في مثل هذا اليوم.. انتهاء الحرب العالمية الأولى
كان حادث سراييفو الذي اغتيل فيه وريث العرش النمساوي "فرانز فرديناند" وزوجته أثناء زيارتهما لسراييفو في منطقة البوسنة والهرسك في 28 يونيو 1914، على يد الطالب الصربي "جافريلو برينسيب" سببا في إشعال فتيل الحرب العالمية الأولى.
فبعده أرسلت الحكومة النمساوية رسالة من 10 نقاط للحكومة الصربية بمثابة تهديد، وقبل الصرب الشروط باستثناء شرط واحد.
وبعد شهر من الأزمة أعلنت النمسا الحرب على صربيا في 28 يوليو 1914، وكانت روسيا تعهدت بالدفاع عن السيادة الصربية، فقامت روسيا بتحريك قواتها نتيجة ضغوط الجنرالات الروس للدفاع عن الصرب، وطالبتها ألمانيا بعدم تحريك القوات وأن تتراجع عن حالة الاستعداد، ولمّا لم تمتثل روسيا للمطالب الألمانية، أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا في 1 أغسطس 1914، وألحقته بإعلان آخر ضد فرنسا في 3 أغسطس، ثم اجتاحت بلجيكا مما دفع بريطانيا لدخول الحرب بسبب خرق الألمان حياد بلجيكا، وقد كانت الدول الأوربية قبل الحرب مشكّلة من معسكرين أولهما الوفاق الثلاثي بين روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة، بينما تشكل الحلف الثلاثي من إمبراطورية النمسا والمجر وألمانيا وإيطاليا على الرغم من دخول إيطاليا الحرب في جانب الحلفاء.
استعملت لأول مرة الأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى كما تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة في التاريخ.
شهدت الحرب ضحايا بشرية لم يشهدها التاريخ من قبل، وسقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوربا والتي يعود منشأها إلى الحملات الصليبية، وتم تغيير الخارطة السياسية لأوربا.
وتعد الحرب العالمية الأولى البذرة للحركات الإيديولوجية كالشيوعية، وصراعات مستقبلية كالحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة.
شكلت الحرب العالمية الأولى البداية للعالم الجديد ونهاية الأرستقراطيات والملكيات الأوربية، وكانت المؤجج للثورة البلشفية في روسيا التي بدورها أحدثت تغيرًا في السياسة الصينية والكوبية، كما مهدّت الطريق للحرب الباردة بين العملاقين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة.
شهد العام 1917 حدثا هاما على الجبهة الشرقية وهو نجاح الثورة البلشفية في روسيا وتوقيع البلاشفة صلح برست ليتوفسك مع الألمان في 1918، وخروج روسيا من الحرب، مما دفع ألمانيا إلى شن هجوم مكثف على فرنسا وبريطانيا، ثم دخلت الولايات المتحدة الحرب بجانب الحلفاء لهدف مكافحة الإرادة الألمانية في السيطرة والنفوذ ولعدم احترام الألمان لحياد بلجيكا وغزوها كما أدت حرب الغواصات التي شنها الألمان والتي أضرت كثيرا بالمصالح الاقتصادية الأمريكية إلى دفع الولايات المتحدة إلى الدخول في الحرب.
بدأت ألمانيا في الانهيار وأُسر نحو ربع مليون ألماني في ثلاثة شهور، واجتاحت ألمانيا أزمة سياسية عنيفة تصاعدت مع توالي الهزائم العسكرية في ساحات القتال، فطلبت ألمانيا إبرام هدنة دون قيد أو شرط، فرفض الحلفاء التفاوض مع الحكومة الإمبراطورية القائمة، وتسبب ذلك في قيام الجمهورية في ألمانيا بعد استقالة الإمبراطور الألماني، ووقعت الهدنة التي أنهت الحرب في 11 نوفمبر 1918 بعد أربع سنوات ونصف من القتال الذي راح ضحيته عشرة ملايين من العسكريين، وجرح 21 مليون آخرين.