«أمريكا تكتب شهادة وفاة علاقتها بمصر».. «نيويورك تايمز»: التواجد الأمريكي بالقاهرة بات مستحيلًا.. واشنطن دخلت في عداء مع كل الأطراف المصرية.. سياسة البيت الأبيض تحتاج إعادة توجيه
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن موقف وزير الخارجية الأمريكي الذي أبداه خلال زيارته الأخيرة لمصر أثار انتقادات جميع الأطياف السياسية، واتهمت القوى السياسية واشنطن بالفشل في الدفاع عن مبادئ الديمقراطية وعدم الوضوح في سياستها تجاه مصر.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن واشنطن لم يعد لها مكان في المجتمع المصري، وخصوصًا بعد أن تسببت إدارة أوباما في استنفار كل القوى المصرية من الإسلاميين والليبراليين وقادة الجيش وأيضًا جموع الشعب منها، موضحة أنه لا يوجد شك في حاجة السياسة الأمريكية الحالية تجاه الشرق الأوسط ومصر إلى إعادة تقييم وتوجيه بعد تراجعها عن دعم عمليات الإصلاح الديمقراطي.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن سياسة البيت الأبيض تفتقد التأثير على مسار السياسة المصرية في الوقت الراهن والذي يقع المستقبل المصري فيه بين الحياة والموت، وفي حالة استمرار الولايات المتحدة في قطع معونتها عن مصر أو إعادتها كما كانت فإن ذلك لن يؤثر على القوى المصرية التي تعرف أن مستقبل بلادها أصبح على المحك.
وقالت "نيويورك تايمز" إنه بالرغم من عدم اتخاذ مصر أي خطوة نحو الديمقراطية حتى الآن، إلا أنه لا يوجد دفع أمريكي نحوها، كما أنه لا يوجد ضغط خارجي من أي نوع لدفع مصر نحو الديمقراطية، مؤكدة أنه بالرغم من الإطاحة بالرئيس الأسبق مبارك، إلا أن دولته البيروقراطية الخالية من الليبرالية ما زالت قائمة، كما ترى أن الولايات المتحدة عليها أن تقوم بعدة أمور من أجل تحقيق الديمقراطية بمصر.
كما ذهبت إلى ضرورة ثبات واشنطن على موقفها من قطع المساعدات والبدء في حملة مكثفة من الضغوط الخارجية على مصر وأهمية الضغط على قادة الجيش المصري لتنفيذ خارطة الطريق التي وعدوا بها لتحقيق الديموقراطية، مشيرة إلى أن ترشح الفريق السيسي للرئاسة سيكون تدميرًا لهذه الخريطة وإنهاء لآمال الإصلاح في مصر.
وأخيرًا، أكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة الآن تقع في فخ الاستثمار بمصر ولا تجد طريقة للخروج منه في الوقت الحالي، موضحة أن قادة أمريكا لابد وأن يدركوا أن مصالحهم لم تعد لتُنفذ في مصر وكلما كان الاقتناع بهذه الحقيقة وتقبل الواقع أسرع كلما كان الأمر أفضل في إعادة تعديل السياسات الأمريكية والتخلص من التناقضات التي أصابت سياستها.