رئيس التحرير
عصام كامل

على مذبح الشورى.. ما أبغضك أيتها "الهمبكة"!


انتهت قصة مجلس الشوري.. ألغوه ليريحوا وليستريحوا.. إلغاء مجلس الشوري الأمر الوحيد في العالم الذي يتفق عليه أيمن نور مع محمود سعد مع يوسف الحسيني مع أحمد دومة مع ياسر برهامي مع جناب الكوماندا المهم شادي الغزالي حرب.. ولو لم يحقق الإلغاء إلا ذلك لكفي..


وإن سألتهم: لماذا تريدون إلغاءه؟ قالوا.. لأنه المجلس الذي كان يستخدمه مبارك ليوزع مقاعده علي المحاسيب والأتباع.. فإن سألتهم: وماذا كان مبارك يفعل بمجلس الشعب إذن؟ هل كان يفعل به إلا ذلك ؟ هل كانت انتخاباته نزيهة "أوي" يعني؟ لن ينطقون..!

وإذا سألتهم: ولماذا تريدون إلغاءه أيضا؟ سيقولون: لأنه لا صلاحيات له.. فإذا سألتهم: ولماذا تضع لجنة الخمسين دستورا جديدا إذن؟ هل يشكو من عدم وجود صلاحيات محددة من يضع بنفسه الآن صلاحيات كل شىء في مصر؟؟ هل هذا معقول ؟ لكن إذا سألتهم: لماذا تريدون إلغاءه ثالثا ؟ سيقولون لأنه يكلف الدولة ميزانية كبيرة! فإذا سألتهم: وماذا عن المجالس العليا كلها ؟ ماذا عن مجالس الصحافة والثقافة والشرطة والقضاء والآثار وكلها لا تفعل شيئا بل ولم تكن موجودة حتي أنشأها السادات؟ هل تعرفون أن ميزانية مجلس واحد منها يزيد على الشورى أو يقترب منه؟ وكلها إنفاق في إنفاق في إنفاق ولم يقترب منها واحد؟ !!

وهكذا.. إن سألتهم ألف سؤال ستجد ألف رأي عليها مليون إجابة.. وستكتشف أنهم يخططون للمستقبل بكل تفاصيل أمراض الماضي.. لا يقيسون الأشياء علي بعضها ولا يناقشونها قياسا للأفضل وإنما للأسوأ.. وستختفي شخصيات وكوادر وخبرات وتخصصات نادرة أسس مجلس الشوري أصلا - أصلا - من أجلها.. لأنها سسترفض المزاحمة علي مجلس تحسم العضوية به الأموال والنفوذ القبلي وأحيانا العنف والدم.. وسيتصارع الناس في بلادنا علي عدد محدود من المقاعد أقل بكثير من المقاعد التي ينبغي أن تكون لـ90 مليونا من البشر.. وستقل مساحة التمثيل الاجتماعي بما سيزيد من حدة الصراع العائلي علي مجلس الحصانة الوحيد..!

كانت النكتة تقول إن طابورا طويلا تجمع خلف شخص وقف صدفة بجانب محل مغلق ليستريح من بوادر أزمة طارئة.. فاكتشف بعد أن استراح أن طابورا طويلا وقف خلفه معتقدا أنه يقف لينتظر سلعا مدعمة أمام المحل..!

وبعضنا هتف ضد الشوري لسوء استغلاله أيام مبارك.. وامتد الهتاف دون إدراك الفارق الكبير ليعصف بمجلس الحكماء عند تأسيس دولة المستقبل.. وما أحوجنا إلي الحكماء فيها!
ما أبغضك أيتها "الهمبكة"!!!!!
الجريدة الرسمية