اللهم أصلح ذات بيننا
اختلفنا وقت الاختيار واختلفنا بعد الاختيار وسنختلف إذا تكرر الاختيار.. وكأننا نقر أن اتفاقنا على أمر واحد هو مستحيل لم يكن ولن يكون.
إن تجربة الديمقراطيه التى عصفت بنا جميعا كانت أكبر مما كنا نتوقع.. حيث أصبح الجميع يتكلم فى السياسة ويختار الكلمات الكبيرة التى تعبر عن فهم عميق وتحليل إستراتيجى واضح.. إلا أن السياسة لم نجن منها إلا ما فرقنا.. والملاحظ دائما أن العالم بالأمور هو من يستمع كثيرا ويتكلم قليلا ومن لا يعرف فهو يتكلم كثيرا ولا يستمع إلا قليلا.
كان هذا سببا فى ما نحن نعانى منه الآن.. فالقاعدة الشعبية العريضة كلهم يريدون مصلحة مصر.. ولكن كل منهم يرى ذلك بطريقته.. وطالما ارتضينا بالديمقراطية علينا أن نرتضى بما فى صالح مصر كهدف أولى وأسمى.
الآن وبعد أن تركت لنا الديمقراطية شقاقا حتى داخل الأسرة الواحدة.. والتى زرعت بذور الشقاق بدلا من أن توطد أواصر المحبة.. والنتيجة هى العداوة بين الجسد الواحد الذى أولى به أن يتداعى له سائر أعضائه إن تداعى منه عضو.
لحظة نفكر هل هذه نتيجة اختبار الديمقراطية لنا! أم أن هذه نتيجة اختبارنا للديمقراطية التى نريدها أن تبقى على هوانا! والمفترض أن لن يتفق على الرأى الواحد جميعنا إنما لابد أن نبقى معا ونحبذ مصلحة مصر على سائر المصالح الأخرى.
أعرف أن الكلمات قد تؤثر وقد لا تؤثر.. إلا أن علينا أمانة نريد بها رضا رب العباد عندما تكون كلمة صادقة يراد بها صالح البلاد.. وهى أمانة القول بأن الاختلاف الذى يدفعنا إلى الكراهية لن نسمح له أن يتفشى فينا ولا نريده.. وإنما الاختلاف الذى يظهر لنا الصورة الحقيقية للأمور هو المطلوب وهو ما نسعى دائما لضمان وجوده.
يقول الله تعالى " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا " إلى كل من يتكلمون: انطقوا فقط بالحق وراعوا الله تعالى فى كل كلمة تهدى ولا تضل .. تدعو للخير وترفض الشر .. الآن علينا أن نتكلم فى المستقبل الذى يهمنا جميعا.. والذى سيحد من اختلافاتنا وكفانا النقاش فى الماضى.. فالحديث عن الماضى لن يزيدنا إلا بعدا وشقاقا ونفورا.