«التخوين ينخر في عظام المعارضة السورية».. الدوحة تقيل «الأسعد» قائد الجيش الحر لضعفه.. وثيقة تكشف تمويلاً قطريًا سعوديًا تركيًا للجهاديين.. «الحريري» وسيطًا لنقل الأموال
لم يكن تخطيط المخابرات التركية والقطرية في مساندة الجيش السوري الحر محض خيال، ولكنه أمر واقع وأكدته وثيقة خاصة بلقاءات بين أحد أعضاء الجيش السوري الحر مع دبلوماسي خليجي في السفارة القطرية بأنقرة.
الوثيقة موجهة لمساعد الوزير للشئون الخارجية بدولة قطر على بن فهد الهاجري، ومكتوب عليها "سرية" مذكرة للعرض على سعادة وزير الدولة للشئون الخارجية. وكتب بالوثيقة: "يسرني أن أرفق لكم كتاب سفارتنا في أنقرة بتاريخ 26 سبتمبر 2012، والمرفق به نسخة من تقرير لقاء دبلوماسي خليجي مع شخصية سورية معارضة مقربة من الجيش السوري الحر، لكن الوثيقة لم تذكر اسم المعارض السوري".
واختتمت الوثيقة بأن "المصدر يلتقي بالشخصية السورية المعارضة في الوقت القريب في أنقرة بعد عودته من مدينة اسطنبول، وطلب حمد الدوسري المستشار بالسفارة القطرية بالمشاركة في اللقاء".
كما جاء بالمذكرة المرسلة من سفارة قطر بأنقرة لمساعد الوزير القطري للشئون الخارجية على بن فهد الهاجري "أن حمد بن محمد الدوسري المستشار بالسفارة التقى بأحد الدبلوماسيين الخليجيين بأنقرة، والذي سلمه نسخة من تقرير اجتماعه مع شخصية سورية معارضة – لم يذكر اسمه- والمتواجد في تركيا". التقرير تطرق إلى أن قطر والسعودية تقدمان دعمًا للمعارضة السورية عن طريق سعد الحريري، الذي يتعامل مع وسيط يدعي صقر عقاب.
التقرير أشار أيضًا إلى أن "عقاب" مشكوك في أمره وأنه على علاقة مع المخابرات السورية، وأنه يرسل للمعارضة والجيش الحر فقط 70% من الأموال والأسلحة.
التقرير أكد على تحكم قطر في تغيير قيادة الجيش الحر، حيث جاء بالوثيقة "أوضح أن تغيير قائد الجيش الحر يأتي ردًا على المحاولات التي كان آخرها تغيير المسمي للجيش الحر بحجة أن الجيش الوطني السوري أشمل ويدخل ضمن شريحة كافة أطياف المقاومة والمجتمع السوري الثائر- وذلك يؤكد أن الدوحة هي من أطلقت مسمي الجيش الحر".
وأشارت الوثيقة إلى تعيين العقيد رياض الأسعد ضابط ارتباط بين الجيش السوري الحر وبين المجلس الوطني السوري للمعارضة، وأن يخلفه قائدًا جديدًا يرشح من قبل صفوف الضباط في الجيش السوري الحر، ولم يبد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أي تحفظ في هذا الشأن.
وجاء بالوثيقة أن الاجتماع مع أحد المصادر المقربة من الجيش الحر ، "كرر خلال حديثه بأن المعارضة السورية مخترقة من قبل المخابرات السورية، وأن هناك بعض الشخصيات المعارضة تدافع ظاهريا عن الثورة السورية، بينما هي في حقيقتها تخدم النظام السوري"، في إشارة إلى المعارض البارز "هيثم المالح".
كما ذكر التقرير أن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعدـ بالرغم من أنه مقبول ومحبوب من عناصر الجيش الحر، لكنه شخصية ضعيفة تفتقد للقدرات القيادية والمراوغة السياسية، مقابل دهاء وخبرة وحنكة عالية من النظام السوري وأدواته الاستخباراتية المتمرسة بشكل كبير، مؤكدًا أنه لا يصلح لقيادة الجيش الحر واقترحت قطر أن يتم استبدال مركز "الأسعد" إلى ضابط ارتباط بين المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر.
واختارت قطر بديل الأسعد طبقًا للوثيقة مشترطة أن يكون من ضمن صفوف الجيش المتواجدين حاليا "الألوية والعقداء" بأنفسهم حتى يتم قبولهم بشكل ودي قبل إعلانه، ويرى أن الأقرب هو العقيد أحمد حجازي.
وأكدت الوثيقة على وجود محاولات من بعض الأطراف التي تخدم النظام السوري تهدف لإضعاف الجيش السوري الحر بشتى الطرق، وأخرها ما يتناوله أقطاب المعارضة السورية من الداخل والخارج من خلال تغيير مسمى الجيش الحر إلى الجيش السوري الوطني- وذلك ما رفضته قطر- وتسليم قيادته للواء على الحاج وهو ما تشك فيه قطر.
ولفت التقرير إلى أن الحكومة التركية تتعرض لضغط من الخارج والداخل بشأن موقفها من القضية السورية، مؤكدة الدعم القطري والسعودي للمعارضة السورية عن طريق سعد الحريري.
وطالبت قطر في الوثيقة بمزيد من الوقت لعرض الأمر على الجانب التركي لدراسته والرد عليه، مؤكدة أن المصدر الدبلوماسي الخليجي الذي يلتقي بالقطري والتركي من الكفاءات الدبلوماسية الموثوق بها في أنقرة، ولديه نشاط مميز وهو يشغل الرجل الثاني بالسفارة الخليجية.