رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تغرد شرقا بعيدا عن هيمنة أمريكا.. تتودد للصين لتتخذها حليفا بعد تجميد صفقة المليار دولار.. دعوات لتفعيل دور التنين الصيني بالمنطقة.. إيران تقف عقبة في طريق عودة العلاقات

صحيفة نيويورك تايمز
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إسرائيل بدأت في التحليق خارج السرب بعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية موجهة قبلتها إلى الصين في خطوة تهدف إلى تحريك الماء الراكد في العلاقات الجامدة بين البلدين منذ سنوات واتخاذ الصين حليفة جديدة لإسرائيل بعد الموقف الأمريكى الأخير من النووى الإيرانى.


أضافت الصحيفة أنه خلال محادثات بين الدبلوماسي الإسرائيلي رئيس مركز القدس للشئون العامة "دوري جولد" مع رئيس وزراء بلاده "بنيامين نتنياهو" والرئيس الامريكي "باراك اوباما" وبعض المفاوضين الفلسطينيين للبحث عن حل للصراع القائم في الشرق الأوسط توجه الحديث في هذه المرة نحو اتخاذ الصين كحليفة جديدة.

وأعرب جولد أثناء وجوده ببكين في زيارة غير رسمية أثناء حديثه مع بعض المسئولين الصينيين أنه يرغب في دخول الصين لطاولة المفاوضات حول القضية الفلسطينية والإيرانية وصاحبه في هذه الزيارة الجنرال المتقاعد "عوزي دايان" نائب رئيس هيئة الاركان السابق بجيش الدفاع الإسرائيلي ومستشار الأمن القومي السابق حيث التقوا بعدد من ضباط الجيش الصيني ليصبح أول إسرائيلي يلقي كلمة في اكاديمية العلوم العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني.

قال جولد إن زيارته للصين كانت بهدف التحدث حول الدبلوماسية والصراع العربي الإسرائيلي الذي دخل في افاق جديدة، وأوضحت نيويورك تايمز أن الدبلوماسيين الاسرائيليين استخدموا نصوصا مترجمة للغة الصينية من أجل عرض الاحتياجات الأمنية لإسرائيل ومشكلاتها مع إيران، سوريا، وفلسطين.

أشارت الصحيفة الامريكية إلى بزوغ مؤشرات تجديد العلاقات الإسرائيلية الصينية التي اصيبت بالجمود منذ سنوات موضحة أن إسرائيل كادت أن تصبح ثاني أكبر الدول الداعمة للجيش الصيني بعد تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين في 1992 الا أن العلاقات بينهما انهارت عام 2000 عندما اجبرت الولايات المتحدة الامريكية إسرائيل على إلغاء صفقتها ذات المليار دولار للصين من طائرات الانذار المبكر "فالكون" وبعد سنوات قليلة وافقت إسرائيل على طلب أمريكا بوقف بيع الأسلحة إلى الصين.

وعلى الرغم من الصقيع الذي خيم على العلاقات بين البلدين لفترات طويلة الا انهما وجدا فرصة جديدة للتقارب في أكتوبر حيث استقبل معهد تكنيون – معهد تكنولوجي إسرائيلي - منحة بقيمة 130 مليون دولار من مؤسسة هونج كونج للملياردير لي كا شينج لبناء معهد بحوث بجنوب الصين حيث تعد هذه المنحة هي الأكبر في تاريخ "تكنيون" وذلك بعد اربعة اشهر من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي " نتنياهو" بنظيره الصيني "لي كه تشيانغ" وتوقيع سلسلة من الاتفاقات التجارية والثقافية حيث شملت هذه الاتفاقيات انشاء سلسلة فرق بحثية مشتركة في مجالي الطاقة وتكنولوجيا المياه.

ولفتت التايمز إلى أن إسرائيل تسعى لاستخدام مهاراتها في مجال التكنولوجيا والزراعة من أجل كسب دعم الحكومة الصينية والتي دعتها للعب دور دبلوماسي أكبر في المنطقة.

موضحة أن الأزمة الإسرائيلية مع إيران ربما تتسبب في عرقلة عودة العلاقات الصينية الإسرائيلية حيث تعد إيران ثالث أكبر مورد نفطي للصين بقيمة تتعدى 40 بليون دولار مقارنة بـ8 بلايين دول بين الصين وإسرائيل وتخشى إسرائيل من أن هذه الصفقة ربما تساهم في تخفيف حدة العقوبات الدولية على إيران بسبب برنامجها النووي.
الجريدة الرسمية