رئيس التحرير
عصام كامل

«الفشل شعار مفاوضات سد النهضة».. محادثات اللجنة الثلاثية تنتهي سريعًا.. دبلوماسي مصري: أصابنا الذهول من التعنت الإثيوبي.. أديس أبابا تتحدى وتحشد لاستكمال بنائه.. الضغط الدولي ورقة مصر الرابح

 سد النهضة
سد النهضة

ذكر موقع "إثيوبيا فورم" الإخباري، أن المحادثات بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء سد النهضة "فشلت"، ولم يتوصل الطرفان لاتفاق في الدورة الأولى التفاوضية، مشيرًا إلى اندلاع المنازعات والخلافات بين البلدين من جديد. 


ورأى الموقع أن المحادثات انتهت سريعا بسبب المذكرة المقدمة من الجانب المصري، والتي أعادت أزمة عدم الثقة بين البلدين مرة أخرى وتحولت المخاوف بأن الآخر يرغب بالاستيلاء على مياه النيل.

وأشار الموقع إلى اجتماع الوزراء المصريين والاثيوبين والسودانيين لموارد المياه في العاصمة السودانية الخرطوم، يوم الأحد 4 نوفمبر، لبدء الجولة الأولى من المفاوضات حول بناء سد النهضة، وكذلك للتشاور على الآليات اللازمة لإنجاز ذلك وكيفية تنفيذ توصيات اللجنة الدولية من الخبراء الفنيين الذين انتهوا من عملهم منذ 27 مايو بعد دراسة آثار السد على الأمن المائي لمصر والسودان.

بدأت الاجتماعات بجلسة افتتاحية، وتحدث وزراء الموارد المائية من جميع البلدان الثلاثة عن الروح السائدة من التعاون والاطمئنان، وكذلك مبدأ حسن النية المتبادل والرغبة في منع وقوع ضرر للآخرين، وأكد وزير الري المصري، في خطاب، أن مصر لن تقف ضد التنمية في دول حوض النيل، طالما أنها لا تؤثر سلبا عليها، ورد الوزير الإثيوبي أن بلاده لن تسبب ضررا لأي من دول المصب، وهذا يعني مصر والسودان.

وأشار الموقع إلى أن المواقف تغيرت بسرعة مرة واحدة، وبدأت الجلسات المغلقة ومن هنا ظهرت الخلافات، ونتيجة لذلك، تم تعليق الاجتماعات وتم تحديد موعد جديد للمفاوضات لـ8 ديسمبر.

وقال مصدر دبلوماسي مصري من المشاركين في الاجتماعات: "لقد أصابنا الذهول من طرق إثيوبيا ومحاولاتها فرض جدول أعمالها علينا خلال الاجتماعات، وعدم اعترافها بتوصيات اللجنة الدولية المتعلقة بالسد".

وأوضح الموقع أن مصر ترى أنه من الضروري أن تعترف إثيوبيا بأن هناك مشاكل مرتبطة بالسد، والتي سيكون لها آثار سلبية على مصر، ويجب أن يضع شرطًا واضحا وتتعهد إثيوبيا بالالتزام وعدم الالتفاف عليه وكان هذا سبب إصرار مصر لوجود خبراء دوليين للتحقق من صحة موقف مصر أمام المجتمع الدولي على الرغم من اعتراض إثيوبيا.

وأضاف الموقع أن المخاوف المصرية تقتصر على المواصفات التقنية لبناء السد وحجم الهيكل والقدرة على الاحتفاظ بالخزان المرتبط به والتي قد تؤثر سلبا على تدفق المياه إلى مصر وخفض معدل إنتاج الكهرباء في السد العالي، وعلاوة على ذلك إثيوبيا لم تقدم دراسات كافية لسلامة السد وتأثيره على البيئة والوضع الاجتماعي.

وواصل الموقع الإثيوبية تقريره قائلا: "فوجئ الوفد المصري برفض إثيوبيا للمقترحات المصرية خلال الاجتماع مما أدى لرفضه دعم بناء السد دون إثبات حسن النوايا من الجانب الإثيوبي.. عندئذ قال وزير المياه والطاقة الإثيوبي إن قرار بناء السد صار أمرا مؤكدًا سواء من جانب الحكومة أو الشعب الإثيوبي، نحن في اتفاق كامل مع السودان حول جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء بناء السد وبالتأكيد ستأتي مصر وتتفهم موقفنا".

وشدد على أن "الخلافات التي تجري حاليا ليس لاختلاف الرأي ذلك لأننا أكدنا مرارا عدم نيتنا إيذاء أي بلد، وهناك صعوبات في التمويل ولكنها لن تعيق جهودنا، ويتم الآن حشد الشعب الإثيوبي لصالح بناء السد، لقد أصبحت إثيوبيا الآن واحدة من الدول الأسرع نموا في العالم".

ولفت الموقع إلى أن القاهرة تدرس حاليا اتخاذ عدد من الخطوات السريعة قبل الدورة الثانية من المفاوضات المقرر عقدها في 8 ديسمبر، مشيرًا إلى أن خيارات القاهرة الآن تدور حول الحفاظ على الضغط الدولي لمنع التمويل الأجنبي للمشروع لإبطاء بنائه حتى يمكن التوصل لاتفاق مع الإثيوبيين، وأقنعت مصر اللجنة الدولية أن بناء السد سيكون له تأثير سلبي إذا تم بناؤه وفقا للمخطط الحالي.
الجريدة الرسمية