رئيس التحرير
عصام كامل

الهم والغم والاكتئاب


كأن الهم والغم والضغط والاكتئاب الذى أصاب المصريين لم يعد يكفى حتى تخرج علينا صحافة الحزب الوطنى سابقًا والتى أصبحت الآن صحافة الإخوان والسلفيين بتصريح للدكتور ماجد عثمان عن أحدث استطلاع رأى أجراه المركز المصرى لبحوث الرأى العام «بصيرة» حول أداء الرئيس والحكومة فى نهاية الشهر السادس من حكمهم.

استطلاع الرأى هذا رأى أن 36٪ من المصريين راضون عن أداء الرئيس وأن هذه النسبة رغم ارتفاعها لا تزال أقل من النسبة التى تم رصدها فى نهاية المئة يوم الأولى حيث كانت 87٪. ناقص يقول الاستطلاع إن أداء الرئيس فى الأسبوع الأول لتوليه كان 99٪، وهى النسبة التى اعتاد عليها المصريون فى العقود السالفة.
نفسى أعرف مَن هم الذين شملتهم العينة التى تم استطلاع رأيها؟ هل هم القوى الليبرالية والأحزاب السياسية وشباب الثورة ومَن صوتوا بـ"لا" لمشروع الدستور وامتنعوا عن التصويت فى انتخابات مجلس الشورى؟
هل هم خبراء المال والاقتصاد الذين أعلنوا تراجع الاحتياطى النقدى إلى حد الخطر، وما استتبع ذلك من مد أيدينا إلى اللى يسوى واللى مايسواش؟
هل هم أهالى النوبة وأهالى سيناء الذين وعدهم السيد الرئيس فى أثناء حملته الانتخابية بإخراجهم من لعنة التهميش ولعنة فرق الموت التى لم نعرف لها أصلًا من فصل حتى الآن؟
هل هم الـ51 مليون مصرى الذين يعملون فى قطاع السياحة وخدمات المساعدة والتى ضاعت بين الانفلات الأمنى وتصريحات القوى الإسلامية والسلفية حول الحرام والحلال؟
هل هم الطبقة الكادحة وسكان العشوائيات الذين يلتحفون السماء ويرتوون من مياه المجارى ويحلمون بيوم يستطعيون فيه شراء أرجل الدجاج أو قطعة من العظام يطهون عليها طعامهم؟
هل هم القضاة والهيئة القضائية التى تم الاعتداء والتغوّل عليها وما حدث من محاصرة المحكمة الدستورية، أم هم الصحفيون والإعلاميون الذين كُبّلت أياديهم مرة عن طريق الدستور وأخرى عن طريق حازم وعصابته؟
ما الذى قدَّمته السلطة وما الذى قدَّمه حزب الحرية والعدالة وما الذى قدَّمه الرئيس ورئيس الحكومة، سوى حوادث قطارات وانهيار عمارات وتقسيم شعب مصر إلى إخوان وكفرة.
حتى استطلاعات الرأى أصحبت تفصيلًا على مقاس الإخوان وتوابعهم من السلفيين والجماعات المسماة بالإسلامية.

الجريدة الرسمية