الفخ
لا تصدق أن المئات أو الآلاف من أنصار السجين محمد مرسي الذين يتظاهرون فى الشوارع والميادين، يتظاهرون من أجل عودته إلى الحكم مرة أخرى، وهم يعرفون قبل غيرهم أن هذا الرجل انتقل من سجل الرؤساء إلى سجل قطاع مصلحة السجون وارتدى البدلة، وأن أمامه سنوات طويلة حتى يخلعها.
هم يتظاهرون لغرض آخر تماما، ويعتصمون لتحقيق هدف مختلف ويجتمعون من أجل ملف آخر يريدون تحقيقه وهو استمرار حالة الاضطراب الموجودة فى الشارع، وشغل الأمن عن دوره الأساسي وأن يظل متأهبا للأعداد القليلة التى ترفع صور مرسي ويترك حماية الطرق والمواطنين ومطاردة المسجلين خطر.
هم يتظاهرون لتوصيل رسالة للمجتمع الخارجى، بأن هناك انقساما داخل المجتمع المصري، وأن هناك الملايين من المواطنين يؤيدون السجين المعزول ليظل الضغط على الحكومة المصرية متواصلا، هم يتظاهرون لتوصيل رسالة قبيحة لرأس المال المصري والأجنبي، وهى أن أصوات الرصاص تسبق أصوات المصانع ، وأن أعداد المتظاهرين أضعاف أعداد القوة العاملة، وأن الباحثين عن عودة المعزول أكثر من الباحثين عن فرصة عمل، هم يتظاهرون لتظل الحكومة "الغائبة" فى انعقاد دائم لبحث مظاهرات الإخوان فى الجامعات والشوارع والبحث عن مواجهتها، والانشغال بالتفكير فى المستقبل بالتفكير فى الماضي، هم يريدون أن يظل ميدانا النهضة ورابعة الملف الرئيسي على أجندة اجتماعات مجلس الوزراء كل أسبوع، وأن يكون الحديث حول أنصار المعزول قبل الحديث عن هموم الوطن والمواطن والتنمية فى المحافظات وإيجاد الحلول لمشاكل المواطن اليومية، وتوفير رغيف خبز وأنبوبة بوتاجاز وسرير داخل مستشفى.
هم يريدون أن تسبق كلمات الحرب وقنابل الغاز مفردات التنمية والعمل، هم يريدون أن يسبق النجاح الكلام عن الفشل، هم يريدون أن يسبق الحديث عن البطالة استعراض فرص العمل المتاحة، هم يريدون أن نعيش فى وهم الجماعة إلى الأبد لنظل نفكر بظهورنا وللأسف الشديد حكومتنا "الببلاوية" تقع فى الفخ وتمنح الجماعة أكثر مما تستحق، لا يوجد أحد ينكر ضرورة مواجهة الإرهاب، ولكن أن يكون هذا ملفا من بين الملفات وليس كل الملفات، علينا أن نغلق ملف الجماعة والمعزول، فالأولى أصبحت مطاردة من المواطنين والثانى أصبح سجينا بحكم القانون، إذا كنا نريد الخروج من سجن الجماعة.