رئيس التحرير
عصام كامل

المسيح.. وأنا (2)


شرفتني تعليقات قرائي الأعزاء الذين استوقفهم مقالي المسيح وأنا، وإذ أعتز بهذه الثقة الغالية وكلماتكم الرقيقة، أجدد عهدي معكم بألا يضيع من عمر قارئي دقائق دون أي فائدة أتشرف بإضافتها لمعرفته.


لكني تلقيت تعليقًا وجب الرد عليه احتراما لإحدى القارئات، حيث أرسلت تعليقا تضمن سؤال نصه "يا عزيزي المسيحيون لا يحتاجون لمن يتحيز لهم على حساب أحد المطلوب هو الحق وقد صار عزيزا، سيادتك ترى أن المسيحية شرف تتمنى أن تدعيه لماذا تحتاج إلى ادعاء أي شيء لترضي ضميرك ؟ المسيحية يا صديقي عقيدة وليست صفة وراثية أو وظيفة، فإن كانت لك هذه العقيدة فهي لك وإن لم تكن لك وأنت متسامح مع أهلها فأنت إنسان متسامح ورفيع الخلق ولكن ليس الجميع هكذا، التسامح ليس في توحيد العقائد والمعتقدات وخلط الأوراق والقيم بل التسامح هو أن تتعايش مع الآخرين في سلام ومودة رغم اختلاف العقيدة، وفقك الله وإيانا للخير والحق والسلام".

سيدتي آسف أن أقول إنكي قرأتي المقال من زاوية مبنية على وجهة نظر مسبقة أغفلت ما أؤمن به وأردت مشاركتم فيه وردا على التعليق في الجزء الأول كنت واضحا وكتبت ما نصه "أنني أنحاز فقط للحق وللإنسان وللإنسانية"، وهذا ليس بالقول فقط ولكن بالفعل أيضا إحقاقا للحق ويعلم الله وحده كم كلفني هذا الأمر ابتغاءً لطريق الحق فقط الذي لن يصير عزيزا طالما هناك من يطالب ويدافع عنه.

بالجزء الثاني كتبت مفهومي للدين يعتمد على العلاقة مع الله وليس فقط طقوس للعبادة، وهذا هو ما يميز المسيحية لأنها تعتمد على توطيد العلاقة مع الله للانتصار على طبيعتنا الخاطئة، فكل الأديان تزود الإنسان بما يجب أن يفعله أو لا يفعله للتقرب من الله عكس المسيحية طريق الله.

موضوع الادعاء أوضح أن المسيحية ليست أي شىء كما كتبتي، لأنه في عقيدتي إن لم تنعكس علاقتنا مع الله على علاقتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض فهذا ادعاء باعتناق دين ولن نصل لراحة الضمير طالما أضمرنا عكس ما نقول أو ندعي أننا نعتنق مبادئه السامية.

العقيدة التي أؤمن بها ليست صفة وراثية أو وظيفة كما تفضلتي، فعقيدتي تقوم على الإيمان بالله الواحد المتفرد بخصائصه الوجود بالذات والنطق بالكلمة والحياة بالروح وبالإنجيل "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله* هذا كان في البدء عند الله".

بالجزء الأخير أنا لم أوحد معتقدًا أو أخلط أوراقًا، فالدين واحد واعتراف البعض أو إنكاره لبعض العقائد لن ينفي وجودها فلا تلوميني على البحث نحو عقيدة تريحني نفسيا دون التعرض للآخرين بإهانة أو تجريح شخصي، فالمسيحية ليست فقط دينا ولكنها طريق ممهد إلى الله.

سيدتي كلنا نبحث عن طريق رضاء الله وغفرانه ودخول سمائه، وهنا لا أجد غير مقولة الأب متى المسكين كل خليقة في المسيح وكل إنسان بسيط قلبه برىء زى الأطفال هيدخل السماء من المشارق والمغارب هايتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب فى ملكوت السموات عندما سئل مين اللى هتكون من نصيبه السماء؟.

عزيزتي أنا بشر لي أخطائي وأحاول التمسك بإنسانيتي وجعلها تنعكس على تصرفاتي فلا تلوميني بوجهة نظر مسبقة على محاولة توضيح ما أؤمن به فعقيدتي تفترض الخير في البشر.

فرسالة السماء في جوهرها ثورات إنسانية لسعادة الإنسان ودائما ربنا موجود وبالإنجيل "نحن لا ندري ماذا نفعل ولكن نحوك أعيننا" فلنجعل أعيننا وضمائرنا نحو الله.
وفقكي الله وإيانا للخير والحق والسلام آمين.
الجريدة الرسمية