رئيس التحرير
عصام كامل

عنان.. وموقعة الصورة


على طريقة "صورنى وأنا مش واخد بالى"، عاد الفريق سامى عنان للظهور مرة أخرى على الساحة السياسية، من خلال صورته وهو يجلس في إحدى الحدائق، مثل عامة الشعب، ويجلس على أريكة فخمة، مثل عامة الشعب، في بهو أحد القصور، مثل تلك التي يملكها أي شاب من عامة الشعب في بداية حياته، وقد انتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعى كانتشار النار في الهشيم، وذلك تمهيدًا للحملة التي سيطلقها الفريق سامى عنان كمرشح رئاسى لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2014، هذا إذا حدثت انتخابات أصلًا.


دعونا نتحدث في البداية عن الصورة، فهى تحمل معانى كثيرة، فيها من البساطة والتواضع ما يجعل سامى عنان رئيسًا للجمهورية من الآن، الرجل بسيط في كل شيء، ملابسه بسيطة، المكان الذي يجلس فيه بسيط، نظارته التي ينظر من خلالها للجورنال بسيطة، بغض النظر عن أنك تشعر من نظرة عينيه أنه يقرأ "خبر معفن"، حتى نظرته التى قد يظن البعض أنها متعالية، لأنه يضع النظارة على أسفل أرنبة أنفه، وينظر من فوقها، وهذه الحركة في كتاب علم النفس، باب مرشحي الرئاسة، تدل على التعالى، لكنها بالرغم من ذلك حركة أراها تلقائية وطبيعية، ليس لأنه رجل عجوز، بالعكس فهو كله شباب وحيوية، ولكن لأنه رجل تلقائى وبسيط، ودائمًا ما يذكرنى بالمرشح الكبير السيد "واحد مننا".

وقد شعرت من الوهلة الأولى من الصورة أن الفريق سامى عنان "مكلف"، بمعنى أنه لم يبخل على حملته بشيء، والدليل على ذلك هو أنه التقط هذه الصورة بنفس المصور الذي التقط صور الحملة الانتخابية للفريق شفيق، والذي وصل للنهائيات مع محمد مرسي وخسر بهدف قاتل في الوقت الإضافى، والدليل على ذلك هو أن الفرق الوحيد بين صورة الفريق شفيق والفريق عنان ساعة اليد، فلو كان الفريق عنان قد ارتدى ساعة اليد التي ارتداها شفيق لما كنت تستطيع التفريق بين الصورتين، ولربما كان سيخرج علينا الفريق عنان بعدها ليعلن أنه "قتل واتقتل" هو الأخر.

الرجل بالرغم من كل ذلك لم يعجب العديد من شباب الـ"فيس بوك الوحشين"، فقاموا باستخدام الألاعيب الشيطانية الماسونية المدعوة بالفوتوشوب للسخرية منه، وقاموا بقص صورته ووضعها في أماكن غريبة، فمرة يضعون صورته مكان أحد عازفى فرقة أم كلثوم في أحد حفلاتها، ومرة يضعونه أمام محل حلاويات، ومرة يضعون صورته على الجنيه، وقتها تذكرت محمد سعد في فيلم "اللى بالى بالك" وهو يقول "كان صقر، له في الجبال علامات، ده كان فاضله يومين وصورته تنزل على الجنيه"، وتنوعت صور الفريق عنان في أماكن ومواقع مختلفة، لدرجة أنى تخيلت للحظات أنه قد يتفوق على أبو إسماعيل الذي أذهل كل سكان مصر بحملة بوسترات لا نهاية لها، وفى الآخر اتحبس.

أرى أن هناك حربا مدبرة ومتعمدة ضد الفريق عنان من جانب شباب الثورة الذين تم سحلهم في مناسبات مختلفة وقت أن كان الفريق أحد قادة المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد الثورة، وهناك من يحاول تحويل مسار حملته من مرشح على رئاسة مصر إلى مرشح على رئاسة مجلس إدارة مجلة ميكى، ولكنى أؤكد أن الفريق عنان سيفوز بالرئاسة، وسيتحول بعدها من فريق إلى منتخب.. وبكرة تشوفوا مصر.
الجريدة الرسمية