رئيس التحرير
عصام كامل

خبير آثار: إدراج سانت كاترين وأبو مينا على قائمة الإيسيسكو يؤكد قيم التسامح

الدكتور عبد الرحيم
الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري أن موافقة لجنة التراث بالمنظمة الإسلامية للتراث والثقافة "الإيسيسكو" على إدراج موقعي دير أبو مينا بالإسكندرية ودير سانت كاترين بسيناء على قوائم التراث للإيسيسكو، هو انتصار وتأكيد على قيم التسامح بين الأديان.


وأشار ريحان إلى أن هناك طريقين مشهورين للرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء؛ الأول شرقي وآخر غربي، والطريق الشرقي هو للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل موسى ويبدأ من القدس إلى "أيلة" (العقبة حاليا) إلى النقب ثم عدة أودية إلى عين حضرة ثم وادي حجاج وبه تلال من حجر رملي بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية حتى سفح جبل موسى.

أضاف أن طول هذا الطريق 200 كم من أيلة إلى الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حاليا)، أما الطريق الغربي فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل موسى، حيث يبدأ من القدس ثم عسقلان ثم غزة ثم رافيا (رفح) ثم رينوكورورا (العريش) حتى يصل إلى بيلوزيوم (الفرما) ثم سرابيوم (الإسماعيلية) إلى القلزم (السويس) إلى عيون موسى وعدة أودية إلى وادي فيران ومنه إلى جبل موسى وطول هذا الطريق من القدس إلى جبل موسى 375 كم.

وأوضح ريحان أن دير سانت كاترين مسجل كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطي الخاص بطائفة الروم الأرثوذكس عام 1993، كما أنه مسجل ضمن قائمة التراث العالمي (يونسكو) عام 2002، وهو من أهم الأديرة على مستوى العالم وأشهرها، حيث أخذ شهرته من موقعه الفريد في البقعة الطاهرة التي تجسدت فيها روح التسامح والتلاقي بين الأديان.

وأشار إلى أن هذا الدير بني على يد الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة وبها شجرة العليقة المقدسة حتى الآن.

وقال إن الدير يحتوي على منشآت مختلفة منها الكنيسة الرئيسية (كنيسة التجلي) التي تحوي داخلها كنيسة العليقة الملتهبة وتسع كنائس جانبية صغيرة، كما يشمل عشر كنائس فرعية وقلايا للرهبان وحجرة الطعام الأثرية ومعصرة زيتون ومنطقة خدمات ومعرض جماجم والجامع الفاطمي، بالإضافة إلى مكتبة تحوي ستة آلاف مخطوط منها 600 مخطوط والعهدة النبوية وعهود الأمان من الخلفاء المسلمين.

وبالنسبة لدير أبو مينا، أشار الدكتور ريحان إلى أنه مسجل بالقرار رقم 698 لسنة 1956، ومسجل كتراث عالمي باليونيسكو عام 1979، ويرجع تاريخ إنشائه إلى أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي ويبعد 75 كم غرب الإسكندرية.

وأضاف أن الموقع اكتشف عام 1905 على يد العالم الألماني كاوفمان ثم حفائر المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية من 1925 إلى 1929، وحفائر المتحف القبطي بالقاهرة 1951 – 1952، ومنذ عام 1961 بدأ المعهد الألماني للآثار بالقاهرة في حفائر مستمرة برئاسة الدكتور بيتر جروسمان الذي قام بحفائر بوادي فيران بجنوب سيناء وكشف عن مدينة بيزنطية متكاملة.

وأوضح أن التنقيبات بموقع أبو مينا أسفرت منذ عام 1905 عن كشف مدينة كاملة كان يطلق عليها "المدينة الرخامية" لكثرة الرخام بها، بالإضافة لمجموعة من الكنائس والمنازل والحمامات، ويعتبر دير "أبو مينا" مركز تجمع المسيحيين لانطلاقهم في رحلتهم المقدسة عبر سيناء إلى القدس، وكان يضم قرية سكنية ودور ضيافة ومجمع كنائس.
الجريدة الرسمية