تعطيل مسيرة شهيد!!
شوارع العمرانية التي اكتوت بنيران القهر وذاقت طعم الحزن العميق كانت قد جهزت نفسها لوداع غير كل وداع .. الطفل محمد كان محمولا علي الأعناق فى طريقه إلى مثواه الأخير فى جنات الله الواسعة .. أما الجماعة التى لا تندم على القتل فإنها كانت تجهز كل قواتها وقواها وعدادها وعتادها من أجل شيء واحد وواحد فقط .. تعطيل مسيرة ميت.
نعم انهال أتباع أقدم جماعة دعوية على موكب محمد الذي كان جثة هامدة في نعشه .. هاجموا المشيعين بشجاعة يحسدون عليها وكادوا يتمكنون من إسقاط الجثمان علي الأرض.. كادت خطة الإخوان تنجح وكادوا يحققون أملهم وطموحهم وحلمهم في إسقاط الجثة على الأرض .. بعد قتله كان المراد إهانته وربما تعطيل مسيرته إلى أخراه أو إلى آخرته.
وفيما يبدو أن الجماعة كانت قد جهزت نفسها قبل ذلك بيوم وبعد نجاح قواتها المدججة بالسلاح فى اقتناص روحه من جسده لأن تعطل مسيرة ميت باعتبار ذلك إنجازا سيحسب للرئيس المصلى المسلم المؤمن والشرعى أيضا.. يبدو أن شرعية مرسي كتب عليها أن تعود عبر قتل الأطفال ثم تعطيل مسيرتهم.. ويبدو أيضا أن الجماعة الدعوية تعرف أن محمد فى طريقه إلى جنة الله وبالتالي فإن تعطيل مسيرته قد يؤخره فيغير شهادته أمام المولى عز وجل.. قد يقول إنه انتحر وبالتالى يحرم من الفوز بنصيب الشهيد.
كاد الجثمان يسقط من نعشه لولا مثابرة وصبر وصمود حامليه وظل هذا الصراع بين الاثنين .. أهل الشهيد لا يرغبون إلا حلما وحيدا أن يواري الثرى شهيدهم عابرا دنيا الزيف إلى ملكوت الحق والحقيقة، في حين كانت جماعة الإخوان غير المسلمين ترغب في غير ذلك.. جاهدوا.. ناضلوا.. بذلوا الغالى والثمين من أجل تعطيل مسيرته التي كللتها رصاصاتهم بثوب الشهيد.
والمثير أن منتقبة هي من بدأت الحرب ضد الجثمان الساكن في نعشه.. أعقبها رجال شداد، غلاظ، قساة لا يخشون فى الضلال لومة لائم..
وبفضل جهود المخلصين نجح أهل الشهيد فى اختطاف جثمانه لتوصيله إلى حيث أمر الله لا إلى حيث يريد المرشد والرئيس الشرعى ورفاقهم القابعون خلف أسوار الوحشة داخل أنفسهم!!