رئيس التحرير
عصام كامل

سقوط المشروع الإسرائيلي


نهاية أغسطس 2006 في أعقاب العدوان الإسرائيلي على لبنان نقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن اليهودي (مارتن إنديك) سفير أمريكا السابق في إسرائيل، مؤسس معهد سياسات الشرق الأدنى دعوته لتأسيس تحالف (إسرائيلي سني) لمواجهة سوريا وإيران وحزب الله.


تضمنت دعوة إنديك لتشكيل هكذا تحالف، وضع أول المهام التي سيضطلع بها وهي إسقاط النظام الحاكم في سوريا ومن ثم فك التحالف بينه وبين إيران لتأمين إسرائيل وهي رغبة يلتقي حولها الإخوان وغير الإخوان!!

برزت ملامح هذا التحالف أثناء تلك الحرب متجسدة في مواقف بعض الدول العربية المعادية لحزب الله والتي اعتبرت أن ما قام به الحزب من أسر جنديين صهيونيين (مغامرة غير محسوبة على الحزب أن يتحمل مسئوليتها بمفرده).

في العالم العربي يطلق الساسة تصريحاتهم دون أن يكون لها ارتباط لا بالواقع ولا بالمستقبل، أما في الغرب فلابد من الانتباه ليس فقط لتصريحات الساسة بل لتصريحات صانعي السياسات ومن ضمنها بالقطع سياسات السيد إنديك التي ترسم من خلالها الخطط وتدار المؤامرات.

منذ ذلك الحين والعمل على صناعة وتشغيل هذا المحور يجرى على قدم وساق واستبدال الأقل تطرفًا في هذا التوجه من أمثال المخلوع حسني بالأكثر تطرفًا من أمثال المعزول مرسي، ناهيك عن جمع الأطراف المشتاقة لركوب هذه الموجة بدءًا من تركيا ومرورًا بقطر ووصولًا إلى النظام السعودي رغم اختلافه مع الإخوان.

الآن وقعت الواقعة وانهار ضلع أساسي من أضلاع المحور في توقيت أقل ما يوصف به بالتوقيت القاتل في أعقاب هزيمة القصير وبينما كان مرسي يتوعد حزب الله بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يقم بسحب قواته من سوريا، إذا بالتحالف المعادي لسوريا يتكسر كقصعة فخار حطها السيل من علٍ.

لم تقتصر الكارثة على انفراط عقد المحور، بل لقد تمادت الصراعات بين أعضائه وظهر ما كان مخبوءًا أو ما جرت تخبئته من خلافات على الأولويات والمصالح بين الإخوة الأعداء الذين لم يجمعهم سوى الرغبة في إسقاط النظام السوري واستبعاد إيران من أي تسوية قادمة لترتيب أوضاع المنطقة.

لم يكن دفع الإخوان لاستلام السلطة في مصر خطة أمريكية بل خطة إسرائيلية وافق عليها العرب فباركتها واشنطن ورعتها ووفرت لها أدوات التنفيذ قبل أن يختلف الإخوة الأعداء فيما بينهم لتقرر أمريكا أن تتدبر أمرها وأن تبحث عن مصالحها بعيدًا عن الإخوة كرامازوف.
الجريدة الرسمية