أم أشرف هى نخبتنا المفقودة
بكلمات بسيطة ولكن أكثر عُمقاً من أغلب نُخبتنا المنكوبة، أشعرت أم أشرف، المصريين بهويتهم المصرية وبعثتها من باطن الأرض، لتصرخ شامخة في الفضاء، بمصريتنا!! إن الأمية الحقيقية، هي تلك التي عرفنا بها أغلب أنصاف المتعلمين أو حتى من وصفوا بكونهم قمة الهرم الثقافي في مصر، من نخبتنا التي لم تفرق بين خير الخيرين ولا شر الشرين، ولكنها في أغلب المُنعطفات الحادة وخلال السنوات الثلاث الماضية، كانت تختار الشر الباغي دون وعي إلا بثقافات وافدة ومستوردة، ولولا قادة وضُباط جيشنا الوطني، لكُنا اليوم في المجهول!!
وأم أشرف، لمن لا يعرف، هي السيدة العجوز البسيطة، التي صفعها إخواني، لرفضها أن يرفع علامة رابعة، بينما كانت مُمسكة بصورة لرموز القوات المسلحة. فبحسها الوطني الطاغي، رفضت أن تُرفع أمامها، صورة مُعبرة عن الفئوية في مصر، بينما كانت تُعلي هي من رمز وطني رفيع. وهكذا، كانت رمزية الحدث، حيث اعتدى إخواني على مصر، لأن أم أشرف حوت داخلها في تلك اللحظة مصر برفضها إلا أن يُعبر المصريين، عن مصر ككل، وليس فقط جزء دخيل فيها، يرغب في تقسيمها!!
ولمن سيبغي بالحديث حول حق هذا الإخواني في "حرية التعبير" فيما يتعلق برفعه لافتة "رابعة" قبل صفعه السيدة، أقول:
مصر ليست وجهة نظر!!
أنت حافظ مش فاهم!!
ففي مُنحنى تاريخي خطير يُهدد الأمة المصرية، يجب أن يتوحد المصريون على قلب رجلٍ واحد، رافعين من الهوية الوطنية الجامعة إلى عنان السماء، وهو ما يُدافع عن هذا الوطن. فلو أن أبناء وبنات مصر، تمسكوا بهويتهم الوطنية وأعلوا من إيمانهم بها، فوق أي شىء، مع إيمانهم بحفظ الله لمصر، لن تستطيع أمريكا ولا مليون أمريكا أن تستهدف هذه البلاد!!
ولقد تكلمت هذه السيدة، مُعبرة عن شغفها بمصر، مع الإعلامي الوطني أحمد موسى، فقالت ما لم يستطع أن يقوله أي نشط أو سياسي، من أتباع 25 يناير، وعلى مدى ثلاث سنوات، حتى إن "أحاديث الفوتوشوب" ملأت الفضائيات، ومل الناس كثرة الأكاذيب والتمثيليات من قبل هؤلاء، غير العالمين بمصر، حيث لم تصل أحاديثهم إلى القلوب، مثلما فعلت هذه السيدة، فوصلت كلماتها إلى قلوب الملايين من هذا الشعب، وتأثروا بها تأثراً جماً!!
فأم أشرف، هي الحصن، .. هي ما نُريد كل مصري أن يشعر به ويُعبر عنه، .. ومصر هي الملاذ!!
لقد تكلمت عن مصر وليس عن أشخاص وقضايا فرعية ولا عن حلول جزئية أو فكر من أمكنة بعيدة، .. تكلمت عنا ومنا كمصريين، وليس بلغة يصعُب فهمها كما هو حال تلك النخبة المُغتربة عن الوطن، بفكر دخيل!!
لو أن بداخل كل مصري، تلك الروح، التي عبرت عنها أم أشرف، فلا خوف من العالم، لأن وقتها، سيكون كل مواطن، هو الدفاع الحق، عن هذا الوطن، وسيأتي الجيش في المرتبة الثانية، بعد هذا الشعب العظيم، لقد وضح وضوح الشمس، أن أم أشرف، هي نخبتنا المفقودة، وقد عادت!!
مصر أم الدنيا .. وحتبقى أد الدنيا، أشكرك يا أم أشرف: لقد أبكيتينا وأكدتي الراسخ بداخلنا: مصر مش وجهة نظر!!
مصر جاية يا مصريين،
تحيا بلادي،
تحيا مصر ..