رئيس التحرير
عصام كامل

بالأدلة نكشف تفاصيل الخبر الكاذب بشأن "تأمين شركة إسرائيلية لقناة السويس".. مدون مصري بدأ الأكذوبة.. ومنظمة دولية يسيطر عليها الإخوان أصدرت البيان.. والجزيرة القطرية صنعت التقرير الفضائي

قناة السويس-ارشيفية
قناة السويس-ارشيفية

"مصر تتعاقد مع شركة أمن إسرائيلية لتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس"، عنوان خبر تداولته بعض المواقع الإخبارية المحلية والعربية، وانتشر كالنار في الهشيم، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الخبر المفخخ الذي تم صناعته على "الفيس بوك" وتلقته منظمة حقوقية تعمل في بريطانيا، وصل في نهاية المطاف إلى قناة "الجزيرة" القطرية، والتي قامت بدورها بصياغة تقرير معتبر.. يهدف إلى إحباط المواطن المصري وتشكيكه في قدرات جيشه.

قصة الخبر المفخخ يكشفها "فيتو"، منذ بدايته حتى وصوله إلى القناة القطرية -الجزيرة- التي اعتادت نشر الأكاذيب، بالمنطقة العربية، للمساهمة بكل قوة في مخطط ملوث، يهدف إلى تدمير القاهرة قلب العروبة، ووضعها دائما بصورة العميل للنظام الصهيوني، خدمة لجماعة الإخوان التي نبتت بذرتها السياسية بمال الغاز القطري.
في البداية قام المدون المصري "وائل عباس"، باقتطاع جزء من موقع " موقع شركة سي جال الإسرائيلية (Seagull Maritime Security) وهى شركة تأمين بحري، تقدم خدمات أمنية للرحلات البحرية وسفن البضائع، بعدد من النقاط البحرية- مرفق خريطة تفصيلية من موقع الشركة توضح أماكن عملها-، وزعم المدون مستغلا جهل البعض باللغة الإنجليزية، بأن القاهرة قامت بالتعاقد مع شركة إسرائيلية لتأمين المجري الملاحي لقناة السويس، من خلال صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".

تلقف الخبر القائمون على موقع المنطمة العربية لحقوق الإنسان في لندن، وهى منظمة محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، والتي يقوم أحد الأشخاص بها ويدعى "محمد جميل" باستخدام اسم المنظمة في أغراض سياسية، والدفاع عن تنظيم الإخوان، ويقع فرع المنظمة في بريطانيا تحت سيطرة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ويتلقى تمويلا من قطر، هذا الأمر أكده في وقت سابق علاء شلبي الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، عندما أعلن أن المنظمة قررت تجميد فرع المنظمة في بريطانيا وسحب اعتماد عضويتها في المنظمة الأم في القاهرة، ومخاطبة الخارجية البريطانية لإبلاغها بالقرار ومراجعة موقفها منها على ضوء قرار التجميد خاصة أن المنظمة تتعمد استغلال اسم المنظمة العربية وشعارها ما أضر بسمعة المنظمة الأم.

عقب نشر الخبر على موقع المنظمة، قامت قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، باستكمال التقرير الملوث البعيد عن المهنية، والخالى من الدقة والتحقق، بهدف ترويج الإشاعة على مستوى عربي ودولى، وإحراج النظام والجيش المصري.
نعود إلى حقيقة نشاط شركة "سي جال" الإسرائيلية، طبقا لما هو منشور بالموقع الخاص بها على شبكة الإنترنت، والذي تم قرصنته وحجبه عقب نشر الخبر المزيف، يؤكد موقع الشركة للصورة المرفقة بتقرير "فيتو" إلى أن شركة (Seagull Maritime Security) الإسرائيلية للتأمين البحري لديها الحق في حراسة مسلحة "لعملائها" في المواقع التالية بموافقة السلطات الحكومية المحلية، وتلك المواقع تشكل «مالطا، السويس بمصر، العقبة بالأردن، الفجيرة بالإمارات العربية، البحر الأحمر، جيبوتي، صلالة بسلطة عمان، مسقط بعمان، جالي بسريلانكا، موريشيوس ببورت لويس، دار السلام بتنزانيا، مدغشقر، وديربان بجنوب أفريقيا».

وتؤكد الشركة من خلال موقعها أيضا، أنها مجرد شركة تقوم بخدمات النقل والتفريغ والشحن البحري، ولديها قدرة على تأمين العبارات التجارية، من الداخل ضد القرصنة والسطو المسلح، كما تؤكد على ضرورة حصول الشركات التجارية على موافقة الدول التي تمر بها سفنها التجارية بوجود عناصر الشركة المسلحة على متن هذه السفن، وتشير إلى أن جميع إجراءات التأمين تجري خارج حدود الموانئ المعنية، بمعنى أن العناصر المسلحة التابعة للشركة الإسرائيلية تمارس المهام المكفولة لها، عقب خروج السفن من نقاط المرور التي تقع تحت سيادة الدول المعنية.
الجريدة الرسمية