رئيس التحرير
عصام كامل

عن الأعور.. الذى يتربص بالسيسى!


عندما نقول يتربص، فلا نعني - طبعا - من ينتقد الفريق السيسي لسبب موضوعي ما فهذا حقه.. ولا نقصد من يرفض ترشحه للرئاسة لسبب موضوعي ما لأن هذا أيضا حقه.. وإنما نقصد من لا هم لهم إلا تصيد أخبار للرجل يرون أنها قد تسىء له .. ويستهدفون منها ومن ورائها تشويهه والتأثير علي شعبيته الكبيرة.. وفي الأخير تشبع عندهم ظلاما وسوادا داخليا وحقدا دفينا لا يرونه ولا يلمحونه ولا يشعرون به..


وهؤلاء عملهم الوحيد الآن البحث هنا أو هناك عن مقال لكاتب يجيد المبالغة أو حتي يجيد المبالغة الرخيصة.. أو عن قصيدة لشاعر قد يكون موهوبا إلا أنه يلقي موهبته في طريق أكذب الحديث.. وهؤلاء يتبعهم الغاوون ويتتبعهم طبعا المتربصون الراغبون في تحويل القصيدة إلي مناحة كبري تستهدف السيسي أولا وأخيرا..

وهؤلاء لا يرون قرار السيسي في إعفاء الغارمات من السجينات من ديوهن حتي تم الإفراج عنهن وعودتهن لبيوتهن وأبنائهن.. وطبعا سيقولون قولهم المشهور: "وهو كان بيدفع لهم من جيبه.. إنها أموال القوات المسلحة"! لكنهم أيضا لا يرون قرار السيسي وهو قائد الجيش في إغاثة الملهوفين الباحثين عن الأمن هنا أو هناك ولا الغارقين من مياه المصارف المنهارة في الصف أو في غيرها ولا قراره بصرف مئات الألوف من خزين البيوت ليعفي أسرا كاملة من مذلة السؤال..

لأنهم سيرددون القول نفسه.. وهو "أن السيسي لا يعطيهم من جيبه وإنما هي أموال الجيش".. لكنهم لا يرون قرار السيسي بعلاج الكاتب الكبير صبري موسي الصحفي والسيناريست العظيم مؤلف عددا من أهم أفلام السينما المصرية منها "البوسطجي" و"الشيماء" ولا الكاتب الكبير سعد هجرس أحد شرفاء وحكماء الصحافة المصرية.. بل سيرددون القول نفسه.. "لم يعالجهم من جيبه ولا أمواله إنما من أموال القوات المسلحة".. هم أصلا لا يرون في انحياز السيسي للشعب في 30 يونيو عملا بطوليا وإنما يرونه عملا وظيفيا قام به الرجل وفقا لشروط وظيفته كقائد للجيش!

ولهؤلاء عندي أسئلة بسيطة: منذ متي كانت الحقوق في مصر تعود إلي أصحابها ويتصرف المسئولون في بلادنا بها التصرف الرشيد؟ والأهم: ما شأن السيسي أصلا بكل من ينافقه أو يجامله أو يغيظ بالمبالغة في مدحه خصومه؟ وما ذنب السيسي بمن أصابه التطرف في حبه واحترامه وتأييده والرغبة في دعمه مرشحا رئاسيا ؟ وكيف تتركون فعله وصنيعه وتحاكمونه علي فعل وصنيع غيره ؟

ستقولون طبعا إن عليه أن يتدخل لوقف من يمدحه.. ونقول: وهل تدخل أصلا لوقف من يسبه ويهاجمه ؟؟!! وهل تدخل غيره في وقف ومنع من يمدحهم ؟! ومن أدراكم أصلا أن هناك نفرا مدفوعين الآن للإساءة إلي السيسي بمدحه والمبالغة في المدح إلي حد الشطط ثم توظيف المديح ضده ؟ مالكم كيف تحكمون ؟!

إنها عين الأعور التي تري بعين واحدة.. تري نصف الحقيقة.. تري ما تود أن تراه.. وتغمض العين الأخري عن باقي الصورة.. لأنها لا تريد أن تراها.. تماما كما سيغضب البعض منا ممن لا ينطبق عليهم مقالنا بل وحددنا من نقصدهم في السطور الأولي من المقال وسيتهموننا بأننا نستهدفهم وننافق السيسي!

سيحدث ذلك ليس فقط لضعف ذاكرتهم والتي تناست عند سطور المقال الأخيرة.. سطوره الأولي.. وإنما أيضا لأن علي رءوسهم بطحات وبطحات !
الجريدة الرسمية