رئيس التحرير
عصام كامل

«روسيا تستعيد ذكريات الحقبة الناصرية».. وزيرا الدفاع والخارجية الروسيين يزوران القاهرة.. موسكو تدعم السيسي بقوة رفضًا للإخوان.. الكرملين يحشد مؤيدين قبل مؤتمر «جنيف».. صفقة عسكرية

وزير الدفاع الروسي
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو

اهتمت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية بزيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلى مصر، خلال الأيام القليلة المقبلة، معتبرة هذه الزيارة تحولًا كبيرًا في العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، ما يشير إلى تغيير واضح في طبيعة العلاقات بالمنطقة.

ورأت الصحيفة أن زيارة الوزيرين الروسيين للقاهرة تعد علامة لمزيد من التقارب بين البلدين في ظل سعي الحكومة المصرية المؤقتة المدعومة من الجيش للبحث عن حلفاء جدد وتقليل الاعتماد على واشنطن.

وقال سيرجي سويجر المتحدث باسم الخارجية الروسية إن "وزير الدفاع سيناقش القضايا العسكرية والتعاون الفني بين البلدين".

وأوضحت الصحيفة أن زيارة وزير الدفاع الروسي لمصر تأتي في إطار الاتفاق على بيع أسلحة روسية لمصر بعد توتر العلاقات مع واشنطن، بعدما كانت الولايات المتحدة المانح الأول للآليات العسكرية لمصر لمدة أربعة عقود، إلا أنها توترت منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي يوم 3 يوليو الماضي.

وتطرقت الصحيفة إلى أن التوتر بين القاهرة وواشنطن تزايد في فترة الصيف وبلغ ذروته، عندما حجبت الولايات المتحدة جزءًا كبيرًا من المساعدات السنوية لمصر التي تقدر بـ1.3 مليار دولار. وقال نبيل فهمي وزير الخارجية إن مصر تسعى لإعادة ترتيب علاقاتها الخارجية. 

وذكر جورجي ميرسكي، الخبير في شئون الشرق الأوسط بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في الأكاديمية الروسية للعلوم "أن حكومتنا كانت دائمًا متخوفة جدًا من جماعة الإخوان، وشعرت أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي هو القادر على إعادة مصر لمكانتها باعتبارها الدولة العربية الرائدة وستساعد روسيا على استعادة نفوذها في المنطقة".

وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تجنبت وصف أحداث يوليو بالانقلاب العسكري ورغمًا من ذلك تلقت واشنطن انتقادات واسعة وتعرض الرئيس باراك أوباما لانتقادات بسبب علاقة إدارته بالإخوان".

بدوره، نفى بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعي مصر لتكون حليفًا لدولة مكان أخرى، ولكنها تعزز علاقاتها مع روسيا لتزويد صانعي القرار السياسي لبدائل من أجل تحقيق المصلحة الوطنية للبلاد.

وقال "عبد العاطي": "مصر كان لها علاقات تاريخية قوية جدًا في الخمسينات والستينات في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقتلنا بالأسلحة الروسية في حرب أكتوبر لعام 1973 وهناك أرضية صلبة للعلاقات بين موسكو والقاهرة".

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مازال يتمتع بالاحترام والتبجيل إلى يومنا هذا وينظر إليه كبطل قومي ونصير قضايا التحرر من الاستعمار لتحديه الغرب، وهناك العديد من المصريين ينظرون للسيسي بأنه يذكر الشعب المصري بأيام عبد الناصر".

واختتم "ميرسكي"، قائلا: "الحكومة الروسية ترى أنه حان تذكير الشعب المصري بالأيام المجيدة في عهد جمال عبد الناصر ونأمل أن يكون السيسي عبد الناصر جديد".

وأكد مراقبون في موسكو أن روسيا حريصة على حشد الدعم في المنطقة لضمان أن المؤتمر الثاني لجنيف ينهي الصراع بسوريا.

الجريدة الرسمية