رئيس التحرير
عصام كامل

البلد ليست "نهيبة" يا أستاذ شعبان!


البلد الذي نقصده هو مصرنا الحبيبة.. والأستاذ شعبان الذي نقصده هو الأستاذ أحمد بهاء الدين شعبان الناشط اليساري البارز.. والنهيبة التي نعنيها هي تلك الحالة التي نشاهدها منذ فترة في توزيع مواقع البلد في مختلف مؤسساتها وهيئاتها ومجالسها العامة والقومية.. وكأنها إرث أو وقف على مجموعة من الأفراد لا يزيد عددهم على مائة شخص وربما أقل.. تم توزيعهم وتسكينهم وترضيتهم وفق معيار واحد ووحيد وهو قربهم من فلان أو اتصالهم بفلان أو احتسابهم علي علان! حتى أن منهم من جمع بين أكثر من مجلس وبعض هذه المجالس يحتاج قدرات ومواهب وإمكانيات خاصة.. لا نراها - صراحة - في بعضهم!


آخر هذه المجالس كان المجلس الأعلى للثقافة.. ولجنة الشباب به تحديدا.. والذي قيل إن من اختار أسماءها هو المهندس أحمد بهاء الدين شعبان.. والرجل محل ثقة ومحل تقدير واحترام من الجميع ونحن أولهم.. فقد عرفناه منذ سنوات طويلة وظل ضيفا عزيزا على صفحة الرأي بجريدة الأحرار وقت إشرافنا عليها وحتى تركناها.. لذا فخبرتنا به كبيرة.. وكنا ننتظر أن يضرب المثل والقدوة في أول اختبار عام له.. وأن يصر على أن ينتقي وينتخب أجمل وأفضل وأكفأ أهل الثقافة بمصر في عضوية مجلسهم.. وعندما تمر أعيننا على الأسماء المختارة ولا نعرف منها إلا اثنين على الأكثر فثمة خلل كبير قد حدث.. وعندما نعلم أن أحدهم نقرأ له تعليقا على "تويتر" ونرى أخطاء إملائية - إملائية يا محترم وليست نحوية - فنكون بيقين أمام كارثة.. وعندما تكون هناك أسماء مختارة لمجرد أنها لم تختر في مجالس أخرى فنحن أمام كارثة مركبة.

الكارثة المقصودة ليس لوجود هذه الأسماء داخل هذه اللجنة التي هي داخل هذا المجلس فحسب.. وإنما لأننا لم نختلف كثيرا عمن سبق.. وعمن ثرنا عليهم وأسقطناهم.. نفس طريقة الاختيار.. نفس منهج الاختيار.. ذات الرؤية.. منطق الشلة الذي يسيطر على حياتنا ويبدو أنه سيدمرها.. ولذا قرأ حسن شاهين المشهد سريعا وفضل الانسحاب والاعتذار لمن اختاروه ولمن رشحوه قبل السخرية من الأمر كله!

منذ سنوات ونحن نستهجن المفارقة الشهيرة: المهندس شعبان كان زميلا للمهندس أحمد نظيف.. الأول عاش بالسياسة ولها.. والثاني رفضها وأعطاها ظهره وتفرغ للدرس والدراسة بل وكان يسخر من ممارسيها حتى أصبح هو نفسه رئيسا للوزراء.. والسؤال الآن: يا ترى ماذا سنقول اليوم؟ وماذا كان سيفعل المهندس شعبان لو كان اختير ذات يوم رئيسا للوزراء؟
الجريدة الرسمية