قطع الطريق أسلوب قوم لوط
عجبت كل العجب، كيف يستبيح بعض شباب مصر قطع الطرق، والأعجب أنهم يزعمون أنهم يفعلون ذلك باسم الإسلام، والأكثر عجبا أن منهم طلابا ينتسبون إلى جامعة الأزهر، وفيهم من يحفظ القرآن الذي نسب قطع الطرق إلى قوم لوط الذين أتوا بفاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين؟
وورد في الكتب المقدسة ذكر الفاحشة التي اتصف بها قوم لوط ــ من سدوم وعمورة ــ وجاء في التوراة والإنجيل أن لوطا كان رجلا بارا نجاه الرب وأمطر القرية بالنار والكبريت وكانت خطيئة سدوم وعمورة هي الفاحشة التي كانت بين الرجال ـ الكتاب المقدس: سفر التكوين.
ولو رجع قُطّـاع الطرق ــ ومنهم من ينتسب إلى جامعة الأزهر ــ إلى سورة العنكبوت لوجدوا ما يؤكد أن قطع الطرق وترويع المارة وإيذاءهم أسلوب قوم لوط من الشواذ الذين كانوا أول من أتوا هذه الفاحشة من العالمين، وكانوا يقطعون السبيل، وهو ما جاء ذكره صراحة في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: «وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ» سورة العنكبوت.
وتصف آيات القرآن دمار هؤلاء القوم في سورة الحجر: «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِيْنَ ـ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيْلٍ ـ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِيْن».
ولن يقبل هؤلاء الضالون بأن يتصفوا بما اتصف به قوم لوط، ولن يرضاها لهم آباؤهم وأمهاتهم ولا أحد من أهليهم وعشيرتهم وأساتذتهم في جامعة الأزهر ما داموا يعلمون أن قوم لوط أتوا بفاحشة لم يسبقهم بها أحد من العالمين، وكانوا يقطعون الطرق ويعتدون على عابري السبيل وعلى كل من يحاول إعادتهم إلى صوابهم، فحق عليهم القول وأُمطروا بحجارة من سجين. أما إذا أصروا على القيام بما كان يقوم به قوم لوط الذين كانوا يقطعون السبيل فليعلموا أن موعدهم الصبح: «قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَاسْرِ بِأَهْلِكَ بِقطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَك إِنَّه مُصِيبُها مَا أَصَابَهُم إِنَّ مَوْعِدَهم الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ» ـ سورة هود.
حقا إن الصبح لقريب ..