رئيس التحرير
عصام كامل

«المصريون يتحدون أوباما».. صحيفة صينية: أحفاد الفراعنة تخلصوا من التبعية والاستبداد بعد «30 يونيو».. الببلاوي رفض طلب مساعدات أمريكية تحسبًا للغضب الشعبي.. دول الخليج سدت الفجوة ال

الرئيس الأامريكي
الرئيس الأامريكي باراك أوباما

قالت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعلنت، على استحياء، عن خططها للتعامل مع الوضع الراهن في مصر، لافتة إلى أن واشنطن بدأت الخطة بتعليق المساعدات العسكرية للبلاد حتى تمضى مصر قدمًا نحو الديمقراطية.

وبعد هذا الإعلان، قال بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن "هذا القرار الخاطئ ومصر لن تستسلم للضغوط الأمريكية وتواصل طريقها نحو الديمقراطية وفقًا لخارطة الطريق".

وأشارت الصحيفة الصينية إلى أنه بعد مرور أسابيع عدة، لا يبدو أن التعليق الأمريكي للمساعدات لم يخلق أي تغيير داخل البلاد، لافتة إلى أن هناك سببين أساسيين لاتخاذ الحكومة المصرية موقفا إيجابيا تجاه قرار الولايات المتحدة.

فبعد ثورة يناير 2011، تغيرت عقلية الشعب المصري وبدأ المصريون يشعرون بالخجل من رضوخ بلادهم للولايات المتحدة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، واعتقدوا أن الهدف من الثورة ليس فقط التخلص من الاستبداد بل أيضا فرصة للتخلص من التبعية لواشنطن والاستقلال والتطلع إلى المسرح العالمي. 

هنا كان نقطة انطلاق الحكومة المؤقتة بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، فأدركت الحكومة المدعومة من الجيش أنها لو التمست المساعدات من إدارة أوباما فمن المؤكد أنها ستفقد الدعم الجماهيري.

ولفتت الصحيفة إلى أن السبب الثاني لتجنب الحكومة المصرية التقارب الأمريكي هو وجود البديل الخليجي الذي وعد بعد الإطاحة بـ"مرسي" بمساعدات بلغت قيمتها 12 مليار دولار وهو مبلغ ضخم مقارنة بـ1،6 مليار دولار أمريكي.

وبالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإنه ناضل كثيرا من أجل فرض هذه العقوبات التي ربما أتت على غير هواه، لأنه يريد الحفاظ على تحالف إستراتيجي مع مصر، ولكنه أجبر على هذا التحرك في ظل أصوات متعالية من داخل الكونجرس تطالب بعقوبات ثقيلة على مصر.

وحقيقة الأمر، أن مصر في حاجة لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، في حين تريد واشنطن موقع مصر الإستراتيجي. وعلق الجنرال جيمس ماتيس، الذي تقاعد هذا العام كرئيس للقيادة المركزية للجيش الأمريكي على القيمة الإستراتيجية لمصر، قائلا: "نحن في حاجة إلى قناة السويس، نحن في حاجة لمصر نظرًا لمعاهدة السلام مع إسرائيل، نحن في حاجة إليها لتحليق الطائرات الأمريكية، نحن في حاجة إليها لمواصلة الكفاح ضد المتطرفين الذين يمارسون العنف".

ورأت الصحيفة الصينية أن الحكومة الانتقالية المصرية والمؤسسة العسكرية يدركان هذا الأمر جيدا، وهو ما يدعوها إلى التعامل بجفاء مع الإدارة الأمريكية ولم تتأثر بقرار قطع المساعدات الأمريكية. فمنذ سقوط "مرسي"، أصبح المجتمع المصري أكثر انقسامًا، وجميع القوى تبنت موقفا أكثر سلبية تجاه الولايات المتحدة.

وانتهت الصحيفة بالقول، إنه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب حقا في علاقات مستقرة وعلاقة إستراتيجية أكثر صلابة مع مصر، فالعقوبات لا تساعد كثيرًا في ظل أن المشكلة الحقيقية بالنسبة لمصر هو الاقتصاد، لذا يجب على واشنطن أن تساعد مصر لإعادة النمو الاقتصادي.
الجريدة الرسمية