رئيس التحرير
عصام كامل

فين الاستقرار ده يا مرسى؟


يموت الشباب، وتبكى الأمهات، وتحزن الأمة وتبكينا البلدان العربية بل والعالم كله، بينما المشهد يُشعرك وكأنه يقع فى دولة أُخرى تماما غير مصر.  ولا يمكن أن ننسى أنه كلما كان يجيئ مُنعطف يقول فيه الشعب كلمته، كان الإخوان يقولون بأنه فى حال تم اختيار رؤيتهم أو انتخابهم، سيأتى الاستقرار والرفاه والحياة الكريمة، فلم تأتى أبدا، وظلت الفوضى هى السائدة، بل وانفجر الوضع لتسيل الدماء فى شوارع مصر ومُدنها!!

وقد خدع الإخوان البسطاء فى استفتاء مارس 2011، والانتخابات البرلمانية لمجلس الشعب المُنحل ومجلس الشورى. ونفس الشيء حدث مع انتخاب مرسى رئيسا لمصر (للأسف الشديد). ونهاية، حدث هذا مع الاستفتاء على الدستور الذى تم الانتهاء من صياغته فى جمعية تأسيسية باطلة فى ظلام الليل وبسرعة شديدة، تدل على أن جُرما مُتعمدا كان يُعد فى حق هذا الوطن، ليتم الموافقة على ذاك الدستور الباطل بأقلية شديدة للغاية من الشعب المصرى وهو ما سيُحيله إلى البطلان دون شك!!
وكل مرة، كان يقول فيها الشعب كلمته، كان يتم الاعتداء على إرادته، برشاوى انتخابية من الزيت والسكر والأنابيب للبُسطاء والفقراء، ومع هذا الكم من الغش والخداع، تشعر أن الإخوان ربما فى النهاية، سيفعلون ما لم يُفعل فى مصر على مر القرون من رفاه وبناء وازدهار، فاذا بالكذب والخداع لا يأتى إلا بالمزيد منه، مؤكدين بأنهم فى مكتب الإرشاد "عبيد"، حيث الحرة لا تأكل بثديها!!
لم بأت الاستقرار وبديلا عنه يتسول مرسى المال من مختلف الدول، ويحاول أن يأخذ قرضا ربويًا، يُحلله اليوم، بينما رفضه قديما على أساس دينى!! وهكذا يتعامل مرسى مع الدين فيحلل ويُحرم وفقا للهوى، وليس للشريعة التى تقول جماعته أنها ستُطبقها، فتبا لها جماعة مستغلة للدين وليست أبدا تُمثله (وقد وعد مرسى كذبا قُبيل انتخابه بأنه سيأتى بـ 200 مليار دولار لمصر، وقد انتخبه الناس لهذا السبب على رأس القليل من الأسباب التى ثبُت خداعه للناس فيها جميعا وليس أغلبها!!).
وجاء مرسى بحكومة فاشلة، حققت ما لم تنجزه حكومة فى تاريخ مصر، من كم المصائب والكوارث فى عهده، وكم المصريين القتلى على الطُرق، بحيث يمكن مُقارنة عدد قتلانا بفعل حوادث الطُرق بعدد من يقتلون فى مختلف الحروب فى العالم!!
لم يأت الاستقرار، وإذا بالوضع فى الوطن يتفجر فى ذكرى ما يسمى إعلاميا "ثورة 25 يناير"، ويسقط الكثير للغاية من الشهداء، ومرسى يختفى وحينما يظهر، يكون ذلك من خلال "تويتة" على موقع "تويتر"، أتفه من أن يأتى بها رئيس دولة كمصر، المفترض أنه يهتم بشعبه ويرعى مصالحه.
ويقول لى أحد الشباب باشمئزاز، "لو كنا من غزة، كان نزل شاف اللى ماتوا، بس البعيد ولا هو هنا من الأصل!!"، وأوافقه القول، لأن مرسى ليس له انتماء لمصر ولا المصريين، ولم يُخطئ مهدى عاكف حينما قال: "طز فى مصر" لأنه شعور مكتب الإرشاد الذى لا يهتم إلا بالعلاقات مع دول وحكومات تفيد الأفراد فى مكتب الإرشاد على المستوى الشخصى وليست مهتمة بتقدم مصر أو حال شعبها الطيب!!
لم يأت الاستقرار واقترف مرسى الكثير من الجرائم فى حق المصريين، وهو ما يستوجب المحاكمة، كما تم محاكمة مبارك، الذى اتضح أنه لم يقتل أحدا، بينما تُشير أصابع الاتهام فى أغلب المواقع الدرامية التى حدثت، إلى جماعة الإخوان، مرة لإسقاط مبارك ومرات لإسقاط المجلس الأعلى للقوات المسلحة!!
لم يأت الاستقرار ولن يأتى طالما هناك جماعة لا تؤمن بمصر بينما تحكمها وطالما هناك رؤية أُحادية يمينا أو يسارا بين الساسة فى مصر وطالما لا يوجد عدل فى مصر وطالما أن الساسة التنفيذيين أو التشريعيين من "الهواة"، كما أظهرت جماعة الإخوان!!
لقد أضحى واضحا دون شك، أن الشعب يريد بالفعل، إسقاط النظام الإخوانى الفاشل، ولم يتبق لهم أدنى فرصة فى التعويض عما فات وليدرأوا المزيد من الدماء ويرحلوا فى هدوء، وإلا فليتجرعوا ما سيحدث عن قريب، وكل شئ سيكون بالقانون!!
والله أكبر والعزة لمصر،
وتبقى مصر أولا دولة مدنية.


الجريدة الرسمية