«الإخوان الهاربون».. واشنطن بوست: أعضاء «المحظورة» ينعمون في فنادق الدوحة.. هروب جماعي للقيادات بطرق ملتوية إلى قطر وتركيا ولندن.. تنسيقات سرية مع التنظيم الدولي لحرق مصر ونشر أفكا
في الوقت الذي بدأت فيه محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 من قيادات جماعة الإخوان «المحظورة»، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرا عن قيادات الجماعة الهاربين إلى الخارج، سالكين طرقا ملتوية للهروب من الملاحقات القانونية من قبل الأجهزة المعنية بمصر.
وقالت «واشنطن بوست» إن العديد من قادة الجماعة هربوا خارج مصر من الحملة الأمنية التي تقودها الحكومة ضدهم، مشيرة إلى أن بعض أعضاء الإخوان دفعوا الرشاوى لمسئولين أمنيين بالمطار لكي يحصلوا على طرق ملتوية للهروب على متن الطائرات بعيدا عن مصر لأماكن أكثر ودًا لهم.
وأضافت الصحيفة أن من هذه الدول الصديقة لجماعة الإخوان هي دولة قطر، الدولة الصغيرة الغنية بالنفط في الخليج الفارسي التي ساعدت المتمردين ودعاة الديمقراطية الإسلاميين في جميع أنحاء دول الربيع العربي، والآن تستوعب المنفيين الهاربين من مصر الدولة المتعثرة لولادة ديمقراطية حقيقية.
وأشارت إلى أن الإخوان وجدوا ملجأ دافئا لهم وكونوا مجتمعا صغيرا من المنفيين في كل من قطر وتركيا ولندن وجنيف بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.
وكشفت الصحيفة أن قادة الإخوان الهاربين يعيشون في فنادق فاخرة في الدوحة، وتدفع ثمن إقامتهم قناة الجزيرة الفضائية المملوكة للدولة، محتضنة لمستقبل الإخوان للحفاظ على إستراتيجية وأيدلوجية الإسلام السياسي.
وقال إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفي وهو يجلس في بهو الفندق في الدوحة "إننا لا نهرب، نحن نفضل المنفي ولدينا مهمة للنجاة من الأزمة وتوصيل رسالتنا إلى العالم، على الرغم من أنه لا يوجد هيكل للقيادة ولكن بيننا تنسيقا".
وأضاف شيحة أن فريق الإخوان في مختلف العالم على اتصال وتنسيق فيما بينهم وعلي اتصال دائم مع أيمن نور الليبرالي المقيم في بيروت، والذي تعرض للحبس من عهد الاستبدادي حسني مبارك.
ورأي شيحة أن الجماعة في حالة من الثورة، وليس في مرحلة سياسية، وهم لا يتحدثون كأحزاب وإنما يتحدثون عن الثورة فقط ضد نظام ظالم، ولدينا جهود مشتركة وسنبذل الكثير.
وقال مسئول رفيع المستوي بوزارة الخارجية المصرية الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "إن الإخوان عقدوا العشرات من الاجتماعات في الدوحة وفي تركيا وباكستان منذ الإطاحة بمرسي وهناك تمويل أجنبي يدعمهم".
بينما يقول الإخوان الهاربون في الدوحة إنهم مجرد رسل ولم يقدموا أي تفاصيل عن كيفية الاتصال بالنشطاء المناهضين لما يسمونه بالانقلاب، كما يتم التنسيق مع الساسة الإخوان الذين مازلوا أحرارا طلقاء في البلاد ويتم التنسيق محليا لتنيظم احتجاجات بشكل مستمر ومتحد للسلطات في مصر.
وزعم أشرف بدر الدين، أحد قادة الإخوان، الذي يعتبر نفسه محظوظا لتمكنه من الهرب إلى قطر في منتصف سبتمبر بعد مهاجمة الشرطة منزله الساعة 2 صباحا قبل أسبوعين من سفره "أن جماعة الإخوان أقدم جماعة إسلامية ولديها تنظيم سياسي وقاعدة شعبية كبيرة ولم ينتزع شعبيتها، فلقد زادت بعد قتل1000 من أنصارها برصاص قوات الأمن والجيش في مظاهرة مناهضة للانقلاب"، بحسب زعمه.
وقال عمرو دراج، أحد قيادي الإخوان الذي منع من السفر للدوحة الإثنين الماضي على الرغم من كونه أحد مفاوضي الإخوان الطلقاء، إنه لا يوجد حل سياسي للأزمة في الوقت الحالي لأنه لا يوجد أي شخص من الجانب العسكري يرغب بالتواصل لحل سياسي فهم يمارسون القمع"، بحسب قوله.
وأضافت أن دراج يخضع الآن للتحقيق لأن الدولة تعتقد أن سفر أعضاء الإخوان لقطر فيه ضرر على أمن الدولة.. منوهة أيضًا عن سفر حمزة أحد المصريين الذين سافروا عبر الطرق البرية ويعمل الآن معلقا لقناة الجزيرة ويعيش في فندق بالدوحة.
وقالت الصحيفة، لكي نكون على أرض الواقع مازالت الاحتجاجات في الشوارع بشكل يومي ويقول قادة الإخوان إنهم فقدوا السيطرة على الناس وبعض أنصارهم يقولون إنهم لم يعودوا يأخذون أوامر من الإخوان أو البحث عنهم ولا يعرفون شيئا عن قادتهم، وأصبحت حركة الاحتجاج أمرا شخصيا خاصا بهم في ظل عدم وجود قيادة لهم.
وأضافت الصحيفة أن ضغط واشنطن على مصر قد خف وهذا ما أبرزته زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مصر قبل يوم واحد من محاكمة مرسي و14 من قادة الإخوان.
وأشارت إلى أن كيري أكد من جديد على العلاقات القوية بين البلدين وخففت واشنطن لهجتها عن المطالبة بالمصالحة، لأن الأغلبية الكبري من سكان مصر ضد المصالحة مع الإخوان وهناك ضغط شديد للاستجابة لشعور الشعب، فلقد صدر جميع ممتلكات الإخوان ومصادرها وتم إيقافها كمنظمة أو كحزب سياسي ولكنها باقية كشعب مقاوم للإطاحة بمرسي، حسب قولها.