجون فليس من أجل عداء لشعب بورسعيد أو عداء لشعب القاهرة ولكن من أجل فساد معين وسلوك غير مرض عنه للنظام يرون أنه المسئول الأول عما حدث وهو المسئول الحقيقى والجانى الفعلى، لذلك فإن ما يقومون به هو لاستعادة شىء قد فقد أو لاستكمال أمر لم ينته بعد أو لأنهم يرون أن الثورة لابد أن تستكمل أو تسترد، يريدون أن يعيدوا الثورة إلى مسارها إذ أن جاز لنا التعبير لتصحيح المسار.. إنها نفس القوة التى صنعت الثورة وأن أتلفت حول قضية لها أو كان لها بعدا رياضيا من مختلف الحركات التى اشتركت فى ثورة يناير، 6 إبريل وكفاية وغيرهما من شباب مصر الذى سرت الثورية إلى عروقه من خلال التواصل الاجتماعى على الشبكة العنكبوتية.
هى قوة لا يستهان بها وقفت أمام متاريس ومدرعات الأمن المركزى ويمكنها أن تقف أمام أى قوة أخرى، لاسيما بعد أن أصبحت أكثر تنظيما وخبرة على التعامل مع مصادر العنف، فهو كالفأس الذى وضع على أصل الشجرة لكى ما يجتثها.