رئيس التحرير
عصام كامل

جامعة الدول العربية والعروبة


منذ الصغر كانوا يعلموننا أنه يوجد وطن عربى يجمع كل العرب .. دولا كثيرة جمعتها روابط منها العوامل الطبيعية حيث لا توجد فواصل بين الحدود وعامل التاريخ واللغة المشتركة وكنا نشعر بسعادة حين نرى اجتماع جامعة الدول العربية ووصول الوفود، والذى كان يترك لدينا أثرا مهيبا أن هناك حدثا كبيرا نفتخر به نرى فيه الأشقاء فى بيتهم يتشاورون من أجل المستقبل ويحاولون أن يصنعوا شيئا جديدا لنا.



إن القومية العربية التى يؤمن بها كل فرد أن الوحدة هى أساس التكامل بين الدول وهى الطريق الوحيد لرفاهية كل مواطن عربى تتكامل فيها رؤوس الأموال مع العمل.. ولكن ماذا يحول دون تحقيق ذلك؟

أتذكر أن الاتحاد الأوربى مع ما كان به من اختلافات بين الدول قد فضل أن يتناسى الخلافات من أجل رسم مستقبل المنطقة وتكون الاتحاد الأوربى ولحقت به الدول تباعا ليصبح كيانا كبيرا ينافس الولايات المتحدة الأمريكية ومازلنا نحن نعيش وسط التشتت وانعدام الهوية .

هل تشكل جامعة الدول العربية كيانا حقيقيا أم أنه إطار لا يرقى ولا يستطيع أن يجمع شمل أى عربى تحت مظلة العروبة.. وهل العيب فى هذا الكيان الصورى أم أن العيب فينا نحن؟

وإن كان هذا الكيان صوريا فما الفائدة من وجود هذا الإطار الضعيف الذى لا يعبر عن شىء حقيقي ولا فائدة منه تذكر .

كم من اجتماعات غلبت عليها روح الفرقة والتعالى بين الأشقاء ولم تخرج علينا بشيء سوى مزيد من الاختلافات والشقاق والنفور .

ستظل المنطقة العربية عرضة للمؤامرات التى تفرقنا والتى يعلم الكثيرون أن الوحدة بين البلاد العربية ستضر بمصالح دول تعيش على وجود هذا الاختلاف وأن مصلحتهم هى الفرقة بين شعوبنا .

إن الحديث عن المستقبل هو ما سيجمعنا.. وإن الحديث عن الماضى لا يفيد بالطبع فعلينا البحث عن المصالح التى يفهمها العالم الآن ولا نتكلم عن العروبة التى تفسر على أنها انتماء للفقير ينادى به رغبة فى الاستجداء من الغنى.. ونتكلم عن مستقبل يهدد وجود الجميع إن لم نتكامل الآن .

سنبقى كذلك إن لم توجد صحوة حقيقية لتجميع المصالح وتوحيدها لاستهداف التنمية الاقتصادية بدون وسيط أجنبى لديه رؤوس أموال العرب ويقرض بها العرب مرة أخرى والخاسر فى النهاية.. هم العرب .

الجريدة الرسمية