رئيس التحرير
عصام كامل

«قتل عرفات.. جريمة القرن».. «الجارديان»: الرئيس الراحل مات مسمومًا بـ«البولونيوم».. شكوك زوجته تؤكدها نتائج تقرير سويسرى.. إسرائيل تنفى التورط فى الحادث.. «زهوة»

 ياسر عرفات
ياسر عرفات

اهتمت صحيفة "الجارديان البريطانية" باختبارات الطب الشرعي للعينات التي أخذت من رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والتي أظهرت تناوله مستويات عالية من سم "البولونيوم 210 المشع"، بما يؤكد أنه مات مسمومًا بمادة نادرة وفتاكة.


وأشارت "الجارديان" إلى نقل "عرفات" بعد أربعة أسابيع من ظهور المرض عليه إلى مستشفى فرنسي في عام 2004. وأوضحت الصحيفة أن الاختبارات التي جرت على جثة عرفات من قبل علماء سويسريين، استخرجوا رفاته في نوفمبر 2012، اكتشفوا وجود نسب عالية من سم "البولونيوم" في جسمه، ما يؤكد تناوله للسم أكثر من 18 مرة على الأقل وانتشاره في ضلوع عرفات والحوض.

ولقد تم تسليم تقرير الطب الشرعي السويسري لأرملة الرئيس الراحل سها عرفات، وتقديم التقرير، أيضًا، لممثلي السلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء، وحصلت قناة الجزيرة على نسخة.

وقال التقرير السويسري إنه مع الأخذ في الاعتبار مرور 8 سنوات على وفاة عرفات ونوعية العينات المأخوذة من شظايا العظام والأنسجة التي كشطت من جسده والكفن أكدت أن الوفاة كانت نتيجة التسمم بمادة "البولونيوم 210".

وهذا يؤكد توقعات سها عرفات بأن زوجها عرفات "75عامًا" مات مسمومًا بعد تناوله وجبة في عام 2004 بأربعة أسابيع، ووصفتها "الجزيرة" بأنها جريمة القرن.

وأكدت "سها عرفات" لصحيفة "الجارديان" أنها ستضغط للحصول على إجابات بشأن المسئول عن موت زوجها، لأنها صدمة بالنسبة لها متذكرة تراجع حالة الرئيس الفلسطيني الراحل بالمستشفى، مضيفة أنها تعرف جيدًا أن الموت مصير الجميع ولكن ليس الموت بهذا السم الرهيب.

بينما قالت "زهوة عرفات - 18 عامًا"، إن والدها تعرض لمؤامرة للتخلص منه ويجب أن يعرف جميع الفلسطينيين من فعل ذلك، قائلة: "لن نتوقف عن سعينا لمعرفة من قتل والدي.. نأمل أن تبحث السلطة الفلسطينية في كل جانب لأنه جريمة سياسية وعمل منفصل عن عملية السلام والمفاوضات فيجب إجراء تحقيق قضائي".

وذكر ديفيد باركلي - عالم في الطب الشرعي البريطاني: "التقرير يتضمن أدلة قوية فمستوى البولونيوم في جسد عرفات يصل إلى 18 ضعف المعدل الطبيعي.. هناك دليل دامغ  علي قتل عرفات ونريد أن نعرف من الذي قتله".

وقال إيجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن الحكومة الإسرائيلية ترفض النتائج، لأن الاختبارات السويسرية ليست أمرا قاطعا. وأضاف: "لا يوجد أي دليل على كيفية تناوله لجرعة السم، وقبل أي إجراء من قبل السلطة الفلسطينية.. يجب أن تجيب عن سؤال بشأن الكيفية التي وصل بها السم لعرفات".

وأكد إيجال أن "إسرائيل غير متورطة بأي شكل من الأشكال ولا يوجد دليل للفلسطينيين يمسكونه ضدنا، لأن هذا أمر غريب وغير معقول وسنرى جولة من تبادل الاتهامات، ولكن ليس هناك دليل ضد تل أبيب".

بينما نفى "دوف ويسجلاس" مساعد سابق لآرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، قائلا: "الاتهامات التي تشير إلى تورط إسرائيل لا أساس لها، لأن ليس لدينا مصلحة لقتله.. على حد علمي لم يكن أي من رئيس الوزراء وأجهزة الأمن الإسرائيلية ترغب في حدوث ذلك".

وأضاف "دوف" أنه بحلول عام 2004 لم تكن لدينا مصلحة بموت عرفات، لأنه تم تهميشه وسيطرته كانت قليلة في الحياة الفلسطينية لذلك لا يوجد أي منطق أو منطلق، لكي نتخلص منه فلا يوجد سبب لذلك.

وأوضح داني روبنشتاين، صحفي ومؤلف كتاب حول عرفات: "خلال الأسابيع والأشهر التي سبقت وفاة عرفات.. تحدث الناس في الدائرة الداخلية لشارون باستمرار حول كيفية التخلص من عرفات بطرده أو قتله أو قصف بيته وكانوا يبحثون عن وسيلة".

ورفض توفيق الطيراوي، رئيس اللجنة الفلسطينية للتحقيق في اغتيال عرفات، التعليق على نتائج موت عرفات بالسم ولكن حنان عشراوي وزيرة فلسطينية سابقة، أوضحت أن التقرير يؤكد شكوكهم حول موت عرفات.. قائلة: "نعلم من الذي قتل عرفات، ولكن الآن يجب أن نعرف كيف وبأي وسائل وصل السم لعرفات يجب أن تأخذ العدالة مجراها".

وأضافت الصحيفة أن عرفات مات في مستشفي فرنسي عسكري في 11 نوفمبر عام 2004 وكان قد نقل من مقر إقامته بالضفة الغربية بعد تدهور حالته الصحية على مدى أسابيع ابتداء من الغثيان والتقيؤ والألم الشديد في البطن والإسهال واستمراره أربع ساعات بعد تناوله العشاء في 12 أكتوبر.

وذكر الأطباء الفرنسيون أن عرفات توفى نتيجة سكتة دماغية حادة وكان يعاني من حالة تخثر الدم داخل الأوعية ولم يجر أي تشريح للجثة.
الجريدة الرسمية