«مصر وروسيا.. لقاء السحاب».. كاتب إسرائيلي: تصريحات السيسي تمهيد لعلاقات استراتيجية.. زيارة وزيري الخارجية والدفاع لموسكو تعيد المجد الناصري.. مساعدات عسكرية للجيش المصري بـ 4 مليارات دولار
تحت عنوان "مصر وروسيا في طريقهما لعصر جديد"، اعتبر الكاتب الإسرائيلي رونان يتسحاق أن تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي الأخيرة في ختام زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للقاهرة، تعد تصريحات متشددة وتعبر عن خيبة أمله في سياسة واشنطن تجاه بلاده في السنوات الأخيرة.
وذكر الكاتب الإسرائيلي، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أنه في الواقع أن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر ساءت مؤخرًا، وتحديدًا بعد الإطاحة بالمعزول محمد مرسي في يوليو الماضي، وما نتج عن ذلك من تجميد للمساعدات العسكرية لمصر أوائل أكتوبر الماضي، بما في ذلك تعليق صفقات أسلحة أمريكية كان من المقرر أن تصل القاهرة.
وأشار "يتسحاق" إلى أن تصريحات السيسي التي قال خلالها: "لا يمكننا الوثوق في الأمريكان.. سنتجه للعمل مع الروس في أقرب وقت ممكن"، مضيفًا: "تبدو هذه الكلمات تمهيدًا للزيارة المرتقبة لوفد روسي رفيع المستوى إلى القاهرة غدًا الأربعاء".
"أجرت روسيا ومصر اتصالات سرية بينهما، من تحت السطح وفي سرية تامة، ومن المقرر أن تؤدي إلى بناء حليف استراتيجي جديد في المنطقة، وسط تراجع لمكانة واشنطن ووضع موسكو قدمها لأول مرة منذ 40 عامًا بمصر".. كان هذا تعليق الكاتب الإسرائيلي على زيارة وزيري خارجية ودفاع روسيا لمصر غدًا.
وتابع "يتسحاق" أن زيارة الروس لمصر لها أهمية تاريخية كبيرة، فهي الأولى منذ طرد الرئيس الراحل أنور السادات للخبراء السوفييت في وقت مبكر من فترة السبعينات، والآن تجرى محادثات رسمية بين البلدين في هذا الصدد.
ونقل الكاتب عن صحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية أن مصر من المقرر أن تحصل على مساعدات عسكرية روسية واسعة وأسلحة متطورة بقيمة 4 مليارات دولار، في المقابل، فإن مصر تعطي روسيا التواجد العسكري البحري في ميناء الإسكندرية، الأمر الذي يمكنها من تعزيز الاختراق الاستراتيجي لها في المنطقة، وسوف تستخدمه عند الضرورة كبديل للميناء الروسي بطرطوس في حال انهيار نظام بشار الأسد.
واختتم الكاتب الإسرائيلي مقاله بالقول إن مصر لا تنوي استبدال الحليف الاستراتيجي الروسي، الذي من خلاله تستطيع توسيع قدرتها على المناورة السياسية والعسكرية .. أكثر بكثير مما كانت معتادة عليه منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1979.